للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[أين التوازن معاشر الخطباء؟]

أبو سليمان الشافي

كثيراً ما نجد خطيباً في مسجد ما يثري أفكار جماعة مسجده بموضوع معين

ويبدئ ويعيد حول ذلك الموضوع، ويهمل ما سواه، وكأن المسلمين قد صلحت

جميع أحوالهم وفهموا كل شيء سوى هذا الموضوع الذي لا تكاد تصلي معه في

مسجده إلا ويحدثك عن أهميته وجهل المسلمين به وحاجتهم إليه. أحد الخطباء يتكلم

في كل جمعة عن التبرج والسفور والنساء وخروجهن إلى الأسواق الخ ... وخطيب

مسجد آخر لا تكاد تسمعه يخطب إلا في الموت والجنة والنار والقبر ومنكر ونكير.

وإمام ثالث لا يتكلم إلا عن أعداء الإسلام والغزو الفكري وخطط اليهود. وإمام

رابع يذكر الناس دائماً بشروط الصلاة ووجوب الزكاة وأحكام المسح على الخفين

ويغفل تماماً عن غيرها.

إن الخطبة ما شرعت ليركز من خلالها على موضوع أو موضوعين، بل

شرعت ليتم من خلالها التعليم والترغيب والترهيب والتذكير بجميع ما يهم المسلمين

كأحكام عباداتهم ومعاملاتهم ومشاكلهم الاجتماعية وعلاج بعض عاداتهم المخالفة

للشرع وتبصيرهم بواقعهم وتعريفهم سبل المجرمين وبيان خطر إهمال النهي عن

المنكر ووجوب الأمر بالمعروف إلى آخر القائمة الطويلة التي يحتاج للحديث عنها

أولئك المتجهون للمسجد الجامع أداءً لفريضة الله تعالى وأملاً في سماع المفيد الجديد.