نص شعري
[يقظة الانحدار]
شعر:مشبب بن أحمد نبت
رِحْلةُ العُمْرِ تَرَدّ وشَجَنْ ... هَانَتِ النفْسُ وَمَنْ يَرضى يُهَنْ
تَرْسُم الأَيّامُ مِنّي لَوْحَةً ... يسْألُ التّاريخُ ما هذي؟ لمِنْ؟
خُطِفَتْ عَيْني وَسَمْعِي مُقْفَلٌ ... وَلسَاني شُلّ عَنذِكّْ رِ الوَطنْ
ليس من حُسْنٍ ولكن مُجْبَرُ ... أنْ أرَى كُلّ قَبِيحٍ لي حَسَنْ
يَدخلُ المُجْرِمُ بيتي ضَاحكاً ... أفقدتُ الوعي أم عقليَ جُن؟
ثُرتُ في لحْظةِ حِرْمَاني وَفي ... لمحةِ الطّرِفِ أُغَنّي ألفَ فَنْ
كُنت جسماً مِلء كفيّه غِنَى ... مُزّقتْ أشلاؤهُ بين المحنْ
مَنْ يَرى حَالي وتَاريخي يَرى ... يَمَنِي في الشام شَامِي في اليَمَنْ
دَوّختني مُعصِراتُ العَصْر لَمْ ... أبْتَني سَهْلاَ ولمْ أطوي حَزَنْ
زَمَنِي قَلّبَ في قَلْبي الأسَى ... والمُنَى تَبْرُقُ لي وسْطَ الزّمَنْ
آهِ مِنْ حَاليِ وَمِنْ آهٍ ألا ... تُشرقُ الشمّسُ فَلَيْلي مَا سَكَنْ
كَيْفَ تُبْنى مِن عِظَامي قَلعَةٌ ... كُلّ مَا أَمْلِكُ قَبْراً وَكَفَنْ
صَفْحةُ الذّلّ بَدَتْ في زمنٍ ... بيعَ فيه المجدُ من دون ثمن
وَانبرى صوْتٌ لَهُ رَجْعُ السّما ... أيْقَظَ الغَافيْ ونَادى بالسّنَنْ
طَوَتِ الأيامُ أياماً بهَا ... صَفْعَةُ التأريخ فِي وَجْه العَفَنْ
تَمْتَماتُ الدّهْرِ في أعْطَافِهِ ... ثَوْرَةُ الحَقّ إذا مَا الليّل جَنْ
زُمْرَةٌ مَا أطْرقَتْ لَهْواً وَمَا ... غَرّد القُمْري لَها لَحناً وَرَنْ