للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب في مقال

المسلمون وظاهرة الهزيمة النفسية

تأليف: عبد الله أحمد الشبانة

عرض: أحمد أبو عامر

من أعظم ما أصيب به المسلمون اليوم هو ما سيطر عليهم من روح الانهزام

أمام أعداء الإسلام، وضعف الهمة من بعث روح المقاومة والمغالبة، والعجز عن

مجرد التفكير في ذلك، حتى بلغت أمتنا في ذلك مبلغاً من الانحطاط والتقهقر

والتخلف لا نريد عليه ... ونحن اليوم في أشد الحاجة إلى تعرية هذا المرض

الخبيث الذي يقلب الموازين ويعكس المفاهيم حتى أصبحنا نظن العدو صديقاً،

والأبيض أسود، والغاش ناصحاً، والناصح غاشاً، وهذا ما حدا بالمؤلف إلى علاج

هذه الظاهرة المرضية في واقعنا، وقبل أن يحدد معنى الهزيمة النفسية تطرق إلى

مدخل لبيان أهمية معرفة هذه الظاهرة كبداية لعلاجها ثم عن مظاهر الهزيمة النفسية

في ثلاثة أبواب:

أولاً: في مجال الفكر، وتطرق فيه للفكر التربوي ثم الفكر الإعلامي.

ثانياً: في مجال النظم، وتطرق فيه للنظامين الاقتصادي والسياسي.

ثالثاً: في مجال السلوك، وتطرق فيه للسلوك الفردي والسلوك الاجتماعي.

ثم بين خطر هذه الظاهرة في محيط الفرد، ثم في محيط الأسرة ثم في محيط

الجماعة والأمة. ثم تطرق المؤلف إلى أسباب هذه الظاهرة وعوامل تكوينها،

وأرجعها إلى أسباب وعوامل ذاتية، ثم أسباب وعوامل خارجية. ثم تطرق المؤلف

إلى طريق علاج هذه الظاهرة ووسائل القضاء عليها.

ومما يجدر ذكره أن المؤلف استعرض الجهود العلمية والفكرية والتي سبقته

لعلاج وبحث هذه الظاهرة في النفس والمجتمع، ومن سبق إلى البحث فيها أمثال

(شكيب أرسلان) في كتابه (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم) وكذلك أبو الحسن

الندوي في كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) ومالك بن نبي في (شروط

النهضة) وأبو الأعلى المودودي في كتابه (واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم)

ود. ناصر العقل في كتابه (التقليد والتبعية وأثرهما في كيان الأمة الإسلامية) وهو لم يطبع بعد طبعته الأولى، وهذه فرصة للدعوة لإعادة طبع الكتاب لأهمتيه في هذا

الباب ... وغيرها من الأبحاث الهامة في هذا الباب.

وقد وضح طرق علاج هذه الظاهرة ووسائل القضاء عليها في بابين:

١ - طريق التربية والتعليم.

٢ - طريق التوجيه والإرشاد (الإعلام) .

وفي خاتمة الكتاب جمع المؤلف خلاصة ما تضمنه البحث من أبواب وفصول، وأكد أنه كبير الأمل وعظيم الثقة في أن نجاحاً كبيراً سيتحقق من جراء الأثر

الإيجابي للعلاج، وأن شفاء الأمة من هذا المرض سيتم بإذن الله من هذا الداء

الخطير، وستمضي بحول الله تعيد سيرة سلفها الصالح، وأمجادها الغابرة، ونبه

إلى أن واجب كل مسلم واع مدرك للخطر منتبه لما يراد بالأمة وما تساق إليه بل ما

سيقت له منذ أزمان أن يعمل بكل ما أوتي من قوة وبكل وسيلة ممكنة لتبصير الأمة

بالأخطار التي هددتها وتهدد كل فرد من أفرادها..

وأن واجب المسئولين في كل دولة واجب مضاعف، وخاصة مسئولو ذينك

المجالين المهمين: (التربية والإعلام) ثم نبه إلى نوع من الانهزامية لم يتطرق له

لعدم دخوله في منهج البحث وهو ما تتعرض له الأمة في مجال الأدب ومناهج النقد

عن طريق ما يسمى بالحداثة والتي انكشفت كل أوراق أدعيائها بما ظهر من

دراسات علمية وموضوعية حول ذلك.

والكتاب دراسة يلمس فيها القارئ حسن القصد وحسن البحث ولن يعدم كل

قارئ للكتاب من أصول ومعلومات علمية قيمة تزيد ثقافته وتناقش كثيرًا من

الشبهات المطروحة في الساحة بمنهج علمي جدير بالتقدير والاحترام.