للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[حقوق الضعفاء]

طالما تشدقت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بحقوق

الإنسان، وربما رسمت بعضاً من سياستها الخارجية بناءً على هذه الشعارات

والمبادئ الإعلامية التي سلبت قلوب كثير من المستغربين، حتى زعم أحد كبار

المفكرين الأمريكيين أن من أعظم إنجازات الحضارة الأمريكية رعايتها لحقوق

الإنسان مهما اختلف لونه أو عرقه أو دينه ... !

ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي كشفت الأقنعة، وأظهرت

الوجه العنصري الكالح الذي تخفيه تلك الابتسامات الصفراء الباهتة، والشعارات

النفعية الباردة؛ ففي أيام قلائل غُيرت القوانين وحُرِّفت الدساتير، وأصبح الغرب

ينظر بعينين مختلفتين؛ فالعين الناظرة إلى بني جلدتهم لا زالت ترعى الحقوق

وتلتزم القوانين والعهود، والعين الأخرى الناظرة إلى المسلمين هي التي سنَّت

قانون الأدلة السرية، والمحاكم العسكرية، والاعتقال لمجرد الاشتباه، والتعذيب

لانتزاع الاعترافات، وانتهاك حقوق الأسرى ... ! !

إنها صورة فاضحة من صور التناقض ... صورة صارخة تؤكد أن المُثُل

والقيم التي يصنعها الأقوياء هي القوانين التي يجب أن يُصفق لها الضعفاء ... !

وعلى الرغم من هذا السقوط المريع وانكشاف تلك الصور الفجة في الظلم والعداء

إلا أن بعض الصحفيين العرب لا زال يغني أمجاد العدالة الغربية؛ بل إن أحد

مرموقيهم يطالب أمريكا بلا خجل أن تتدخل لإنقاذ بلادنا العربية لدفعها إلى الرقي

والتقدم كما تدخلت في أفغانستان ... وصدق المتنبي:

مما أضرَّ بأهل العشق أنهمُ ... هوَوْا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا

تفنى عيونهم دمعاً وأنفسهم ... في إثر كل قبيح وجهه حسنُ