للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون في العالم

حوار مع زعيم الحزب الإسلامي في أفغانستان

قلب الدين حكمتيار

أجرى الحوار: أحمد موفق زيدان

* الحكومة الائتلافية تضم بعض المنسوبين للجهاد والفارين إلى أوربا

والحزب الشيوعي.

* الخيار العسكري هو الحل الذي نراه.

* إنهم لا يتركون الشعب الأفغاني يقرر مصيره ويختار حكومته دون ضغط

خارجي.

* على الحركات الإسلامية التنبه لمزلق الاعتماد على المساعدات الخارجية.

قال السيد قلب الدين حكمت يار زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني بأن سياسة

الولايات المتحدة الأمريكية تتركز عل إنشاء قوى حقيقية لحماية الخطة التي تعمل

لها من أجل تشكيل حكومة ائتلافية بين المعتدلين ونجيب الله ويكون على رأسها

الملك المخلوع ظاهر شاه وأضاف الزعيم الأفغاني الذي كان يتحدث في حديث

خاص وشامل (للبيان) من مقر إقامته في بيشاور بأن هذه القوى قد بدأت في

الظهور فعلياً وحقيقياً المتمثلة في تشكيل مجلس للقادة الميدانيين عندما سحبوهم من

منظماتهم وكذلك مجالس القبائل بغية حماية الحكومة الائتلافية التي يعدون لها.

ولنترك القارئ الكريم مع حصيلة الحوار الذي دار معه واستغرق أكثر من

ساعة.

البيان: في ضوء التحركات السياسية المتعددة والظروف المتغيرة في

أفغانستان إلى أين يتجه الجهاد الأفغاني وخاصة في الجانب السياسي منه؟ .

حكمتيار: أعتقد أنه بعد انتصارات المجاهدين الأخيرة في الشمال والجنوب

قد أصبح بحوزة المجاهدين خطة للهجوم على كابل وأن وضع الحكومة ضعيف

للغاية ولا تستطيع الصمود أمام المجاهدين، كل هذه العوامل دفعت للتحرك

السياسي من قبل دول لا ترغب في انتصار المجاهدين عسكرياً، وبعض هذه الدول

تريد تكوين حكومة ائتلافية بين مجموعات المجاهدين المعتدلين والفارين إلى أوربا

وأمريكا والحزب الشيوعي في أفغانستان وذلك بتكوين جبهة ائتلافية يعقبها حكومة

ائتلافية ولكن هذا غير عملي، وتكوين حكومة ائتلافية أمر مستحيل، ولا أحد

يستطيع قبول نجيب كطرف أو الحزب الشيوعي كطرف في الحكومة أو في أي

انتخابات عامة، وهذا أيضاً غير عملي ولا يمكن تنفيذه، ولا أحد يستطيع ويجرؤ

من المجاهدين أن يتحدث بهذا أمام الشعب.

وحتى الذين التقوا مع نجيب لا يعلنون هذا أمام الشعب خوفاً، ومع أن بعض

الدول ترغب في تكوين حكومة مؤقتة بدلاً من حكومة نجيب وموقفهم أن لا يستقيل

نجيب لوحده ويبقى الحزب الشيوعي.

أما الأمريكان والروس فأرى أنهم يريدون تكوين حكومة ائتلافية، وتريدها

أمريكا تحت قيادة ظاهر شاه وكذا الروس، ولكنه أيضاً غير عملي، ولا يمكن

فرض حكومة كهذه على الشعب الأفغاني وكما تعرفون أن أمريكا حاولت في السنتين

الماضيتين بكل إمكانياتها تهيئة الظروف لهذه الحكومة وكانت تعتتبر المنظمات

الجهادية عقبة في تنفيذ هذه الخطة، وأخذت على عاتقها إضعاف هذه المنظمات

وضربها من الداخل وتكوين قوة للدفاع عن حكومة كهذه، مثل تكوين مجالس

شورى القبائل والقادة الميدانيين وإبعاد هؤلاء القادة عن منظماتهم، وبذلك تكون هذه

المجالس القومية وراء دعم هذه الحكومة ولكن لم تستطع تحقيق هذا.

البيان: ليس من السهولة أن يتخلى الروس عن دولة تجاورهم وتشاطرهم

أكثر من ألف وخمسمائة ميل عبر التفاوض السياسي خاصة وأن الوضع الداخلي

الروسي ينذر بالتشرذم والتفتت فكيف إذا وصلت حكومة إسلامية تشاطر عقيدة

وتاريخ ولغة الجمهوريات الإسلامية الست الواقعة فى روسيا، في ظل هذا الوضع

كيف ترون السبيل للوصول لأهدافكم؟ .

حكمتيار: الحل العملي لهذه القضية هو الخيار العسكري، ووضع الحكومة

في كابل سيئ جداً، وحتى الآن لا نرى حلاً آخر سوى التركيز على الحل

العسكري، وأعتقد أن موسكو لا تستطيع الاستمرار في دعم حكومة كابل ولا

يقدرون على مواصلة دعمها، ولو وجدنا أنهم يتركون للشعب الأفغاني أن يقرر

مصيره ويكوّن دولته بدون تدخل أو ضغط خارجي لما لمسنا ضرورة التركيز على

الحل العسكري، ولكننا نرى أنهم ليسوا على استعداد لترك الشعب الأفغاني يقرر

مصيره بنفسه في ضوء عقيدته ليكوّن دولته الإسلامية التي يريدها، ولكنهم يسعون

ويريدون فرض حكومة مقبولة لهم على الشعب الأفغاني عن طريق المؤامرات،

ولهذا فليس لدينا خيار آخر إلا الاستمرار بالجهاد وهم يريدون تكوين حكومة

ائتلافية، وعقد مجلس (لوياجركا) [١] لهذه الحكومة لتكون حكومة دائمة؛ لأنهم

يعرفون أن الشعب مع المجاهدين ولو جرت الانتخابات لن تكون في صالحهم، ولو

جرى إسقاط حكومة نجيب وتحل محلها حكومة مؤقتة يقبل أعضاءها الشعب مثلما

حدث في بنغلاديش عندما أعلن رئيسها الجنرال محمد إرشاد استقالته وطلب من

المعارضة أن تتفق فيما بينها على شخصية. فاتفقوا على قاضٍ ثم جرت الانتخابات، ولو حدث هذا لكان سهلاً أن يوافق عليه المجاهدون.

البيان: لو حصل تشكيل الحكومة الائتلافية، وغدت أمراً واقعاً ماذا سيكون

ردكم عليها؟ .

حكمتيار: لا يمكن فرضها، وتكوينها غير عملي وسنستمر في الجهاد وليس

أمامنا خيار سوى المقاومة.

البيان: العديد من المتابعين يرون أن الحزب الإسلامي تعرض لخضات بعد

خروج بعض أعضاء اللجنة التنفيذية من القيادة وبقائهم كأفراد، إضافة إلى تعرض

الحزب لبعض التصفيات في داخل أفغانستان كيف يرى حكمت يار هذا الوضع؟

حكمتيار: الحزب الإسلامي في أحسن وضع منذ تأسيسه، ومع جميع هذه

الضغوط على الحزب الإسلامي لم يخرج أحد منه؛ حيث يقوم على مبدأ الشورى

والقرارات بالأغلبية وليس لأحد الحق في الاعتراض على مواقف الحزب إلا في

مكانه ولو يقوم أي رجل بالدعاية السيئة ضد الحزب بعد اتخاذ القرار فهذا دليل على

إخراجه من الحزب وقد اتفقنا في لوائح الحزب بأنه لا يحق لأي شخص مسؤول أن

يعارض سياسة الحزب خارج مجلس الشورى أو اللجنة التنفيذية بعد أن اتفق عليها

بالأغلبية.

البيان: يتحدث حكمتيار كل مرة عن هجوم كبير على كابل، متى سيحصل

هذا الهجوم وهل اتفقت الأحزاب الأخرى على هذا الهجوم وماذا لو لم تشترك هذه

الأحزاب هل تستطيعون تحقيق شيء؟

حكمتيار: الهجوم على كابل قريب - إن شاء الله - ونأمل أن يوافق القادة

الميدانيون على الاشتراك وإن شاء الله سيحقق الحزب شيئاً كما حقق في الماضي،

وأقول بأن الانتصارات التي حصلت بعد الشتاء كانت بسبب العمليات التي حصلت

من قِبَل الحزب أثناء الشتاء عندما سيطر الحزب على ٦٠ موقعاً عسكرياً للنظام

حول كابل.

البيان: الحركة الإسلامية في أفغانستان أصبحت لديها تجربة في مسألة تلقّي

المساعدات الخارجية، ما رأيكم بموضوع تلقي المساعدات من الدول بشكل عام؟

وخاصة من الدول الكبرى الذين هم أعداء الإسلام.

حكمتيار: من الخطأ أن نعتمد على المساعدات الخارجية، وعلى جميع

الحركات الإسلامية التنبه لهذا.

البيان: مرة أخرى - حسب تجربتكم - هل ترى أن العامل العسكري لدى

الحركات الإسلامية يطغى على العامل الاقتصادي مما يجبرها أن تبقى أسيرة

سياسات دول وأطراف أخرى؟

حكمتيار: لا أعتقد أن أي حركة إسلامية تهمل الجانب الاقتصادي، والذي

رأيناه بأن الحركات الإسلامية تهمل الجانب العسكري، والحقيقة أن أول تجربة

عسكرية رأيناها كانت في أفغانستان، وأعتبرها تجربة ناجحة، ولو نستفيد من هذه

التجربة ونصحح الأخطاء فأرى أننا أهملنا الجانب العسكري وركزنا على الجانب

الثقافي ونرى أن معظم الحركات الإسلامية تتضامن مع عدوها وتفاوضه وعندما

يستفيد منها يتحين الفرصة لضربها وأظن أن هذا هو سبب الهزيمة.

البيان: هل تدعو لإنشاء تحالف بين الأحزاب الإسلامية المستقلة في

أفغانستان؟ .

حكمتيار: أعتقد لو ركزنا على الجانب العسكري أكثر وأكثر، وتركنا مسألة

تكوين الحكومة، ويكون التحالف عبارة عن تنسيق بين هذه المنظمات، ثم تشكل

حكومة بعد إسقاط نجيب وتُعقد الانتخابات ونأمل أن نتفق على مثل هذا.

البيان: كيف يستشرف حكمت يار دور أفغانستان في منطقة آسيا مستقبلاً؟ .

حكمتيار: إن جميع الشعوب الإسلامية تشعر بحاجة للتنسيق والتعاون

لمواجهة الأعداء، ولو استطعنا تكوين حكومة إسلامية فلعلنا نقوم بدور في ترسيخ

هذه الوحدة.

البيان: السؤال الأخير كيف ترون السياسة الباكستانية حيال أفغانستان بعد

استقبال المسؤولين فيها ولأول مرة بشكل علني مندوبين عن ظاهر شاه؟ .

حكمتيار: باكستان واقعة تحت الضغوط الأمريكية ولكن لها مواقف

استراتيجية لا يمكنها التخلي عنها، وصعب عليها أن تقبل بشيء يرفضه

المجاهدون، ومن الصعب بقاء حكومة شيوعية مجاورة أو حكومة تضم المعتدلين

وظاهر شاه وتضغط أمريكا على باكستان بأن تتخذ خطوة لا يرغب بها الشعب

الأفغاني.


(١) البرلمان.