للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

[حماس: مشاركة في القرار.. أم السلطة؟!]

طلعت رميح [*]

منذ أيام أشار خالد مشعل قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن

الوقت الذي كان فيه القرار الفلسطيني يتخذ دون حماس انتهى، وبعدها وفي أعقاب

إخفاق انعقاد القمة العربية، تكاثرت الأنباء عن أن أحد عوامل إلغائها هو رفض

تونس مشاركة أعضاء من حركة حماس ضمن الوفد الفلسطيني في القمة (مع

أعضاء آخرين من الجهة الشعبية وحركة الجهاد) .. وقبلها كانت الدعاية

الصهيونية قد روجت مطولاً أن حركة حماس ستستولي على السلطة في غزة، بعد

انسحاب قوات الاحتلال منها، وتحولها إلى «حماس لاند» ، وقبل كل ذلك كانت

حماس صاحبة مبادرة للحوار حول ترتيب الأوضاع في غزة، عند انسحاب

الاحتلال الصهيونى منها.. إلخ.

ما الذي يجري: هل تغيرت رؤية حماس التي كانت من قبل ترفض

المشاركة في «سلطة تشكلت بناء على اتفاقات أوسلو» ؟ وهل من فرق بين

المشاركة في «القرار» والمشاركة في «السلطة» ؟ وهل تختلف الأمور في

غزة، بعد الانسحاب عن الحال التي في الضفة الغربية، بما يجعل حماساً تقرر

المشاركة في السلطة؟ وماذا يعني كل ذلك على مسار.. ومصير علاقة حماس

بحركة فتح والسلطة الفلسطينية؟

* التعدد.. بين الخلاف والقتال:

نحو لم يأت تعدد وتنوع تشكيل الفصائل الفلسطينية، واختلاف رؤاها بعضهم

نحو بعض، في كيفية المواجهة والصراع مع العدو الصهيوني، خارجاً على

السياق العام لكل أوضاع حركات التحرر من الاحتلال والاستعمار، في أي بلد في

العالم كان محتلاً.. فجميعها شهدت تمايزات واختلافات، داخل جسد حركة التحرر،

تعبيراً عن الاختلافات الدينية والعرقية والاقتصادية وفي بعض الأحيان القبلية،

انعكاساً لطبيعة وتركيبة وظروف المجتمع المقاوم، وارتباطاً بطبيعة المعركة ضد

العدو المحتل، ودرجة الاختلاف العقائدي والحضاري معه.

وواقع الحال أن الحركات والمنظمات والفصائل الفلسطينية، إنما هي تقدم

تلخيصاً كاملاً وحقيقياً لمسيرة الأوضاع العربية الإسلامية، في منطقتنا، عبر

قرنين من الزمان، أو هي تجسيد لحال الأمة، وما أصابها وما دخل على عقول

أبنائها جراء الصراعات والاحتلال، وما هو أصيل متجذر، أصوله ضاربة منذ

القدم، أو هي بطبيعة الحال انعكاس كامل لصورة الوضع العربي الإسلامي في

ملامح فلسطين، ليس فقط بسبب أن لأغلبها امتدادات وأصولاً في محيطها، وإنما

أيضاً؛ لأن القضية الفلسطينية هي قضية تشارك في نصرتها، وترتبط بها كل

التيارات والتكوينات والأفكار.. وترتبط بها كذلك مصالح وأوضاع نظم الحكم.

غير أنه وكقانون عام أيضاً، وبحكم تطور الحركات التي تسعى للتحرر من

الاحتلال؛ فإن المكونات التي تتشكل منها أية حركة تحرر من الاحتلال لا تحدث

في داخلها تمايزات واختلافات وتضاغطات وتغييرات، وإنما تحدث فى داخلها

تغيرات في موازين القوى، وتتغير عوامل القوة والضعف في داخلها أو بين

فصائلها وجماعاتها، فتصبح بعض الحركات الأكبر وزناً أضعف قوة، وتصعد

حركات أقل وزناً لتصبح أكثر قوة، بسبب اختلاف الرؤى والاستعدادات

والاستراتيجيات بين كل حركة وأخرى. وهو ما يمكن معه القول، بأن ملخص

تطور الصراع، في قضية تحرير أي بلد، لا تتم قراءته ولا يجري فهمه، من

خلال رؤية مراحل الصراع مع العدو، ولكن أيضاً من خلال قراءة المتغيرات التي

تجري داخل قوة ووزن الفصائل والجماعات المختلفة، داخل حركة التحرر من

الاحتلال ذاتها.

غير أن الملاحظة الأهم هي: كيف يجري التغيير في موازين القوى داخل

حركة التحرر نفسها؟ ذلك أن الكثير من حركات التحرر كانت في مثل تلك

المراحل التي تتغير فيها أوضاعها الداخلية من حالة إلى حالة، تسقط في هاوية

الاقتتال الداخلي، وهو والحمد لله لم يحدث بين فصائل حركة التحرر الفلسطينية

من الاحتلال خاصة على الأراضي الفلسطينية؛ حيث حافظت حماس على «مبدأ

عدم الاقتتال الداخلي» ، رغم ما تعرضت له خلال المرحلة الأولى من وجود

السلطة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية بعد أوسلو، من اعتقالات لعناصرها

وملاحقات أمنية متعددة ومتنوعة.

* المتغيرات الفلسطينية - الفلسطينية:

كان التغير الذي حدث بعد حرب عام ١٩٤٨م، وتدعم في حرب عام ١٩٦٧م،

هو انتقال مركز الثقل والقيادة في الحركة الفلسطينية من أجل تحرير فلسطين،

من داخل فلسطين إلى خارجها.

فإذا كان الجهاد والنضال الفلسطيني في مواجهة اليهود والصهاينة منذ بداية

الصراع العربي الإسلامي، على فلسطين بعد وعد بلفور، وحتى عام ١٩٤٨م، قد

تركز داخل فلسطين، قيادة ونشاطاً، مع «مساندة ودعم» عربي للداخل، فإن

الجهاد والنضال الفلسطيني ومنذ عام ١٩٤٨م، بصفة عامة، وبعد عام ١٩٦٧م،

بصفة خاصة، قد انتقل مركزه وقيادته، ونشاطه من داخل فلسطين، إلى المحيط

العربي. وهو انتقال لم يؤثر فقط على مستوى وطريقة ونمط واستراتيجية الصراع

مع العدو الصهيوني، لكن أيضاً، كان ذا تأثير من زاوية درجة التحكم والسيطرة

من قِبَل الأنظمة العربية على القرار والتوجه الفلسطيني، بدعم اتجاهات معينة على

حساب اتجاهات أخرى، أو بتقييد النشاط الفلسطيني، بقيود النظام الرسمي العربي.

وقد انتقل مركز نشاط المقاومة الفلسطينية خلال تلك المرحلة إلى الأردن إلى أن

جرت مذابح سبتمبر عام ١٩٧٠م، فانتقل إلى لبنان إلى أن جرت عملية اجتياح

الجيش الصهيوني للبنان في عام ١٩٨٢م، والتي انتهت بخروج المنظمات

الفلسطينية من بيروت إلى تونس لتنقطع الصلة الحدودية بينها وبين الوطن

الفلسطيني المحتل.

كانت الحركات والفصائل الفلسطينية طوال تلك المرحلة تشكيلاً وفهماً

واستراتيجية أكثر تأثراً بالوضع العربي العام، بل وبالوضع الدولي، وأقل تأثراً

وارتباطاً بالداخل الفلسطيني، فتمايزت إلى مجموعات وفصائل، على أسس عقدية

وفكرية وسياسة، كان أهمها وأكبرها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»

وإلى جوارها مجموعات أخرى ماركسية وقومية.. غير أن حركة إسلامية واحدة لم

تكن من بين تلك الفصائل بالمعنى الذي شهدته الساحة مع تشكيل حماس والجهاد

فيما بعد.

* حماس.. وبداية التغيير:

بينما كان العالم بكامله عربياً وأوروبياً ودولياً والأحزاب السياسية العربية،

منشغلة بأوضاع وهموم حركة التحرر الفلسطيني، بتكوينها السابق، وتنتقل معها

من الأردن إلى لبنان إلى تونس والشتات، كان الشهيد الشيخ أحمد ياسين، يخوض

تجربة من نوع مختلف، ودفع استراتيجية مختلفة سواء في إعادة مركز الصراع

من المحيط العربي ومن الشتات إلى فلسطين وعلى الأراضي الفلسطينية ومن عليها،

أو في بناء تنظيم على أسس عقائدية إسلامية، يخوض الصراع مع العدو

الصهيوني على أسس جذرية ودفق مشروع إنهاء وتفكيك الكيان الصهيوني،

بالاختلاف عن كل ما كان يجري أو جرى منذ عام ١٩٤٨م وتعزز في عام ١٩٦٧م،

وأصبح هو الوحيد على ساحة النضال الفلسطيني حتى بدأ هو.

نقل الشيخ أحمد ياسين النضال الفلسطيني نقلة جذرية مختلفة تماماً؛ ليس فقط

أنها أنهت الصراعات الفلسطينية مع المحيط العربي (الأردن - لبنان) ، أو أنها

نقلة جديدة جعلت الجهاد الفلسطيني لا يتحمل أوزار الوضع العربي، بل كانت نقلة

إلى حالة جهادية مختلفة تماماً؛ لأنها من داخل فلسطين، وذات طبيعة عقدية في

المنهج والبناء والاستراتيجية والفكر، فكان ذلك هو التمايز الأكبر والأهم منذ عام

١٩٤٨م.

كانت ملامح هذا الانتقال الاستراتيجي ثلاثة:

أولها: البعد العقائدي في البناء والاستراتيجية والشعارات والمفاهيم والأساليب

وأسس الصراع.

وثانيها: العمل من الداخل.. وفي الداخل.. دون سراب الجري خلف

الحكومات، ودون البحث عن شرعية تُمنَح من النظام الرسمي العربي، وإنما من

خلال طلب المدد من المولى سبحانه وتعالى، ثم من الجماهير الفلسطينية، ومن

الحركات الإسلامية العربية.

وثالثها: إعادة الصراع إلى جذوره وأسسه الدينية والحضارية، وتثبيت رؤية

تحرير فلسطين كل فلسطين دون الدخول في مفاوضات ومناورات ومساومات تقوم

على أسس القوة والضعف المادية.

ظل الرجل يجاهد في صمت إلى أن كانت أولى ثمرات الجهاد، والرؤية

والفهم الجديد للصراع: اشتعال الانتفاضة الفلسطينية في عام ١٩٨٧م، وهي

المناسبة التي اختارها الشيخ الشهيد لإعلان البيان الأول لحركة حماس في١٥/١٢/

١٩٨٧م.

وهنا دارت حركة الزمان دورة، وجرت تطورات متلاحقة، وخاصة في

أعقاب العدوان الأول على العراق في عام ١٩٩١، لمحاولة السيطرة على هذا

التحول الكبير، والجذري والخطير فكانت مباحثات مدريد ١٩٩١ وأوسلو عام

١٩٩٣م، ووقع اتفاق غزة أريحا (١٣/٩/١٩٩٣م) .

* حماس.. والسلطة وفتح:

على أرض فلسطين دارت دورة التمايز والتغير، ليس فقط على صعيد

المواجهة والصراع أو الاتفاق والتباحث، مع الكيان الصهيوني ولكن أيضاً على

صعيد التمايز والتغيير النسبي في موازين القوى داخل الساحة الفلسطينية، أو بين

قدرات ومقومات الفصائل الفلسطينية.. وبتسارع أيضاً.

لقد عادت حركة فتح من الخارج، وشكلت السلطة الفلسطينية، مستمدة

شرعيتها من شرعية تاريخية عبر الكفاح الفلسطيني الذي جرى من الأردن ولبنان،

والتضحيات التي قدمت، ومن شرعية الاعتراف العربي بمنظمة التحرير

الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومن خلال اتفاقات

أوسلو.

لقد كان هناك نمط آخر من الشرعية، كانت تمتلكه حركة حماس، يستمد من

قوة موقفها العقائدي في الصراع ومن ثبات صحة استراتيجيتها بأن الصراع صراع

عقائدي، ومن العمل في الداخل وإشعال الانتفاضة الفلسطينية، ومن أن الصراع

لن ينتهي إلا بتفكيك الكيان الصهيوني، وإنهائه بكمّ هائل من التضحيات.

وبين تلك الشرعيتين والنمطين والاستراتيجيتين، جرت المواجهة مع العدو

الصهيوني: مفاوضات من قِبَل السلطة وفتح، ومقاومة من جانب حماس

(والجهاد الفلسطيني) . وبين تلك الشرعيتين وعلى أساس تلك الاستراتيجيتين

جرت عملية التمايز، وتغيرت موازين القوى داخل الشارع الفلسطيني، بين

السلطة والفصائل «القديمة» التي تشكلت في الخارج، ووفق ظروف ومعطيات

المرحلة السابقة، وجاءت إلى الداخل عبر اتفاقات أوسلو وعلى أساسها.. وبين

حماس (والجهاد) اللتين تشكلتا وفق رؤية عقدية ووفق ظروف ومعطيات

للتغيير في فلسطين، والعالم العربي والإسلامي كله في مرحلة تصاعد فيها المد

الإسلامي.

ومع تصاعد الصراع مع الكيان الصهيوني وثبات عدم جدوى خطة التفاوض

والمساومة المستمدة من شرعية أوسلو، ومع عصف العدو بنتائج أوسلو ذاتها

وبأبنية السلطة التي أقيمت على أساسها بدأ ميزان القوى بين حركات المقاومة

والجهاد الفلسطيني يتغير: تتصاعد قوة حماس، ويتضاعف أنصارها وأنصار

الرؤية الإسلامية للصراع، حتى أصبحت رؤية حماس في الجهاد والمقاومة هي

الخط والطريق، للفصائل الأخرى رغم اختلافها الفكري مع حماس فأصبحت

العمليات الاستشهادية وأعمال المقاومة عنواناً للجميع، وظلت حماس رافعة رايته

ومتقدمة كل الصفوف.

* مرحلتان في البداية:

مرت العلاقة بين حركة حماس (والجهاد) من ناحية، وحركة التحرير

الوطني الفلسطيني (فتح) والسلطة الفلسطينية، وبقية فصائل منظمة التحرير،

من ناحية أخرى بمرحلتين: كانت الأولى هي المرحلة التي دخلت فيها فتح ومنظمة

التحرير إلى الأراضي الفلسطينية بعد توقيع أوسلو، ليبدأ تشكيل السلطة الفلسطينية

على خلفية الانسحابات الصهيونية من المدن الفلسطينية. وفي تلك المرحلة التي

سادت فيها تنازعات لدى العناصر والقيادة في فتح والسلطة، بنجاح خطتهم وبنجاح

التفاوض وإمكانياته كان من الطبيعي أن تعلو نغمة الصراع، وأن تجري العديد من

الاحتكاكات، والتي وصلت حد مطاردة وحبس وسجن عناصر حماس باعتبارها

تخوض أعمال مقاومة، تتعارض وأوسلو وأسس قيام السلطة الفلسطينية، ووصل

الأمر حد حدوث بعض الاشتباك. غير أن مرور الوقت، وتبدد الأوهام رويداً

رويداً أدخل العلاقة في مرحلتها الثانية؛ حيث أظهر العدو وجوهر استراتيجيته أن

اتفاقات أوسلو في أهدافها الحقيقية ليست إلا فترة زمنية يكمل فيها الاستيلاء على

بقية الأراضي الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات، وتهويد القدس، وجلب

اليهود من كل بقاع العالم، وأن تشكيل السلطة الفلسطينية وبقاءها لا علاقة له ببناء

دولة فلسطينية حتى على ما تبقى من أرض، وإنما أقصى ما يمكن السماح به هو

بناء سلطة حكم ذاتي، لكيانات وتجمعات فلسطينية سكانية ممزقة مقطعة الأوصال،

وأن شرط قيام هذا الكيان الهزيل هو القضاء على المقاومة، فكانت الانتفاضة

الثانية التي كانت هي بالتحديد استمراراً وتأكيداً على صحة منهج حماس وهنا

ضاقت رويداً رويداً مساحة الصراع والاختلاف ووصل الأمر إلى تنسيق الجهد

العسكري بين الجناح العسكري لحماس والجناج العسكري لفتح في ضربات مشتركة

ضد العدو المشترك. كما شهدت تلك المرحلة الحوارات الفلسطينية الفلسطينية،

على الأرض الفلسطينية وفي القاهرة، والتي كانت مؤشراً على تصاعد قوة وقدرة

حماس، وعلى تغير موازين القوى على الساحة الفلسطينية، وهنا بدأت المؤامرات

على الوحدة الوطنية الفلسطينية من العدو ومن عملائه، وبدأ الإعلام الصهيوني

ومن يعمل لخدمته حملة التخويف من حماس بعد الانسحاب من غزة.

* المرحلة الراهنة.. القرار والسلطة:

مضى عهد الانفراد بالقرار كما قال المجاهد خالد مشعل وتتقدم حماس برؤية

للعلاقات الداخلية في غزة، ما بعد الانسحاب الصهيوني، وفي مؤتمر القمة، كان

لها وفدها الذاهب إلى هناك.

وفي المقابل، تدق أجهزة الإعلام الصهيونية طبول الحرب ويخرج من يرتبط

بها، ليتحدث عن «حماس لاند في غزة» وعن فوضى ستحل بالقطاع بعد

انسحاب قوات الاحتلال وكأن قوات الاحتلال هي التي توحد الشعب الفلسطيني

وعن نهاية الاعتدال في حماس باعتبار الشيخ الشهيد كان رمز الاعتدال في

الحركة.. إلخ.

* فما الذي يجري؟

ما يجري باختصار هو أن غزة لن تخرج منها قوات الاحتلال، وفق

مفاوضات واتفاقات وإنما تحت ضربات المقاومة.. وأن حماس التي رفضت دخول

أي أشكال وتنظيمات في السلطة الفلسطينية، باعتبار أنها جاءت نتيجة اتفاقات

أوسلو التي ترفضها، وترى أن واجبها يقتضي المشاركة في صنع القرار

الفلسطيني.. وفي إدارة غزة.. لا طمعاً في السلطة، ولا رغبة بها وإنما لضمان

أن تستمر غزة قلعة من قلاع الجهاد الفلسطيني، ولضمان مشاركة غزة على غد

أكبر في المعركة ضد الكيان الصهيوني، وحتى لا تتحول غزة إلى دولة فلسطين

أولاً وأخيراً؛ وتلك هي الخطة الصهيونية التي عرضت عن بداية مفاوضات أوسلو

وأن عدم وجود حماس في إدارة الأوضاع في غزة، وفي ظل أوضاع السلطة

الفلسطينية الراهنة، لن ينتج عنه سوى تحويل غزة إلى ساحة حرب أهلية أو كيان

معزول محاصر.. ليكون شارون حقق هدفه في فصل غزة عن الضفة.

والسؤال هو: هل يجري هذا التغيير.. وفق نفس المعطيات التي أدارت بها

حماس الأزمة السلط الفلسطينية وقت أن كانت السلطة في بداية عهدها؟ كل الدلائل

والمؤشرات تؤكد أن قوة حماس هي في منهجها وفي توجيه كل الجهد ضد الكيان

الصهيوني وفي عدم الانزلاق مهما جرى إيذاؤها نحو فتن داخلية.. ويبدو أن

قطاعات فتح المجاهدة يداً بيد مع حماس، خلال فترة الانتفاضة باتت هي الأخرى

على درجة من الوعي والقوة، بما يجعل من محاولات الفتنة مجرد محاولات، لن

يكتب لها النجاح حتى وإن جرت مؤامرات لتفجيرها.


(*) رئيس تحرير جريدة الشعب المصرية سابقاً.