للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

إياكِ أعني

شعر: محمد الصالح حسن

تخرُجينَ من الرِّقَةِ الأُنَثويّةِ

ظِلِّ الحياءِ الوَرِيفِ،

ونَهْرِ الجمالِ العفيفِ،

إلى.. صَحَرَاءَ الجَسَدْ

تخرُجينَ مِنَ السِّتْرِ في النّفْسِ،

في الثّوْبِ،

في البَيتِ،..

في بَسْمةِ الزوجِ أو في عيونِ الوَلَدْ

تخرُجينَ كشَمْسٍ مُزَيّفَةٍ في المَسَاءِ

وبينَ الْتماعِ السّلاسِلِ

ضوءِ الخَوَاتِمِ.. والقُرْطِ

تَنْسَيْنَ أنّ الظلامَ هنا يَتَوَسّدُ

رُوحَكِ خَصْماً ألدّ

تخرُجينَ كَأنّكِ في رِحَلةِ الصّيدِ

والقَومُ غَابَهْ

فَتستنَفِرينَ عَلى الآدَمّيِ ذِئَابَهْ

وتستمتعينَ، وأنتِ تَرَيْنَ كِلابَ

الغَرِيزَة تَنْهَشُ صَدرَ الفَرِيسَةِ، أو

عَينَهَا..

أو تَرَينَ عَلى شَفَتَيْها اللهاثَ الحَقِيرَ

ولونَ الزّبَدْ

تخرُجينَ ويسبقُ ظِلّكِ كُلّ

صُنُوفِ الغِوَايةِ:

لونُ الشِفاهِ،

ولونُ الخُدودِ،

ولونُ الأظَافِرِ..

لونُ الصّفَاءِ المُلَطّخ في شَهوَةٍ تَستَبِدّ

تخرُجينَ كَأنّكِ كَاسِيةٌ تَزعُمينْ

وثَوبُكِ.. (هذا الذي يَتآكَلُ شَيئاً فشَيئاً فيسقُطُ مِنهُ العَرَاءُ الرَخِيصُ)

يجودُ بما يَتَيسرُ للعابِرينْ

فنُبصِرُ رَأساً دنيئاً إليكِ تَدُورُ،

فتَستَبْشِرينْ! !

ونَسمعُ قولاً بَذيئاً يمُورُ،

فَلا تَعبَئِينْ! !

ولا يَبقَ من طَيفِكِ المُتَلألِئِ في كُلِّ

عَينٍ سوى ...

خُطُواتِ السّقوطِ الأَكيِدةِ:

«جيمٍ» و «نونٍ» و «سين»

تَدُوسُ البراءةَ في صَدرِ كُلِّ

طَهُورٍ ليُصبِحَ وَغدْ

تُرى.. أيّ زَادٍ أَعَدّتْهُ أَيامُكِ الخَالياتِ

لما سوفَ يأتي؟ !

المَرايَا التي تَعشَقِينَ!

(.. وتكذبُ في كُلِّ يومٍ عَليكِ)

المساحيقُ!

(تِلكَ التي تَرسُمِينَ بِها لَوْحَةَ

الشِّقْوَةَ الأَبديةَ في وَجْنَتَيْكِ)

تُرى أَيّ جِيلٍ شَريدٍ سَيدعُوكِ

أُمّاً ويَرْنُو إلَيْكِ؟ !

وأيّ زَمانٍ تَصيرينَ فيهِ لإبليسَ نِدّ

رُبّما كُنتِ أبيضَ مِنْ عَفَنِ الخُبزِ

فَوْقَ بَقَايا الطّعامْ

وأنَعَمَ مِن حَيّةٍ تَتَسَلّلُ بالسّمِ حتّى

نُخاعِ العِظَامْ

... ولكِنّ لونَكِ لَنْ يَملأَ القَبرَ نُورا

وجِلدَكِ رَغمَ نُعُومَتِهِ.. لَنْ يُحيلَ

ثَرَاهُ الغَلِيظَ حَرِيرا

وَوَجهَكِ رَغمَ مَلاحَتِهِ.. لَنْ يُلينَ

مَلاكَ الحِسَابْ

وهيهاتَ أن يَدفعَ الحُسنُ عَنكِ

مُرّ العذابْ