"التاريخ الكبير" للبخاري نفسه، ويبدو أنه مجهول؛ لأنه لم يذكروا راوياً عنه غير ابن شعيب هذا. وأما ابن حبان: فذكره في "الثقات" على قاعدته المعروفة، ولكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به؛ كما لا يخفى على الخبراء بهذا العلم الشريف.
ثم روى في "الأدب المفرد"(ص ١٤٧،١٦٥) عن زيد بن ثابت: أنه كتب إلى معاوية - والظاهر أنه جواب كتاب من معاوية إليه -:
"والسلام عليك - أمير المؤمنين! - ورحمة الله وبركاته ومغفرته"، زاد في الموضع الأول:"وطيب صلواته".
قلت: إسناده صحيح. وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله. وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى:(فحيوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدىء.
ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك، ثم قال:
"وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على (وبركاته) ".
ومن تلك الأحاديث الصريحة: ما ذكره من رواية البيهقي في "الشعب" - بسند ضعيف - من حديث زيد بن أرقم:
كنا إذا سلم علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
قلت: وفاته أنه أخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ"؛ كما كنت خرجته في