بريد القراء
الأخت أم زياد المالكي:
أرسلت تشكر المجلة على فتح ركن الأسرة وإعجابها بما يكتب، وتقترح
تخصيص صفحة لمناقشة أمر الداعيات إلى الله، وكتبت حول هذا الموضوع:
والاهتمام بمشاكل الدعاة أمر جيد للغاية ولكن الذي ألمسه أن هناك فرق بين
مجال الدعوة في حقل النساء، ومجال الدعوة في حقل الرجال حيث أن هناك
مشاكل تعاني منها الداعيات، تختلف تماماً عن المشاكل التي يعاني منها الدعاة،
وهذه حقيقة مسلمة.
فالمرأة الداعية تجد صعوبة في فهم بعض الأمور، فربما ييسر الله لها من
الصالحين من يشرح لها، وربما لا تجد أحد فتفهم كثيراً من الأمور على حسب ما
تفهم، والله المستعان. وهذا بطبيعة الحال لكونها تجلس في البيت ولا تتلقى العلم
إلا من الكتب والأشرطة إن تيسرت، فقضية عدم وجود من يشرح لها قضية مهمة
جداً، فقد عانيت من هذا الأمر كثيراً، فنظرت فلم أجد إلا المخلصين من إخواني
في الله، العاملين في مجلة البيان، أن ييسروا لنا حل بعض المشكل التي تعاني
منها كثير من الفتيات اللواتي فتح الله لهم باب الهداية.
ولعل أهم مشكلة: كيف يمكن للمرأة أن تدعو إخوانها وأمها وأخواتها بأسلوب
فيه الحكمة والتناسب، لعل المرأة بطبيعة حالها تستطيع أن تقنع والدتها وأخواتها
البنات، ولكن كيف يمكن الوصول إلى الوالد والأخوة الأولاد. هذه الأمور تحتاج
إلى نظرة ثاقبة، وشاملة لأن الله تعالى يقول: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وأَهْلِيكُمْ نَاراً] ومسألة عدم نجاح الفتاة بالدعوة في أهلها، أمر في غاية الصعوبة، يكسب الفتاة التقاعس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا مشاهد في
كثير من الفتيات، إن وجود المنكر في البيت ولا تستطيع النهي عنه، أمر في
منتهى الخطورة، ربما أدى الأمر إلى نقص الإيمان وربما يصاب القلب بالمرض
فيهلك.
مشكل كثيرة تعاني منها الفتيات، على عكس الشباب، فنادراً ما تواجهه
مشكلة في البيت، لأسباب كثيرة لا تخفى على من له ذهنٍ واعٍ. وأرجو من الله
سبحانه وتعالى أن يكون الاهتمام بالمرأة، اهتماماً متكاملاً وشاملاً ولو شاورتم أهل
الفكر من النساء لوجدتم الشيء الكثير بإذن الله. وعند النظر في هذا سوف نحدد
المشاكل التي تخص المرأة الداعية حتى تعرض على من يتولى حلها، وهذا ما
نرجوه منكم، فإن المرأة هي نصف المجتمع إن لم تكن المجتمع بأكمله.
فلو خصصت مجلة البيان صفحة في ركن الأسرة، تناقش أمر الداعيات إلى
الله لكان هذا أبلغ في الفائدة والله الموفق إلى سواء السبيل.
الأخ المعتصم جودي -عمان-
نشكرك على ملاحظاتك وعلى متابعتك لما يكتب ونحن نرحب بمثل هذه الملاحظات، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
الأخ أبو بكر هشام خراز
أرسل يعقب على مقال: تمثل العقائد في الطفولة: في مقال للأخت خولة درويش العدد (٣١) ص ٨٩ ذكرت ما نصه: «وإذا نما صغيرنا وترعرع نلفت نظره إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى: إذا نظر في المرآة نقول له معلمين قل:» اللهم كما حسنت خَلقي فحسِّن خُلُقي «وذكرت في الهامش أنه حديث صحيح في صحيح الجامع (١/٢٨٠) وراجعته فوجدته كما قالت لكن بدون تقييد للدعاء أن نقوله عند النظر في المرآة.
والحديث الذي فيه التقييد بهذا لا يصح من جميع طرقه ولا يقوي بعضها
بعضاً لشدة ضعفها وانظر الإرواء (١/١١٣-١١٦) حديث رقم (٧٤) ووافقه الشيخ
عبد القادر الأرنؤوط في تخريج الأذكار للنووي ص ٤٣٦ الطبعة الثانية دار الهدى.
وأما حديث» الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين «فأحب أن أقول
أنه وقع خطأ مطبعي في ذكر المرجع فطبع في الهامش (شرح السنة ١/ ٢٧٩)
والصواب (١١/٢٧٧٩) ويظهر أن المحقق يحسن الحديث ومثله الشيخ عبد القادر
الأرنؤوط في تخريج الأذكار ص ٣٤١ فإنه سكت عن الحديث وهذا يدل على ثبوته
عنده كما ذكر في مقدمة التحقيق.
أما حديث الشيخ الألباني فذكره في تخريج المشكاة (٤٢٠٤) ومختصر
الشمائل حديث رقم (١٦٣) ذكر أنه ضعيف. وفي تخريج الأذكار لبشير عيون
الطبعة الأولى ص ٢٩٨ ذكر أن الحافظ حسنه وذكره في الفتح وسكت عنه وقال:
إن الألباني في تخريج الكلم (١٨٨) وتخريج المشكاة قال: الحديث ضعيف الإسناد
كما بينه الحافظ في التهذيب. وكلامه يشعر أن هذا مذكور في المشكاة أيضاً،
وليس كذلك، وإنما هو في تخريج الكلم الطيب فقط. كما في عمل اليوم والليلة
لابن السني بتخريج بشير عيون ص ٢٢٠ الذي نقل هذا عن الألباني. وبعد هذا
فلعل من حسن الحديث اعتمد على الحافظ وقد علمت أن الحافظ ضعفه في التهذيب. والله أعلم بالصواب.