[استراحة البيان]
إعداد: صالح الغفيلي
أولاً: قبس من النور:
قال الله عز وجل: [وَالْعَصْرِ، إنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إلاَّ الَذِينَ آمَنُوا
وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ]
وقفة مع السورة:
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال:
في هذه السورة ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما
يريدها الإسلام، وتبرز معالم التصور الإيماني بحقيقته الكبيرة الشاملة في أوضح
وأدق صورة. إنها تضع الدستور الإسلامي كله في كلمات قصار، وتصف الأمة
المسلمة: حقيقتها ووظيفتها، في آية واحدة هي الآية الثالثة من السورة.. وهذا هو
الإعجاز الذي لا يقدر عليه إلا الله..
إنه على امتداد الزمان في جميع الأعصار، وامتداد الإنسان في جميع الأدهار، ليس هنالك إلا منهج واحد رابح، وطريق واحد ناجح، هو ذلك المنهج ... الذي ترسم السورة حدوده، وهو هذا الطريق الذي تصف السورة معالمه.. وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار ...
ثانياً: قبس من السنة:
المرور بين يدي المصلي:
عن أبي جهيم الحارث بن الصئمة الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الإثم
لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه) رواه البخاري.
ثالثاً: من كلام السلف رضي الله عنهم:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: اطلب قلبك في ثلاثة مواطن:
عند سماع القرآن الكريم، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم
تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك الفوائد لابن
القيم / ١٤٨
رابعاً: محبة الله:
قال ابن القيم رحمه الله ...
في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة:
١- قراءة القرآن.
٢- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
٣ - دوام ذكره على كل حال.
٤ -إيثار محابه على محابك.
٥ - مطالعة القلب لأسمائه وصفاته.
٦- مشاهدة بره وإحسانه.
٧ - انكسار القلب بين يدي الله.
٨ - الخلوة به سبحانه وخاصة في أوقات الاستجابة.
٩- مجالسة الأخيار.
١٠- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله
(مدارج السالكين ٣ /١٧-١٨ (بتصرف) .