للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لكان أوجز وأفيد، ولا سيما في مجال التعليق والاختصار؛ إلا إن كان يعني بيان

الفرق بين لفظ الحديث في " الأمثال ": " ليردك ". ولفظه في " الجامع الصغير ":

" ليحجزك "، وحينئذٍ نقول: إنّه فرق لفظي لا قيمة له من حيث المعنى،

ولا سيما وقد اقترن بإهمإل ما ينبغي بيانه من الفروق كما يأتي في المؤاخذة

الرابعة!

الثانية: أن عزوه الحديث للطبراني خطأ، نتج من اعتماده في التخريج على

" الجامع الصغير " كما رأيت، وقد عزاه لـ " تفسير ابن حميد "، و " معجم

الطبراني الكبير "، وهو حديث طويل فيه عديد من الوصايا الجميلة بعضها ثابت

في غيره، فانظر - مثلاً - الحديث (٥٥٥) في " الصحيحة "، وعند الرجوع إلى

" المعجم " تبين أنه ليس فيه هذا القدر الذي ذكره الماوردي! وهذا من شؤم التقميش

والتحويش والاعتماد على المختصرات من كتب التخريح دون الرجوع إلى الأصول

للتثبت من اتفاق الروايات أو اختلافها؛ لكيلا يقع في مثل هذا العزو الخاطئ!

الثالثه: وهي فرع عن اعتماده السابق؛ فإن الظاهر من بياننا الآنف الذكر: أن

الحديث أو القدر المشار إليه ليس عند الطبراني وعند ابن حميد يقيناً. وليس ذلك

بلازم؛ فقد عزاه في " الجامع الكبير " لمصدرين آخرين أيضاً، وهما (هب، ابن

عساكر) ، فيحتمل أن يكون القدر المشار إليه عند أحدهما، وليس لابن حميد،

واحتمال كونه عند " شعب البيهقي " غير وارد؛ لأنني رجعت اليه فوجدته لم

يذكر منه إلا قوله: " ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ". كما يأتي الإشارة

إلى ذلك قريباً بإذن الله تعالى، فدار الاحتمال المذكور بين ابن حميد وابن عساكر،

فهل هو لهما كليهما معاً أم لأحدهما؟ وإذا كان الثاني منهما فمن هو؟ هذا ما لا

يمكننا الإجابة عليه؛ لعدم تيسر الوصول إلى كتابيهما لا مخطوطاً ولا مطبوعاً، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>