منتدى القراء
محاسبة النفس طريق لإصلاحها
نايف محمد خيران
هل لنا أن نتساءل:ماذا سيكون مصيرنا؟
النقطة التي أرغب أن أوصي بها نفسي المقصرة أولاً، ثم أوصي بها إخواني: أننا بشر كرّمنا الله على غيرنا من سائر الخلق بنعمة العقل وفضلنا تفضيلاً.
فلا ينبغي أن تمر أيامنا هباء: نأكل ونشرب وننام دون تحمّل أي مسؤولية
ودون أن يكون لنا هدف سام لوجودنا نسعى إلى تحقيقه.
ولو أخذنا مثالاً حياً من واقع حياتنا لوجدنا كثيراً من المؤسسات الاقتصادية
والمنشآت التجارية تنشئ قسماً مختصاً يدعى: (قسم المحاسبة والتدقيق) تعرف من
خلاله الوضع المالي لها من حيث الأرباح والمصروفات وما إلى ذلك، أي تعرف
ما لها وما عليها عبر عمليات حسابية منظمة حتى تسير في دربها وتذلل كافة
العقبات والصعوبات التي تعترض مسيرتها وتهدد بقاءها.
أوَليس من الأجدر بنا أن نضع لأنفسنا برنامجاً خاصاً لمحاسبة أنفسنا وتقويمها
إن هي أخطأت؟
ولا يسلم أي شخص منا من الخطأ: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين
التوابون) وليست المشكلة في اقتراف الخطأ إنما المشكلة الكبرى في الاستمرار في
الخطأ، ويأسف المرء منا أننا نجد بعضنا لا يبالي، ويمضي على ما هو عليه من
غير اكتراث، وكان الأجدر بمن كان كذلك أن يسأل نفسه هذه الأسئلة ويجعلها
قاعدة يسير عليها:
ما الهدف من وجودي في هذا الكون الواسع؟ وهل بإمكاني أن أكون عضواً
نافعاً؟ وكيف أحقق ذلك؟ ما العيوب والأخطاء التي قد تصدر عني؟ وكيف
أكتشفها وأزيلها؟
ما الأمور التي كان ينبغي أن أتصف بها؟ وكيف أتصف بها؟ وكيف
أستطيع المداومة والاستمرار عليها؟
كيف أواجه اليأس والإحباط (الشعور بالإخفاق) وكيف أحاربه بهمة عالية؟
فحينما يسأل كل فرد منا نفسه تلك الأسئلة ويجيب عنها بصدق، ويحاسبها
على التقصير والإهمال، ويعاهد الله على الالتزام والامتثال بتلك القاعدة فسوف نجد
إن شاء الله في مجتمعنا شباباً كفؤاً يُعتمد عليهم بل ويُفتخر بهم؛ لأنهم بعيدون عن
صفات الطيش والغرور والهوى.