نص شعري
[قف يا نسيم]
شعر: ياسر جياكتا
وقف النسيم يسائل الأخيارا ... والكون يرقب دونه الأخبارا
متسائلاً عن أمة لَمَّا تزل ... في الذل راتعة وتلعق عارا
كانت تسود الكون ملكاً عامراً ... فالأرضَ تملك روضَها وقفارا
فالله أكبر في المآذن قد سرى ... للحق، أرشد للعقول، أنار
وجيوش أحمد قد شققن طريقها ... نحو المدائن تفتح الأمصارا
فإذا بهم كالبحر يلطم بعضه ... والخيل تعدو والسيوف تبارى
والجند تصنع من غليل دمائها ... سيفاً، تفرق حولها الكفارا
والسيف يزأر في العدو وقد لوى ... معه المنية تسحق الأعمارا
والجيش يسحب ثوبه مترسلاً ... والخيل ترفل كالعروس فخارا
بل خالد سيف الإله كأنما ... جعل البطولة شَمْلَةً وإزارا
كالفجر يطرق في العدوّ بعزمه ... ويقود جيشاً جامحاً جرّارا
يا قوم قد ذهب الأباة فما أرى ... فيكم نجوماً تخلف الأقمارا؟
يا قوم ما الحدث الذي بنزوله ... عدل الأريب عن الصواب وحارا
عجباً أخالد! ما لقومي أذعنوا؟ ... وقد انتصرتَ على العدو مرارا!
أو ما رأيتم مصعباً بلوائه ... أو طلحة، أو جعفر الطيارا
نذروا الجهاد بأن يكون حليفهم ... فالله تمم بيعهم وأجارا
قف يا نسيم على عبير دمائهم ... وانشره طيباً طيّباً معطارا
فلعل ريح دم الشهيد يطيب لي ... يوحي إلى جيل الغد الأخبارا
يوحي بأن المجد ليس بآيب ... حتى نكشِّف دونه الأستارا
وبأن من رام المعالي ربما ... صفعته أيدي التضحيات مرارا
قف يا نسيم وسائل الأرض التي ... بعراء بدر واسكب الأشعارا
قف يا نسيم على الصبير [١] وسائلن ... أُحُداً وسائل سفحه الجبارا
قف يا نسيم وسائل الأرض التي ... بحُنَيْن واسأل دونها الأحجارا
ستجبْك حتماً أن جنداً قد مضوا ... يعلون ركناً للجهاد جهارا
(١) الصبير: السحاب الأبيض.