" وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب؛ فقد رواه النسائي في " التفسير "
وأبو داود في " السنن " من طريق أخرى عن ابن عباس. وأما هذه الطريق؛ فتفرد
بها حمدان؛ لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف "!
وأقول فهل رأيت من وثقه؟ ! ألا يكفي أنه مجهول؛ لم تعرفه - وأنت الحافظ -
إلا في هذه الرواية المنكرة؟ !
أما حديث ابن عباس؛ فقد سبق أن في الطريق الأولى من اتهم , وفي الطريق
الأخرى مجهول أيضا.
ولذلك؛ قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " عقب حديث ابن عمر:
" وهذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر؛ لا يصح أصلا , وكذلك ما
تقدم عن ابن عباس من رواية أبي داود وغيره لايصح أيضا. وقد صرح جماعة من
الحفاظ بوضعه , وإن كان في " سنن أبي داود " , منهم شيخنا الحافظ الكبير أبوالحجاج
المزي , وقد أفردت لهذا الحديث جزءا على حدته ولله الحمد.
وقد تصدى الإمام أبو جعفر بن جرير للإنكار على هذا الحديث ورده أتم رد ,
وقال: " لا يعرف في الصحابة أحد اسمه (السجل) , وكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
معروفون , وليس فيهم أحد اسمه (السجل) ". وصدق رحمه الله في ذلك , وهو
من أقوى الأدلة على نكارة هذ االحديث , وأما من ذكره في أسماء الصحابة؛ فإنما
اعتمد على هذا الحديث لا على غيره , والله أعلم.
وقال ابن القيم في " تهذيب السنن " (٤ / ١٩٦ - ١٩٧) :
" سمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية يقول: