ركن الأسرة
هكذا أتمنى أن تكون أمي
مؤمنة الشلبي
١- أتمنى أن تكون أمي وكل أم مسلمة من أرهف الإسلام مشاعرها، وفتح
نوافذ البصيرة في نفسها، فأضاء لها معالم الطريق الذي ستسير عليه في تربية
أبنائها، وتوجيههم بعيداً عن الخطر الذي يدسه لهم أعداء هذا الأمة، متبعة في ذلك
شتى الأساليب التربوية النبوية.
٢- أتمنى أن تكون أمي على قدر كبير من الوعي والثقافة بما يدور حولها من
مؤامرات ودسائس تحاك لها بدقة وتدبير؛ لصرفها عن مهمتها الأساسية في تربية
أبنائها الذين هم شباب الإسلام وسده المنيع. ولتنهمك هي بتوافه الأمور وصغائر
الأعمال من إغراءات دنيوية مثيرة، وزخارف فانية، وموديلات جذابة كذابة،
وشهوات تؤجج، وزينة هدامة، وتقليد أعمى لأولياء الشيطان وجنود إبليس.
٣- أتمنى أن تكون أمي وكل الأمهات المسلمات على يقين أن وظيفة الأم
المسلمة لا تقتصر على العناية بالأطفال من حيث المأكل والمشرب والملبس فقط،
فهذه هبة من الله أعطيت لها، إنما هي المسؤولية الكبرى تجاه الأبناء والتي طوق
الله بها عنقها، وجعلها بمقتضاها مسؤولة عن تربية أولادها تربية إسلامية قائمة
على مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات فيشبوا مهيئين لتحمل المسؤوليات، وقادرين
على نشر الإسلام بقلوب مؤمنة ونفوس صافية.
٤- أتمنى من أمي أن تغرس العقيدة الإسلامية في نفوس أبنائها، وأن
ترشدهم إلى الحلال والحرام، وتدربهم على العبادات التي تناسب أعمارهم كالصلاة
والصيام والصدقة، كما تحرص على أن تطرب أسماعهم بقصص السيرة،
وقصص أبطال الإسلام وعلمائه؛ لتثير في نفوسهم حب العلم والعمل والبطولة
والجهاد في سبيل الله.
٥- أتمنى من أمي أن تنصب من نفسها حكماً بين أبنائها، فلا تظلم ولا تجور، ولا يذهب بها الهوى أن تميل مع بعض أبنائها دون البعض، بل تخصهم جميعاً
بحبها وعدلها، وتعترف بالفروق الفردية والعقلية بينهم، فلا تطالبهم فوق طاقاتهم،
وقدراتهم العقلية والجسمية المختلفة ما بين صغير وكبير وذكر وأنثى.
٦- أتمنى من أمي أن تحرص على سلامة الجو العائلي من الخصومات التي
تؤدي إلى اضطراب شخصية الطفل وضعفها، مستخدمة من سيرة رسول الله
وصحبه المنهل الذي تنهل منه في كل موقف لها مع أبنائها.
٧- أتمنى من أمي أن تعلم أنها موضع القدوة لأبنائها، فهي معقد نظرهم
ومنار حياتهم، فإن هي أحسنت وقرنت القول بالعقل غرست فيهم السلوك الراشد
والعادات الحسنة، وجعلت منهم شباباً صالحاً يكون موضع أمل الإسلام وعدته.
٨- أتمنى من أمي أن تتيح لأبنائها التمتع بطفولتهم من لهو ولعب، وأن
تختار لهم الألعاب المناسبة لعقولهم، ضمن إمكانيات الأسرة، وضمن حدود ما
أباحتة الشريعة الإسلامية.
٩- أتمنى من أمي أن تحرص على إيجاد جو من الحرية؛ ليتمكن أبناؤها من
التعبير عن أنفسهم وحاجاتهم دون خوف أو خجل أو تردد.
١٠- وأخيراً أتمنى من أمي ومن كل أم مسلمة - بعد أن تستفرغ كامل جهدها
لتعذر إلى الله بالأخذ بجميع الوسائل والأسباب المشروعة - أن تستغرق بالدعاء
وبسط أكف الضراعة إلى الله عز وجل؛ تناشده توفيقها وإصلاح ذريتها؛ فإن الله
سبحانه وحده هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.