للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[قلم يتألم]

أبو أنس شادي بن السيد أحمد عبد الله

أمسكتُ بقلمي، وحاولت الكتابة.. تدافعت خواطري.. شعرتُ بغُصةٍ في

حلقي.. حاولتُ أن أتمالكَ نفسي، ولكن سرعان ما سَرَت الكلمات في داخلي،

وتحولت من موجات صوتٍ إلى مزيج مروّعٍ من الآمال المحبطة، والآلام الملتاعة.

ماذا دهاك يا قلمي؟ ! أأصبحت جباناً مثلي تكتفي بالكتابة وتحريك الشفاه؟ ؟ ! أم أنك أصبحت تشعر مثل البقر وليس البشر؟ ! كل ما أستطيع أن أفعله أن

أمسك بالورقة والقلم! .. يا لشقائي.. ويا لي من ظلوم جهول.

عفاءً على الدنيا إذا المرء لم يعش ... بها بطلاً يحمي الحقيقة شُدّه

وأسأل نفسي: لماذا يحدث لنا كل هذا؟ ! ولماذا المسلمون بالذات تسيل

دماؤهم، وتُبقر بطونُهم، وتُزهق أرواحُهم، وتُنثر أشلاؤهم، وتُهتك أعراضُ

نسائهم؟ !

أيها المسلمون! أيها النائمون! ما لكم لا تبصرون؟ ! ما لكم لا تنطقون؟ !

أيّ عار بعد هذا تنتظرون؟ ! أسألكم بربكم لماذا أنتم صامتون؟ ! أفسحرٌ هذا أم

أنتم لا تبصرون؟ ! أما يوجد فيكم قوم يتحركون؟ ! أم أنكم أصبحتم لا تعقلون؟ !.. ولكن..

لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي

والحل ليس بالخروج في مظاهرات نشجب وندين ونرفض ... وليس في

حرق علمي أمريكا واليهود.. وليس في لعن الحكام والمحكومين.. وليس في تكفير

بعضنا لبعض، وإلقاء التبعات على الأعداء والعلمانيين والمنافقين والظروف.. و.. واستخدام المنطق التسويغي.. لنبرّئ أنفسنا؛ وإنما الحل ينحصر في: العودة

الصادقة لرب العالمين، واتباع نهج سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله

أجمعين وفهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، ونبذ الفُرقة والخلاف، ولمّ الشمل،

وتوحيد الصف، وتنقية العقيدة من شوائب الشرك، وإعادة ما اندرس من معالم

الدين..