البيان الأدبي
[حسرة وعتاب]
شعر: محمد بن عبد الرحمن المقرن
كيف أُبْدِي بأَحْرفي ما أريدُ ... وبماذا تراه يحكي القصيدُ
كلّ يومٍ تدقّ بابي عظاتٌ ... ويهزّ الفؤادَ خطبٌ جديدُ
ويح نفسي ألم تفق من هواها؟ ... أوَما هزّ خافقيها الوعيدُ؟
آهِ من يوم سكرتي ومماتي ... حينما أنثني وروحي تجودُ
أستغيثُ الطبيبَ ماذا جرى لي؟ ... قيل: هذا ما كنت منه تحيدُ
لم تُغِثْني دموعُ من كان حولي ... لا ولا عدة الطبيبِ تفيدُ
آه من عمرٍ استقلّ بذنبي ... رَكْبَه، ليته إليّ يعودُ
لست أدري: أبين جنبيّ قلبٌ ... أم هو اليوم من عنادي حديد؟ !
أنا من يستبيح كسبَ الخطايا ... ما بعمري سوى الذنوب رصيدُ
أتلهّى برحمة الله، ويلي! ... إنما أخذُه أليمٌ شديدُ
أوَما آنَ أن أعدّ ليومٍ ... من رؤى هوله يشيبُ الوليدُ
عندها يفرق العباد: شقيٌ ... في لظى النار أو رضيّ سعيدُ
كيف يحلو بلذة الذنب كأس ... وبقعر الجحيم ماءٌ صديدُ؟ !
كيف أجرو على المعاصي وفي الن ... ار حميم تذوب منه الجلود؟ !
تلك ذكرى لمن له اليوم قلبٌ ... ولمن ألقى السمع وهو شهيدُ
إنما زخرف الحياة سرابٌ ... والتقى واحة وظلّ مديدُ
إن حَيينَا بنشوة المال عمراً ... واحتوتنا على النعيم عهودُ
فالجنا منه بعد حينٍ عجيبٌ: ... كفنٌ عن قوامِنا لا يزيدُ