للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

اللكنوي وابن تيمية

راشد آل عبد الكريم

لقد قرأت ما كتب الأخ محمد عبد الله آل شاكر في العدد ٤٩ من عرض

لكتاب (إمام الكلام) وقد عجبت لما كاله الكاتب للمؤلف وكتابه من المديح مع عدم

التنبيه على هفواته الشنيعة في كتابه هذا وكتبه الأخرى التي تبين شخصية المؤلف

وعلمه وعقله.

ولتوضيح ما أقصد أقول إن للمؤلف - عفا الله عنه ورحمه - حاشية على

كتابه (إمام الكلام) - وهذه ذكرها الكاتب - تهجم بها المؤلف اللكنوي على أئمة

أعلام بكلام يبعد جداً أن يكون منصفاً لمن لا يخالفه في الرأي - كما ذكر الكاتب.

انظر إلى هجومه الظالم على الأئمة: ابن تيمية وابن القيم والشوكاني حيث

يقول في حاشيته غيث الغمام ص ٦٥: (.. لا يقول بكون حديث أبي بكرة وأمثاله

مجملاً متشابهاً إلا من هو خفيف العقل كابن القيم وأضرابه وابن تيمية وأشياعه

والشوكاني وأنصاره..) ! ! ثم ينبز هؤلاء الثلاثة بأنهم: (خفيفي الأحلام) ثم

يذكر - غير المقلد هذا - بعد أسطر كلاماً عن بعض العلماء يذكرون فيه ذلك عن

هؤلاء الأئمة! ! ثم ينقل كلاماً في ذم شيخ الإسلام ابن تيمية (انظر ص ٧٤-٧٥)

وقصص ونقولات متهافتة ينقض آخرها أولها ويترك (غير المتعصب هذا!) كتب

الشيخ وعلمه وعقله وتحقيقه مكتفياً بما قاله من سبقه (فيقلدهم) في ذلك: ويقول

عن شيخ الإسلام: إن علمه أكبر من عقله! ! .. سبحان الله! ابن تيمية صاحب

(درء تعارض العقل والنقل) وصاحب (الاستقامة) و (الجواب الصحيح) وسالك

(منهاج السنة) وغيرها من الكتب يقول عنه هذا - عفا الله عنه - إن علمه أكبر من

عقله، وإنه خفيف العقل؛ ولا أظن كل تآليفه تبلغ شيئاً أمام مصنف واحد لابن

تيمية؟ !

والحق أن من يحكم - بعلم - بين اللكنوي وخصومه هؤلاء لا يجد بداً من أن

يقول: إن كان هناك أحد يستحق أن يقال فيه أن علمه أكبر من عقله فهو اللكنوي

نفسه - عفا الله عنه. ومع ما في كتبه من الفوائد إلا أنها لو جمعت كلها لم تكن

شيئاً عند مؤلفات شيخ الإسلام التي نصر الله بها السنة قديماً وحديثاً، وكانت

كصاحبها شجى في حلوق أهل البدعة والتعصب والتقليد الأعمى.

كتبت هذا - والله يعلم - لا أقصد الغض من الشيخ اللكنوي، فأنا ممن قرأ

بعض مؤلفاته، واستفاد منها، كالأجوبة الفاضلة، والرفع والتكميل، وإقامة الحجة، وإمام الكلام، ولكن إحقاقاً للحق بالدفاع عن الأئمة الأعلام، ولتبيين بعض الأمور

عن شخصيته - رحمه الله - حتى لا ينخدع بكلامه أحد.

وفي الختام اسأل الله الكريم أن يغفر للشيخ اللكنوي خطأه، ويثيبه على

اجتهاده، وجميع علماء المسلمين، وأن يحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين -

صلى الله عليه وسلم-.. والله أعلم.