"أبو المعلى بن رؤية".
كذا ولم يزد وكذلك أورده ابن أبي حاتم في (الكنى) (٤/٢/٤٤٣) دون
(الأسماء) - تبعاً للبخاري -، ولكنه انتقده، فقال:
"فسمعت أبي يقول: إنما هو المعلى بن رؤية، وهو شامي. يروي عن ابنٍ لعبد الله
ابن الزبير. روى عنه الزهري، وأرطأة بن المنذر ".
قلت: ويبدو أن ابن أبي حاتم لم يقف على ذكر البخاري إياه في الأسماء كما
ذكرت آنفاً، وإلا لنبه عليه، ولَذَكره هو أيضاً في (الأسماء) ، ولم يفعل، وأن
البخاري لما أورده بذاك الاختصار الشديد كأنه يشير إلى أنه رواية وقعت له.
وأما ابن حبان، فلم يورده مطلقاً لا في (الكنى) ولا في (الأسماء) ، لا باسم
(المعلى) ولا باسم (العلاء) ، فهو مجهول الحال. والله أعلم.
وبالجملة، فالحديث ضعيف، لجهالة روايه هاشم بن عبد الله، فإذا كان ابن
حبان روى حديثه لأنه عنده ثقة، فما باله أخرجه وهو منقطع عنده، والمنقطع لا
تقوم الحجة به كما هو معلوم في "مصطلح الحديث"، وصرح به ابن حبان نفسه
في مقدمة "الثقات" (١/١٢) ؟!
وقد روي الحديث من طريق أخرى: يرويه عبد الله بن صالح:حدثني الليث
ابن سعد: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الصّهْباء عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى: أخبره ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أنه كان يدعو:
"اللهم! احفظني ... " الحديث نحوه في آخره، وخالفه في أوله كما ترى،
جعله من دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس من أمره لعمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.