ومن طريق زهرة بن معبد قال: قال عمر: انتهى السلام إلى "وبركاته".
ورجاله ثقات؛ كما قال الحافظ في "الفتح"(١١/ ٦ - السلفية) ، ولم يتعرض بذكر للإسناد إلى عبد الله بن بابيه - ويقال: ابن باباه -، وهو ثقة.
ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صح لا يشهد - كأثر ابن عباس - لحديث الترجمة، وذلك لأمرين:
١- أن الحديث مرفوع، والأثر موقوف.
٢- أن الحديث في رد السلام، والأثر في إلقائه.
ويؤيد ذلك: أنه ثبت عن ابن عمر وغيره من السلف ما يخالف هذا الحديث الضعيف: فروى البخاري في "الأدب المفرد"(ص ٤٩ - دار الكتب العلمية) عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال:
كان ابن عمر إذا سلم عليه، فرد؛ زاد، فأتيته وهو جالس، فقلت: السلام عليكم. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. ثم أتيته مرة أخرى فقلت: السلام عليكم ورحمة الله. قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم أتيته مرة ثالثة فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته.
قلت: ورجاله ثقات معروفون؛ غير سالم هذا، وقد وقع في "الأدب" - كما ترى - أنه مولى ابن عمر، وكذلك وقع في "الفتح" نقلاً عنه!
ويبدو أنه خطأ قديم؛ فإنه في كتب الرجال: أنه مولى عبد الله بن عمرو، منها