الصفحة الأخيرة
يا لله.. وهذا الحيف! !
عبد القادر حامد
إننا ممن يقدر مسؤولية الكلمة، ونقف عند حدود: (ولا تقفُ ما ليس لك به
علم) ونحرص على أن نجري على ما نكتب رقابة ذاتية تأخذ في حسابها العوائق
الكثيرة في طريق الدعوة إلى إسلام الحق والعدالة والحرية.
ومع أن هذه العوائق مما يفت بعَضُد الجبابرة، ويحبط مساعي أصبر الناس؛
إلا أن ثقتنا بالله - وله الحمد والمنة - عظيمة، وأملنا ورجاؤنا أن يبارك الجهد
المخلص - وإن قل وتعثر- لا حدود له.
إن المسلمين أمام هذه العوائق صنفان:
* صنف ملول، ينفض يديه، وينحو باللائمة على الظروف، ويتقاعد
ويتثاقل، وينصرف إلى خاصة نفسه.
* وصنف عنيد لا يكلِّ، ويرى أن المسلم معتاد على العمل في الظروف
الاستثنائية، وحياته كلها معاناة ومجاهدة، يُسدُّ في وجهه باب، فيفتح الله له باباً
آخر، وهكذا..
ونحن نحب ونتطلع إلى أن نكون من الصنف الثاني، الذي بمثله تقوم الحجة، وبجهوده يدحر الباطل، نتألم إذا حوربنا لكن لا نيأس، ونتوجع لإعراض قومنا
لكن لا نشتكي إلا لله. وعلى الرغم من عيشنا بأجسامنا خارج حدود بلادنا الحبيبة
فإننا صابرون محتسبون على أن فُرِّق بين أجسامنا وأرواحنا - التي غادرناها
هناك - هذا التفريق الُممِضَّ، ومن حقنا على بلادنا أن نحبها، وعلى إخواننا الذين تربطنا بهم العقيدة واللسان أن نخاطبهم، فإن لم يكن حق العقيدة واللسان فحق الهوى والميل.
أَأَن نصبنا أنفسنا لمحاربة الشعوذة والخرافة والإسراف وتبديد الثروات
وموالاة أعداء الله؛ ودعونا إلى التمسك بعقيدة التوحيد ومقتضياتها، وإلى القصد
والاعتدال، والبعد عن الغلو، وإصلاح الخلل وترميم الداثر نحارَبُ ويشقق ما
نكتبُ، ويشطب على ما نقول؟ ! يا لله وهذا الحيف! !