نصوص شعرية
[لب الصراع]
صالح أحمد البوريني
ظَهرَ العَداء وصَرّح الإعلامُ ... في الغرب أّن عدوّه الإسلامُ
والغرب يَطوي بين أضلع صدره ... حقداً تَشُبّ أوارَه الأيامُ
ما زال يحمل في النفوس ضغينة ... يَسقي ترابَ غِراسها الإجرامُ
يَقْتاتُ من تاريخه أحقاده ... فَتَشِبّ منه عداوة وخصامُ
يَرمي بنار عَدائه مَنْ أسلَموا ... سِيّانِ فيه العُرْبُ والأعجامُ
ولقد أباح دماءَنا في بوسْنَة ... أما دماءُ الصربِ فهي حرَامُ
حَظْرُ التسلح لعبة دوليّة ... للغرب فيها الحَلّ والإبْرامُ
للصرب عُدوان على إخواننا ... ضجّت له الغبراء والآكامُ
لا العِرْقُ سرّ للعداوة بينهم ... كلا ولا الألوانُ والأجسامُ
سِرّ العَداء هو الديانةُ وحدَها ... لُبّ الصراع الكفرُ والإسلامُ
والصرب يعلن سِلْمَه بشروطه ... وشروطه الإذلال والإعدامُ
والغرب يعلن كل يوم خُطّةً ... نحو السلام وليس ثَمّ سلامُ
يُبدون سعياً للسلام تسَتّرا ... دعوى السلام تَظاهُرٌ وكلامُ
في كل جُرح نازف من أمتي ... للغرب نصلٌ حاقدٌ ومرامُ
في كل جهد للتحرر نكسة ... يَصْلى لهيبَ جراحها الأيتامُ
في كل سعي للخلاص مخاطر ... ومزالق ومهالك وحطامُ
يا ويحَ أمةِ يعربٍ كما نالها ... مِنْ شرّه الإيذاء والإيلامُ
في كل شَعبٍ فتنة من كيده ... عَظُمت بها الآفات والآثامُ
في كل شأن من شؤون حياتنا ... رأي له ودعاية وكلامُ
وتدَخّل ونصيحة مزعومة ... ومشورة ضَلّت بها الأفهامُ
في كل درْبٍ للتقدم عثرة ... مِنْ صُنْعه وحجارة وركامُ
وبِرَغْم كل عدائه لشعوبنا ... فَلَه حضور بيننا ومُقامُ
وبكل رابية له في أرضنا ... دار ترفرف فوقها الأعلامُ