نصوص شعرية
.. روضات الصبر..
مروان كجك
اصبر فصبرُك دعوةٌ وسبيلُ ... يا مَنْ يُداوي السّقْمَ وهْوَ عَليلُ
لو كنت أملِكُ بعضَ أوصافِ الدّوا ... لَبَذَلْتُهُ، لكنني مخجولُ
أدعوُ لكَ الشافي القديرَ وأرْتَجي ... فضلاً به يُقْضَى لنا المأمولُ
آذَنْتَ أهلَ البَغْي حينَ دَعَوْتَهُمْ ... للحقّ، فارتعدت ذُرىً وذُيُولُ
وتقاصَرُوا لَمّا رأوْك مَنَارَةً ... بالحقّ، يرسمُ دربَكَ التنزيلُ
ضاقُوا بصوتكَ، لم ترقهمُ عصبةٌ ... قامَتْ لبعثِ الحقّ وهْوَ هزيلُ
وتعاقدُوا أنَْ يصرفوكَ تجنّياً ... حتى يسودَ مُصانِعٌ وعميلُ
أبْشِرْ أبا الفرسان إن رماحَهم ... شَقّتْ بطونَ الريحِ وهيَ تصولُ
واستنشدَت ريحَ الشمالِ نشيدَها ... فتساقطَ الحمّالُ والمحمولُ
رَضَعَتْ مِنَ التاريخِ محض زُلالِهِ ... وتذوّقت مَا أنبتَ الترتيلُ
حتىَ غدت أسْدُ العَرينِ تصونُهُ ... عن غادر في مقلتيه ذُحولُ
لم تُلههِمْ دُنْيا ولا زَيْفُ الرّؤىَ ... ما بينهم خَبلٌ ولا مجهولُ
صَفْوُ العَشيرةِ في المكارمِ والتقى ... أهلُ الفداءِ، إذا دَعَوْتَ، فُحُولُ
ميزانُهُمْ قرآنُهُم وزعيمُهُم ... عَبدُ تَسَامىَ في المقامِ رسولُ
فاصْبِرْ فإنكَ في النوازل رائدٌ ... والدربُ - نَعْلَمُ - شائِكٌ وطويلُ
فالصبرُ رَوْضاتٌ لأبناء الهُدَى ... ولِجَنّةِ الرحمنِ تلكَ سبيلُ