وجملة القول: أن الخطابي أخطأ خطأ فاحشاً في تصحيحه لحديث الترجمة، وترجيحه إياه على اللفظ الصحيح المخالف له، مع كثرة طرقه وشواهده، وتفرد أحد الرواة برواية معارضه، كما أخطأ في ادعائه أن معنى الحديث على القلب، والكمال لله تعالى وحده.
فإن قيل: فإن لحديث الترجمة شاهداً من حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ:
"زينوا أصواتكم بالقرآن ... "؛ مثل حديث الترجمة. وفي رواية:
"أحسنوا الأصوات بالقرآن".
أوردهما الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٧٠) ، وقال:
"رواه الطبراني بإسنادين، وفي إحدهما عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان وقال:"ربما أخطأ"، ووثقه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال (الصحيح)"!
فأقول: كلا الإسنادين ضعيف جداً؛ فلا يفرح بهما ولا يستشهد بهما مطلقاً؛ لشدة ضعف رواتهما؛ فكيف مع المخالفة لأحاديث الثقات، كما هو الشأن هنا؟! وإليك البيان:
أما الأول: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (٣/ ١١٠/ ١) من طريق عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس ... باللفظ الأول.
وهذا إسناد ضعيف؛ آفته ابن خراش هذا؛ فإنه مجمع على تضعيفه. ولا ينافي ذلك أن ابن حبان أورده في "الثقات"، وذلك لأمرين: