للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وراء كل عمل دافع]

عبد الله حماد حامد الجهني

إن الإنسان يتعلم إن كانت لديه رغبة في التعلم، وكانت لديه القدرة، وأتيحت

له الفرصة لذلك وقدم إليه الإرشاد فيما يتعلم، غير أن الرغبة والقدرة والفرصة

والإرشاد لا تجدي إن لم يكن لدى المتعلم ما يدفعه إلى التعلم إذ لاتعلم بدون دافع.

إذا عرفنا هذا فمن السهل أن نعرف سبب تفوق تلميذ متوسط الذكاء على تلميذ

آخر أذكى منه، إنه الدافع.

فالدافع من أهم العوامل التي تساهم في التربية بوجه عام والتعلم بوجه خاص

. فالتعليم الناجح هو التعليم القائم على إشباع دوافع التلاميذ وحاجاتهم، وكلما كان

الدافع قوياً زادت فاعلية التعليم أي مثابرة المتعلم عليه واهتمامه به، ويتسم السلوك

الصادر عن الدافع بالنشاط والاستمرار.

وتقسم الدوافع الى قسمين:

فطرية: كالجوع دافع للأكل، والعطش دافع للشرب، والتنفس دافع للحياة.

ومكتسبة: كالسيطرة وتوكيد الذات دافع إلى الظهور والغلبة، ودافع التملك

والادخار ملحوظ في المجتمعات الرأسمالية.

وللدوافع ثلاث وظائف في عملية التعلم هي:

أ- أنها تضع أمام المتعلم أهدافاً معينة يسعى لتحقيقها.

ب- تمد السلوك بالطاقة وتثير النشاط.

ج- تساعد على تحديد أوجه النشاط المطلوبة لكي يتم التعلم وتستغل هذه

الدوافع من قبل المربين بعد معرفة شخصية كل متعلم.

فالمتعلم المادي مكافئة مالية تكون دافعاً له بأن يضاعف جهده، والوعد برحلة

من أكبر الدوافع الاجتهادية لدى الأشخاص، وتخفيف مدة السجن عن السجين من

الدوافع للانضباط، ومن هذا المنطلق يجب على الدعاة والمربين معرفة أهم دافع

في الوجود وهو الدافع الذي جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتحمل أذى

الكفار الذي لا يمكن تصوره، وهو الذي دعا ذلك الصحابي أن يلقي بتلك التمرات

من يده، ويقدم نفسه في سبيل الله، وهو الذي دفع جميع السلف إلى تعلم العلم

والعمل به ذلك الدافع هو الإيمان وحب الله ورسوله.

فحري بكل داعية أن يجتهد بزرع هذا الدافع في نفوس الناس بشتى الطرق

وبكل الوسائل حتى يعود للأمة مجدها.

* ومن الأخ محمد عبد الرحمن العريفي جاءتنا هذه المساهمة:

يا غافلاً تتمادى ... غداً عليك يُنادى

هذا الذي وعظوه ... وخوّفوه المعادا

هذا الذي لم يقدم ... قبل الترحل زادا