كلمة صغيرة
[نحن والمنافسة الإعلامية]
للإعلام في هذا العصر دور كبير جداً في صناعة عقول الناس وتشكيل
أفكارهم وتصوراتهم، ولهذا استطاع الغرب - وأتباعه - غزو عقول الأمة بقنواته
الفضائية ووسائله الإعلامية بصورها المختلفة. ولطالما نادى المخلصون من العلماء
والدعاة بضرورة مخاطبة الناس بلسان العصر، والاستفادة من التقنيات العلمية في
تربية النشء ورعايته.
وكم يسعدنا ويثلج صدورنا حينما نسمع بمطبوعة إسلامية جادة، أو مشروع
إعلامي طموح، فذلك ممَّا يزيدنا فخراً وأملاً، ونسأل الله - تعالى - له التوفيق
والاستمرار؛ ولكن لا يخفى أن المنافسة الإعلامية من أشق العقبات التي تواجه
الإعلاميين في عصر انتكست فيه المفاهيم، وضاعت فيه القيم والمثل الأخلاقية،
وأصبحت العفة والكرامة تباع بأبخس الأثمان في سوق النخاسة المعاصرة..!
وأخشى ما نخشاه شعور بعض الإسلاميين بالعجز والضعف في تلك المنافسة
مما قد يستهويهم أو يستدرجهم إلى التهاون في بعض الأحكام الشرعية، فيلجؤون
إلى تتبع الرخص والترقيع أو التمييع، فيكونون (كالمُنْبَتِّ لا أرضاً قطع، ولا
ظهراً أبقى!) .
إن الإبداع الإعلامي طريق وعرةٌ فجاجُه، وهو مظنة للانزلاق والانحراف،
ولكنه مع ذلك طريق يجب الانطلاق فيه بوعي وعزّة، وتثبُّت وتورُّع.