والخبر المشار إليه لم أعرفه. الصلت بن مسعود: ثقة من شيوخ مسلم؛ فالعلة
من كثير بن حبيب، فكأنه لذلك أشار في "الكاشف" إلى تليين توثيقه بقوله:
"وُثِّق".
هذا وقد تأملت فِي حَدِيثِ الترجمة، فوجدت فيه غرائب تفرد بها المذكور
دون كل الثقات الذين رووا حديث الشفاعة بطوله، ومن طرق عن أنس وغيره من
الصحابة في "الصحيحين" وغيرهما، وقد أخرج الكثير الطيب منها ابن خزيمة في
(التوحيد) من "صحيحه".
من ذلك: إخباره عن الأنبياء أن كلاً منهم نبي أمي! وهذا خلاف الصفة
التي اختص بها نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله في خزنة الجنة أنهم قالوا: "أوقد أرسل إليه؟ ".؛ فإنه من المستبعد
جداً أن لا يكونوا قد علموا برسالته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد انتهت وظيفة الرسل، وحان وقت
دخول الجنة. وغالب الظن أنه دخل عليه حديث فِي حَدِيثِ؛ فإن هذه الجملة
ثبتت في فصة المعراج، ففيها قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ:
جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ ... ".
الحديث بطوله.
أخرجه مسلم (١/٩٩ - ١٠٠) ، وأبو عوانة (١/١٢٦ - ١٢٨) من طريق حماج
ابن سلمة: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك ... به.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة والبخاري أيضاً (٣٨٨٧) ، وابن حبان (١/١٢٨/١٣١)
من طريق قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة ... به.