[أين العرب..؟!]
التحرير
مجازر متتابعة تفوح منها روائح الدماء والأشلاء، ولا يُرى إلا الدمار والقتل..!
مئات القتلى وآلاف الجرحى، والرعب يملأ المنطقة، والقصف الذكي لا يعرف إلا النساء والأطفال والشيوخ، أكثر من عشرين طفلاً تتناثر أجسادهم في مجزرة قانا وحدها..!
عوائل بأكملها تُسحق وتُدمّر، قرى واسعة تُدك وتُسوى بالأرض ولا يُسمع إلا أنين المخنوقين تحت الأنقاض تنقله الفضائيات أمام بصر العالم وسمعه..!!
الطغيان (الصهيوأمريكي) يدمر البنى التحتية في غزة ولبنان، ويتوسع في استخدام القنابل العنقودية والفسفورية التي يزعم بعضهم أنها محرمة دولياً..!!
وتأتي فتوى حاخامات اليهود، رداً على الأنتقادات الدولية لمجزرة قانا قائلة: (إن كل الكلام حول الأخلاق يضعف الروح المعنوية للجيش والأمة، ويكلفنا دماء جنودنا ومدنيينا) .
وتذكرنا هذه الفتوى بخطاب رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) الذي خاطب به الشعب الأمريكي قائلاً: (لا تخجلوا من قِيَمكم) !
وتنفرد الولايات المتحدة الأمريكية في صياغة الموقف الدولي لتبقى المنظمات الدولية وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة عاجزة حتى عن مجرد الإدانة.
وبالتأكيد لا زال الأمريكيون يتساءلون بكل غطرسة: لماذا يكرهوننا..؟!
أمَّا إن سألت عن العرب! فنبشرك أن العنتريات العربية لا زالت تقف مرابطة بكل صلابة عند قاعدة بطولات الشجب والاستنكار، لكنها هذه المرة جاءت على استحياء، لتزداد الهوّة بينها وبين شعوبها المقهورة تارةً بعد أخرى.
ولسان حال اليهود يقول للعرب:
لا تنطقوا حرفاً ففي قانوننا أنَّ الثغور الناطقات تكممُ
وإذا ضربناكم فلا تتحركوا وإذا سحقناكم فلا تتألموا
عربٌ وأجمل ما لديكم أنكم سلمتمونا أمركم وغفلتمُ
إن فضائح النظامين الدولي والعربي تجاوزت الحدود، ولا نظنها بحاجة إلى مزيد من الإيضاح، لكن ما المخرج من هذا المأزق..؟!
نحسب أن الشعوب قد اختارت طريقها، وانحازت لخيارها الإسلامي، لكنها أحوج ما تكون للعلماء الربانيين والدعاة المخلصين الذين يرتقون بجماهير الأمة، ويوظفون طاقاتهم في نصرة الدين وأوليائه الصالحين، بعلم راسخ ونهج سديد.