ومادته عندي والحمد لله،وهي تحت التأليف والترتيب، وقد وصل حتى هذه
الساعة إلى نهاية حرف الطاء، نسأل الله تمامه بفضله وكرمه (*) .
وأما المكان الآخر الذي أحال عليه، فإنه هناك نقل شيئاً من كلام الحافظ في
انتقاده لابن حبان في "ثقاته"، ثم رد عليه بأمرين، فصل القول فيهما، لا يتسع
المجال الآن لتعقبه بتفصيل، فذلك محله في مقدمة كتابي المشار إليه آنفاً، ولكن
حسب القارئ دليلاً على بطلان رده على الحافظ ما نقله عن مقدمة " صحيح ابن
حبان" أنه قال:
"لم نحتج فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء:
الأول: العدالة في الدين بالستر الجميل.
والثاني: الصدق في الحديث بالشهرة فيه.
والثالث: العقل بما يحدث من الحديث.
والرابع: العلم يما يحيل من معاني ما يروي.
والخامس: المتعري خبره عن التدليس".
قلت: وهذه الشروط لو التزمها ابن حبان في كل رجال "ثقاته"، لكان كتابه
هذا - "الثقات" الذي عليه بنى كتابه الآخر "الصحيح" - في مقدمة الكتب المعتمدة
في التوثيق، ولكن ليتأمل القارئ الكريم:
هل هذه الشروط الخمسة يمكن أن تنطبق على ما قال فيه ما تقدم نقله من
"ثقاته"، كمن قال فيه: " لا أعرفه ولا أعرف أباه "، "لست أعرفه بعدالة ولا
(*) وقد أتمه الشيخ رحمه الله - فيما نعلم-، ولم يُطبع بعدُ. (الناشر) .