للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[استقبالهم لرمضان]

قال مدير البرامج بإحدى القنوات الفضائية في مقابلة صحفية: (نطمح أن

تكون برامج رمضان لهذا العام مليئة بالجاذبية والإثارة والتنوع، نريد أن نستغل

هذا الشهر الذي يرتفع فيه معدل المشاهدين بمقدار كبير لتقديم رسالتنا الإعلامية

برؤية عصرية تناسب مرحلة العولمة الإعلامية والثقافية التي نشهدها) .

لقد سخَّرت الفضائيات العربية شتى ألوان الفساد والانحلال، وراحت تنتج

العهر والفجور، باسم التقدم والتحضر، سلعتها الرئيسة (المرأة الكاسية العارية،

المائلة المميلة) ! !

ويزداد فجورهم في ليالي رمضان المباركة، وكأنهم أخذوا عهداً على أنفسهم

أن يحطموا أثر الصيام في نفوس الضعفاء من الناس، ويهجموا بكل صلف وإسفاف

على الكرامة والعفة، وتجد فيهم قوة وجلداً على نشر باطلهم والدعوة إليه.

إن هذا التردي الإعلامي يجب أن يكون قوة دافعة لنا نحن معاشر الدعاة؛

لنواجه الباطل بكل أنفة واعتزاز، ونعدّ العدّة الشرعية الواجبة لدعوة الناس وتربيتهم

على الآداب الفاضلة، فكيف تطيب نفوسنا ونحن نرى دعاة الرذيلة يسلبون

أخلاقنا ويمسخون عقولنا؟ ! وشهر رمضان موسم فضيل تقبل فيه القلوب على

الطاعات، ولكن الارتجال في إعداد الخطط الدعوية لن يُحقق النتائج التي

نطمح إليها.

لقد اعتاد كثير من الدعاة على توجيه الخطاب الدعوي لرواد المساجد خاصة

وهذا حسن بلا شك، ولهم علينا حق كبير، ولكن شريحة كبيرة من فتيان الأمَّة

وفتياتها ربما لم يسمعوا كثيراً من برامجنا وأنشطتنا، فهل فكرنا في طرائق

الوصول إليهم؟ ! وهل قدمنا البرامج الجادة التي تشبع احتياجاتهم..؟ ! إن

الوسائل المعتادة في الدعوة مهمة جداً لا يجوز أن نزدريها، أو نقلل من شأنها،

ولكن هل فكرنا في وسائل أخرى تعطينا مزيداً من الانتشار والوصول إلى كافة

شرائح الأمة؟ !

نحسب أن هذا تحدٍّ كبير يكشف بعض ملامح جديتنا ونضجنا في حمل هذه

الرسالة الخالدة.