المسلمون والعالم
مناهج التعليم الإسرائيلية والصراع العربي - الإسرائيلي
بين حقبتي الحرب والسلام
(١٩٤٨ - ١٩٩٦م)
(١ ـ ٢)
مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن
تمثل مناهج التعليم الإسرائيلية دوراً مهماً في الصراع العربي الإسرائيلي،
ويمكن القول إن التسلسل التاريخي لليهود وفق المرويات التوراتية أخذ ثلاثة
مصطلحات لمعنى واحد: (العبرانيين) حين بدأ بإبراهيم - عليه السلام -،
والإسرائيليين نسبة إلى إسرائيل «يعقوب» - عليه السلام -، ثم (اليهود) من
بقايا العبرانيين وسبط يهوذا المشهور.
أما فيما يخص المسمى الأول فلم يبق منه سوى العبرية كلغة يتكلم بها اليهود
وتستخدم في أديانهم، بينما ارتبط المسمى الثاني بغزو أرض كنعان والاستيطان في
الأرض وتوزيعها على الأسباط الاثني عشر. أما المسمى الثالث: (اليهودية) فله
ارتباط وثيق بإسرائيل الذي تحول من اسم إنسان هو يعقوب إلى مجموعة من
الأتباع، وأخيراً تحول إلى بقعة من الأرض أصبحت رمزاً للاستيطان.
وفي ضوء هذا التسلسل التاريخي لليهود، فقد قُسِّم التاريخ الإسرائيلي حسب
المرويات التوراتية إلى عهود يرتبط كل عهد بحدث معين أو تاريخ ذي مغزى له
أثر كبير في هذه الحقبة الزمنية، وقد قسم على النحو التالي:
١ - عهد الآباء «البطريركية» إبراهيم، إسحق، ويعقوب.
٢ - مرحلة العبودية في مصر.
٣ - الخروج من مصر في القرن ١٣ ق. م بقيادة موسى - عليه السلام -،
والتيه في صحراء سيناء.
٤ - غزو أرض كنعان وتدمير المدن الكنعانية مثل أريحا، والاستيطان في
الأرض بعد توزيعها على الأسباط.
٥ - عهد القضاة من موت يشوع بن نون - عليه السلام - إلى النبي
صموئيل.
٦ - الملكية الموحدة وقد مثلها ثلاثة ملوك: شاؤول - داوود - سليمان
١٠٥٠ - ٩٥٣ ق. م.
٧ - انقسام المملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة في الشمال وتضم عشرة
أسباط، ويهوذا في الجنوب وتضم سبط يهوذا وبنيامين وعاصمتها القدس.
٨ - تدمير مملكة إسرائيل على يد سرجون الملك الآشوري ٧٢٢ ق. م.
٩ - دمار مملكة يهوذا على يد نبوخذ نصر عام ٥٨٦ ق. م ومرحلة السبي.
١٠ - العودة من السبي بناءً على أمر قورش الفارسي، وإعادة بناء الهيكل
وتجديد العبادة بعد سقوط بابل عام ٥٣٥ ق. م في يد الفرس.
١١ - عهد «أستير» اليهودية التي أصبحت ملكة فارس بعد زواجها من
الملك «أحشويرش» ودورها في إنقاذ اليهود من حملة الإبادة التي نظمها «هامان»
القائد الأرمني لجيش الفرس.
١٢ - المرحلة المكابية والتي بدأت عام ١٧٥ ق. م وانتصار (يهودا
المكابي) على سلوقس نيفا كتسو عام ١٦٠ ق. م وقصة مقتل يهودا المكابي وما
يقال عن السعي للاستقلال اليهودي عن السلوقيين إلى أن جاء القائد الروماني
بومبيوس عام ٦٣ ق. م وقضى على الأسرة المكابية المعروفة بالحشمونية في عام
٣٧ ق. م.
ونلاحظ أن كتب التربية والتاريخ والعلوم الاجتماعية تركِّز على هذه المرحلة
لتظهر روح التحدي عند اليهود والتصدي للبطالسة وإظهار البطولة لليهود.
١٣ - خراب الهيكل الثاني وتدميره على يد الإمبراطور تيطس الروماني عام
٧٠م.
١٤ - بداية العصيان على الرومان ونهايته عام ١٣٢م بالقضاء على الثائر
(باركوخبا) أو انتصاره في قلعة بيتار التي عرفت تاريخياً بـ (متسادا) وتبرز هذه
القصة بشكل كبير لتربي الأجيال على التنازل عن ما يحتل حتى لو كان صغيراً
ومهما كانت الظروف والمسوِّغات.
وقد أسهمت العوامل التاريخية من استثمار غربي ونشوء الدول القومية في
أوروبا والأفكار التحررية التي شملتها الثورتان الأمريكية عام ١٧٧٦م والفرنسية
١٧٨٩م، في بروز فكرة التحرر الذاتي لدى اليهود وخاصة المفكرين، وفي
مقدمتهم اليهودي ليوبنسكر.
وقد سارعت القوى اليهودية إلى العمل على تكوين مؤسسة يهودية دولية
تتولى ذلك العمل وتعمل على تنفيذه، فأقيمت المنظمة الصهيونية العالمية في
سويسرا عام ١٨٩٧م لتطبق المشروع اليهودي القديم بدعم مطلق من الدول
الاستعمارية مستغلة الفوضى السياسية والاجتماعية التي سادت أقطار الإمبراطورية
العثمانية المتداعية، والسيطرة تدريجياً على كامل الأراضي الفلسطينية بعد قيام
عصبة الأمم عام ١٩١٩م وإصدار صك الانتداب عام ١٩٢١م واحتلال فلسطين
كاملة خلال ١٩عاماً منذ عام ١٩٤٨م حتى عام ١٩٦٧م ثم محاولة الامتداد إلى
المناطق المجاورة كما حصل في الجولان وسيناء وجنوب لبنان.
وبما أن التعليم والتربية في إسرائيل يعبران عن ممارسات عملية يومية
امتداداً للتطبيق السلوكي العدواني اللاإنساني للفرد اليهودي عسكري أو مدني لذلك،
فإن تحليلنا لنماذج العملية التربوية الإسرائيلية سيكون وفق ثلاث مراحل تاريخية
متعاقبة تشابهت فيها طبيعة الممارسات أو النظرة إلى فلسطين الأرض والإنسان
الفلسطيني مالكها ووارثها مع فارق الزمن والظروف.
* وهذه المراحل هي:
١ - ١٨٨١ - ١٩٤٨م فترة اليشوف «الاستيطان» .
٢ - ١٩٤٨ - ١٩٧٧م إنشاء الكيان الإسرائيلي.
٣ - ١٩٧٧ - ١٩٩٥م مراحل التسوية السلمية.
* المرحلة الأولى ١٨٨١ - ١٩٤٨م:
إن تحديد العناصر الرئيسة لقانون التعليم الإسرائيلي الصادر ١٩٥٣م الذي
جاء مكملاً لقانون التعليم الإلزامي الإسرائيلي الصادر في أيلول ١٩٤٩م تستلزم
العودة إلى المنابع والأصول التي استقى منها القانون أبرز نصوصه التي شكلت
المسار العملي للتربية الصهيونية، ويعتبر التناخ وكذلك التلمود المصدرين
الأساسيين لروح ومضمون هذه التربية، وكذلك فإن الدعاوى والفلسفات الصهيونية
الحديثة والمعاصرة والممارسات العملية على الأرض التي تلت إنشاء الكيان
الصهيوني. وأهم معاني ومرتكزات الصهيونية الحديثة التي تنهل منها الفلسفة
التعليمية الإسرائيلية هو «تحقيق المعنى القومي لليهودية الممتزج بالدين اليهودي
امتزاجاً عضوياً من خلال جمع شتات اليهود في دولة واحدة، وصهر سائر
العناصر اليهودية في بوتقة واحدة على أساس الثقافة والروح اليهودية» .
وقد أكدت المنظمة الصهيونية العالمية على هذه المعاني في المؤتمر الأول
المنعقد في بازل - سويسرا عام ١٨٩٧م. وقد ترسمت لديها الاتجاهات السياسية
والفلسفية لآباء الصهيونية المحدثين في خطين متوافقين هما:
أولاً: الخط السياسي.
ثانياً: الخط الفلسفي الفكري.
أولاً: ومن أبرز من كتب في الخط السياسي قبل وبعد الإعلان عنه رسمياً:
١ - موشيه هس «موسى هس» ١٨١٢ - ١٨٧٥م في كتابه (روما
والقدس) حيث يدعو صراحة إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين، والتي تعتبر
الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تتبلور عبرها القومية اليهودية تبلوراً كاملاً.
٢ - ليوبنسكر ١٨٢١ - ١٨٩١م الذي يلخص في رسالة التحرر الذاتي أهم
مشاكل اليهود بعدم وجود دولة موحدة لهم، وهو أهم شيء ينقصهم وتكون ملكاً
خاصاً لهم.
٣ - ثيودور هرتزل الذي شرح في كراسه دولة اليهود عام ١٨٨٦م أن قضية
اليهود قائمة في كل مكان يعيش فيه اليهود بأعداد كبيرة، وتشتد حيث توجد طبقة
مثقفة، وأهم ما يميز أفكار هرتزل أنه أضفى النظرة السياسية للمسألة اليهودية
إضافة إلى النظرة السياسية الدولية لها، واقترح لحل مشكلة اليهود ما يلي:
أ - إنشاء منظمة لليهود وينضم لها كل اليهود الموافقين على فكرة الدولة.
ب - إنشاء الوكالة اليهودية، وهي عبارة عن الهيئة القانونية الاقتصادية
الفعلية المتعلقة بنقل اليهود إلى دولتهم في فلسطين.
ثانياً: الخط الفلسفي، ويقسم إلى فترتين زمنيتين:
١ - (١٧٥٠ - ١٨٥٠م) ويمثلها مردخاي عمانوئيل ١٧٨٥ - ١٨٧٨م
الذي دعا إلى إقامة دولة يهودية على جزء من أراضي الولايات المتحدة، إلا أنه
تراجع وقال إن دولة اليهود لا بد أن تقوم في فلسطين فقط.
٢ - يهودا القلعي ١٧٩٨ - ١٨٧٨م الذي أسس جمعية لتشجيع الاستيطان،
ومن أبرز كتبه (طريق النعمة وسلام أورشليم) وكتاب (الحياة عام ١٨٥٦م) .
٣ - الراف (تسفي كم يشير) الذي أكد على الاستيطان في فلسطين وفق
وصايا التوراة، وأسس في ألمانيا جمعية الاستيطان في فلسطين ورأسها حاييم لوريا،
ودعا إلى سرعة الاستيطان وعدم انتظار قدوم المسيح المخلِّص.
وتمثل هذه المرحلة بداية تطبيق المشروع الصهيوني على طريق إقامة
إسرائيل كنواة للدولة اليهودية الكبرى، ويمثل هذه المرحلة ثلاثة من فلاسفة اليهود
الكبار:
أ - إيهود هعام ١٨٥٦ - ١٩٢٧م صاحب الفلسفة الصهيونية الثقافية.
ب - أهرون دافيد غوردون صاحب فلسفة دين العمل.
ج - فلاديمير زئيف جابوتنسكي صاحب فلسفة القوة.
وتؤكد كتابات هؤلاء الفلاسفة على ما يلي:
١ - فلسفة الاضطهاد وترمي إلى تحقيق ما يلي:
أ- إثارة العطف والشعور بالذنب لدى سائر شعوب الأرض لمؤازرة اليهود
في حل مشكلتهم؛ وذلك بالتركيز على «اللاسامية» باعتبارها أحد مظاهر فلاسفة
الاضطهاد.
ب - إقناع اليهود بضرورة الوحدة والتنظيم من أجل التخلص من حياة الذل.
٢ - إحياء القومية اليهودية، وجمع شتات اليهود في وطن واحد، وتكوين
الدولة اليهودية؛ لأن الاضطهاد أفقد اليهود شعورهم بالاستقلال الذاتي القومي.
ويرى أحد هعام أن قادة إسرائيل إذا لم يكونوا مزودين ومسلحين بالثقافة اليهودية
فإنه مهما بلغ إخلاصهم لدولتهم ومصالحهم فإن مقياس هذه المصالح سيكون وفقاً
للحضارات الأجنبية؛ لأنهم اقتبسوها. ويدل هعام على ذلك بدولة هيرودوس في
فلسطين الذي كان يعتبر ممثلاً لدولة اليهود في الوقت الذي تفتقر فيه هذه الدولة إلى
الثقافة القومية؛ لأنها كانت مستعمرة ومضطهدة.
٣ - ربط الدين بالقومية. وقد سخرت الصهيونية لذلك وبحثت عن مسوغات
وجودها في الدين اليهودي والكتاب المقدس وكتب التلمود فكل الأعمال التي يقوم بها
اليهود جاءت وفقاً لنصوص دينية مقدسة عند اليهود.
٤ - العرقية - التمييز العنصري - والقوة المقرونة بالعدوانية والاستعلاء
والتحقير، وهذا الأمر يستند إلى نصوص من الكتاب المقدس أو آراء للفلاسفة
اليهود الكبار توضح تفوق اليهود على سائر الشعوب الأخرى، وأن الله هو الذي
اختارهم لعبادته فقط، وباقي البشر عبيد عندهم.
٥ - فلسفة احتلال العمل وتقوم على تهميش العمل العربي، وإحلال العمل
اليهودي مكانه؛ وهذه الفلسفة من أهم أركان الثقافة والتوجيه التربوي التي ركز
عليها زعماء الصهيونية، ولقد تصدى العمال العرب لأعداد المهاجرين من العمال
اليهود الذين تنقصهم الدراية والخبرة، لذلك كان إنتاج العامل اليهودي أقل من
العربي؛ لذا كان لا بد للمهاجرين من أبناء الهجرة الثالثة تحقيق ثلاث غايات هي:
أ - إحلال العمل العبري بالسيطرة على العمل العربي لضمان مصادر
المعيشة لجماعات العمال اليهود.
ب - تكوين طبقة عمالية عبرية ذات انتماء للعمل تعتمد عليه في معيشتها.
ج - بعث الثقافة واللغة العبرية.
وأبرز دعاة هذه الفلسفة هم موريش هيرش ١٧٩٥ - ١٨٧٤م، وموسى
هس، وقد نادى دافيد أهرون غوردون علانية بتطبيق فلسفة احتلال العمل
واعتبارها مبدأً أساسياً من شأنه أن يبلور الشخصية الطبيعية لليهودي، ونادى بأن
يعمل اليهود بشتى المجالات ولا يقتصر على عمل واحد.
ومن جانب آخر شرعت الحركة الصهيونية في تأسيس المنظمات العسكرية
لتعزيز العمل الاستيطاني وحمايته في أعقاب الحملات العربية بعد اتفاقية سايكس -
بيكو عام ١٩١٦م. كما اشتعلت ثورات فلسطينية عدة ضد الاستيطان الصهيوني
والدعم الاستعماري مثل ثورة القدس أثناء الاحتفال بعيد النبي موسى يوم ٢٠/٤/
١٩٢٠م، وطالبوا بإلغاء وعد بلفور ووقف تنفيذ مشروع التهويد. وأطلقت الشرطة
البريطانية النار على العرب مما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وتوالت بعد ذلك
ثورات العرب ضد هذا الوجود اليهودي.
وكان أول مندوب سامي بريطاني يهودي هو هربرت صموئيل في أيلول
١٩٢٢م. وتنافست القوى الصهيونية في إنشاء المنظمات العسكرية الإرهابية؛ ففي
عام ١٩٢٠م تشكلت الهاغاناه، ثم تلتها هاغاناه حلتومين «الهاغاناه القومية» عام
١٩٢١م، ثم منظمة إتسل ومنظمة لحمي بقيادة أبراهام شتيرن، وكلها شكلت نواة
الجيش الإسرائيلي الذي أوكلت إليه مهمات الاحتلال والعدوان على الأراضي
العربية.
وقد شكلت هذه الفلسفة أساساً مرجعياً لفلسفة التربية الإسرائيلية المعاصرة،
بل منهجاً ثابتاً تلتزم به في تطبيق مكونات هذه الفلسفة، وقد جاء قانون تعليم الدولة
الصادر عام ١٩٥٣م متضمناً بعض القيم الإنسانية على عكس الإجراءات اللاإنسانية
التي تمارسها السلطات ضد العرب أصحاب الأرض منذ اللحظة الأولى لتأسيس
الدولة، وقد ورد في المادة الثانية من القانون ما يلي: «قيم الثقافة اليهودية
وتحصيل العلوم وصحبة الوطن والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي والتدرب
على العلم الزراعي والحرفي وتحقيق مبادئ الريادة والكفاح من أجل الحرية
والمساواة والتسامح والمنفعة المتبادلة ومحبة الجنس البشري» .
إن المطلع على كتب الأدبيات الإسرائيلية الحرة ومقارنتها بالكتب التعليمية
الإسرائيلية المقررة رسمياً يلاحظ أنه لا فرق مطلقاً في الوجهة التربوية بين نظرة
اليهودي الإسرائيلي إلى نفسه ونظرته إلى الأغيار وخاصة العرب، ويرى نفسه
متقدماً وغيره خدماً ومتخلفين؛ في حين يسعى هو إلى نقلهم إلى حالة الرقي والتقدم.
ويلصقون بالعربي العبارات السيئة مثل: الغباء والفشل والقذارة والتوحش
والسطو وميله إلى التخريب؛ لذا يجب اقتلاع العرب.
إن القارئ لبعض النماذج من الأدب العبري المعاصر يرى أن اتجاهات هذا
الأدب لم تخرج عن أدب الهجرة والاستيطان المقترن بالريادة، ويلاحظ أنه يدعو
علانية إلى احتلال كل المقومات الحياتية القائمة على أرض فلسطين وتهويدها، ولا
يختلف أدب الصابر «أي الجيل الذي ولد ونشأ في فلسطين» عن الأدب السابق،
وقد حمل هذا في طياته الدعوة بشكل مباشر لاحتلال الأرض والترحيل للسكان
العرب.
ونلاحظ أن الأدب العبري انتقل من أدب التجند في ظل الانتداب إلى أدب
الحروب: حرب ١٩٤٨م، وحرب ١٩٥٦م، وحرب حزيران ١٩٦٧م، ويوم
الغفران ١٩٧٣م، إضافة إلى الحروب المتلاحقة مثل احتلال لبنان ١٩٨٢م. ولعل
من أبرز الأمثلة على هذا الأدب قصص الصواريخ ٦١٢ وبداية الصيف لعام
١٩٧٠م، وذكرى الأشياء.
* صورة العربي في أدبيات الطفولة والناشئة اليهود:
في أول كتاب حول أدبيات التعليم والثقافة العبرية للبروفسور أومير كوهين
أستاذ التربية في جامعة حيفا بعنوان: «وجوه قبيحة في المرآة» عام ١٩٨٥م،
يركز الكتاب على مسألة الصراع العربي الإسرائيلي في أدب الناشئة؛ حيث
يعترف كوهين أنه حتى نهاية عام ١٩٨٤م لم تتغير النظرة المشوهة إزاء الإنسان
العربي؛ فالنظرة عدائية ولم يحل محلها نظرة احترام أو قيم. وقد تأثر الأدب
الصهيوني الطفولي بالفكر الصهيوني العنصري القائم والموغل في القومية العرقية
والاستعلاء المغلف بمفاهيم وتعاليم توراتية وتلمودية، ونظم وأحكام المشنا
والجمارا. وقد شرعت القيادات الصهيونية بتسخير أحلامها وتجنيد طاقاتها الفكرية
لصياغة أدب جديد يلائم المرحلة القادمة، قوامها العودة إلى أرض الميعاد، وقد
ارتكز هذا الأدب على عدد من المرتكزات، هي:
١ - استعلائي «عرقي» .
٢ - استيطاني استعماري احتلالي.
وفي القسم الأول يعتبر الأدباء أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض،
وشعبها ليست له هوية، وأن سكانها بدو متوحشون احتلوا البلاد وخربوها؛ لذا
يجب أن يعودوا إلى الصحراء وأن يستولي اليهود على الأرض؛ لذلك فالحرب
مستمرة بين العرب واليهود إلى أن يتم طرد العرب الذين صوروا بأقبح الصور
وأنهم قُطَّاع طرق وقذرون، وثيابهم رثة، ويمشون وهم حفاة الأقدام.
أما المبحث الثاني الاستيطاني الاستعماري فينظر إلى العرب على أنهم أشجار
بلا جذور يتحتم اقتلاعها عاجلاً أم آجلاً، وأنهم عصابات سرعان ما يهربون من
الأرض؛ وهذا دليل على عدم الانتماء للأرض التي يعيشون عليها؛ لذا فالعرب
مجرد لصوص يسرقون المياه من أرض الأمة العبرانية. والعربي الذي يعيش في
نابلس والخليل وباقي المدن يشكل قلقاً لليهودي وللسائح الأجنبي وهدفه البقشيش
فقط وابتزاز السائح.
ومن أبرز ما كتب وألف في هذين المحورين كتاب «الدين والقومية في
المجتمع الإسرائيلي» الذي صدر ١٩٨٦م، وهناك العديد من القصص التي ألفت
للأطفال اليهود هدفها غسيل الدماغ للأطفال اليهود وتصوير العربي بأبشع الصور
وإنه قاتل ومخادع ويصور العرب أنهم هم الذين بدؤوا بقتل اليهود في المستوطنات،
وأن اليهود ردوا عليهم؛ لذلك هرب العرب من المدن إلى الدول المجاورة، وهذه
صورة استعلائية عدائية للعربي يرسمها أليعازر شموئيلي في كتابه «رجال في
التكوين» الصادر عام ١٩٣٣م؛ إذ إنه طويل القامة عريض المنكبين يلمع في
عينيه بريق الغضب، ووجهه قاس تحت جبين ضيق وصغير، وشاربه مدبب..
وفي كتاب آخر لنفس الكاتب يصف العربي بوصف بشع ويثير في نفوس الأطفال
اليهود الرعب والخوف حتى يترسخ الحقد على العربي بعد أن يكون قد شوه
صورته. وهنالك العديد من الكتب التي تؤكد على نفس الصورة السابقة، وتصف
الجندي اليهودي بأنه مسالم لا يحب الدم والقتل، والذي يدفعه لذلك هو العربي
المتعطش للدماء والقتل.
وبعد توقيع اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية في كامب ديفيد يصور
العربي بأنه يمارس تجارة جنسية تنتهي عند التهريب والتجسس وخطف الطائرات
والعمالة للدول الأجنبية.
وينتقل الكتّاب اليهود إلى نوع آخر من الأدب وهو إثبات أن اليهود عاشوا في
كل البلاد، وأنهم أينما حلوا كان لهم أثر كبير في تلك البلدان؛ ولعل أبرز كتاب
يدل على ذلك هو كتاب «مواقع وأماكن في الأردن» الذي صدر عام ١٩٩١م،
ويبحث هذا الكتاب في الأماكن الأثرية في الأردن التي يعتبرها اليهود جزءاً من
أرض إسرائيل وتاريخها ومرتبطة عضوياً بتاريخ اليهود؛ حتى إن بعض سكانه
وعشائره من أصول يهودية. أما آخر الكتب صدوراً فهو كتاب «القرن» تأليف
مردخاي تئور الصادر عن مؤسسة عام عوفيدا تل أبيب عام ١٩٩٦م، وهو بمثابة
ملف تاريخي وثائقي للصهيونية وإسرائيل عبر مائة عام من ١٩٠١م، ولغاية
منتصف ١٩٩٦م وتوظَّف فيه الوقائع التاريخية لصالح الحركة الصهيونية وإسرائيل
على اعتبار أن فلسطين اسم عابر في التاريخ والعرب ليسوا إلا دخلاء بفعل
الحملات العسكرية.
* المرحلة الثانية «١٩٤٨ - ١٩٧٧م» :
وهي المرحلة التي بدأت منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي العام الذي سبق توقيع
اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية، أو ما يعرف باتفاقية كامب ديفيد.
وسنتحدث هنا عن فلسفة التربية الإسرائيلية في العلوم الإنسانية وذلك من
خلال تحليل النصوص الأدبية والتثقيف الصهيوني ومدى الترابط بين القصص
والآداب والشعبية الإسرائيلية وبين مناهج التعليم الإسرائيلية التي تتبناها وزارة
المعارف، وتصور هذه المناهج فلسفة الكيان الصهيوني المبينة أصلاً على
مستويات الاحتلال والاستيطان.
ومن خلال تحليلنا لبعض النصوص في الكتب الإسرائيلية يلاحظ أن مؤلفي
هذه الكتب قد أجمعوا على عدد من الأمور منها:
١ - اعتبار اليهود أساس التطور في فلسطين، وبغيرهم لن يحدث لها تطور
وتقدم.
٢ - اعتبار فلسطين والجولان أرضاً يهودية، والأقطار المجاورة غريبة عنها
تاريخياً وعقدياً.
٣ - اعتبار العرب محتلين للأرض، والفتح العربي ما هو إلا غزو تاريخي.
٤ - وصف العرب بأنهم بدو رحل جاؤوا إلى فلسطين على أنهم غزاة، وقد
هدموا حضارة اليهود وعمرانهم.
٥ - التركيز على تعرض اليهود للظلم بشكل دائم.
٦ - الادعاء بوجود ممتلكات لليهود خارج فلسطين «الأردن، والجولان،
وجنوب لبنان» .
٧ - مساعدة الإنجليز لليهود ليست سوى رد جميل لليهود مقابل خدمات
اليهود للإنجليز.
٨ - التركيز في كل موقع على بدعة الفناء والكارثة التي تعرض لها اليهود
من قِبَل الألمان.
٩ - وصف العرب أصحاب الأرض بالمعتدين وقطاع طرق.
١٠ - ردة فعل اليهود ضد الفناء الأوروبي والإرهاب الغربي كانت بإقامة
المزيد من المستوطنات.
١١ - القول بأن سلطات الانتداب مارست الإرهاب ضد اليهود المستعمرين
لمنعهم من الإقامة في فلسطين.
١٢ - إظهار قدرة الجندي اليهودي أمام الجندي العربي، والبطولات التي
قدمها اليهود مقابل العرب.
١٣ - الادعاء أن الفلسطينيين هم الذين هربوا من ديارهم ولم يُطرَدوا منها.
١٤ - اتهام العرب بالعدوان على إسرائيل.
١٥ - الدعوة الدائمة لإقامة المستوطنات رداً على العرب ودفاعاً عن أرض
إسرائيل.
١٦ - تصوير الاحتلال الإسرائيلي بأنه نعمة للعرب وليس نقمة من خلال
التقدم والعلم الذي حصل مع مجيء اليهود لفلسطين.
١٧ - عدم الاعتراف بجنسية اليهود في البلدان المختلفة، والاعتراف
بالقومية اليهودية فقط.
١٨ - حتى يحافظ اليهود على استقلالهم وهويتهم تجمعوا في مراكز خاصة
بهم في كل الدول التي عاشوا بها.
بعد هذا العرض لأهم مرتكزات الفلسفة اليهودية في التربية والتعليم لدى
النشء اليهودي نلاحظ أن هذه التربية وضعت مرتكزات وقيم تربوية خاصة بمدينة
القدس من خلال التنكر للوجود العربي الإسلامي في المدينة، واعتبارها مدينة
يهودية خالصة ولم ينقطع الوجود اليهودي فيها، واعتبار سائر المساجد والكنائس
والمعابد أماكن أثرية يهودية دائمة بناها المسيحيون والمسلمون على أنقاض المعابد
اليهودية كما هو حال الحرم القدسي الشريف الذي بني على أنقاض الهيكل، وتمثل
القدس رمز الاستعلاء اليهودي والتفوق العرقي على بقية الشعوب. ويرى اليهود
من مؤلفي الكتب أنه لا عيب أو نقص في الإشادة بفكرة الاحتلال التي تطبقها
الصهيونية في حروبها؛ فهم يعتبرون يوشع بن نون ممثلاً وكذا داود.. وأما الفتح
العربي فهو احتلال عربي، والخليفة عمر بن الخطاب كان قائداً للمحتلين،
ووصف العرب بأنهم مخربون ومحتلون، ويعتبر احتلال إسرائيل للقدس نعمة؛
حيث نلاحظ مدى التقدم والعمران الذي شهدته المدينة في عهد اليهود، وأن اليهود
كانوا دائماً متغلبين على العرب ديموغرافياً في القدس.
ويدعو المؤلف إلى تطويق القدس بشكل دائم بالمستوطنات لضمان السيطرة
اليهودية. وتحاول الصهيونية زرع الفتنة دائماً كلما سنحت الظروف؛ فهي تقول
إن القائد صلاح الدين طرد وقتل الصليبيين عند فتح القدس عام ١١٨٧م، ولكنه
أعاد لليهود معبدهم والقدس هي مركز عبادة اليهود وقد تأثر بذلك كل من المسلمين
والمسيحيين.
بعد هذه المقدمة عن فلسفة التعليم في إسرائيل وما في الحقائق التي تسعى
الصهيونية لتزويرها لإثبات الأكاذيب التي قامت عليها استناداً إلى الأساطير
التوراتية المدعمة بالأكاذيب التلمودية يعرض لنا المؤلف نموذجاً تطبيقياً لهذه
الكتب، ومدى التزوير الذي لحق بهذه المؤلفات تحت سمع ونظر وزارة المعارف
وهي السلطة المشرفة على تأليف الكتب الدراسية لطلاب المدارس الإسرائيلية.
أول هذه النماذج هو كتاب «يروشلايم يهودا فشورمدون» لمؤلفه أليعازر
فيكتين، والذي صدر عام ١٩٨٤م بتكليف من وزارة المعارف والثقافة، وقد سار
المؤلف في هذا الكتاب على منهج المؤلفين الصهاينة في الكتب المدرسية في التنكر
للوجود العربي الإسلامي اسماً ومحتوى، وأراد الكاتب أن يصل بالطالب إلى حقيقة
استمرار وديمومة الوجود اليهودي في فلسطين. ونرى أن المؤلف يضع صوراً
لمعالم يهودية موجودة في القدس لإثبات الحق اليهودي في القدس؛ فغلاف الكتاب
يكرس حقيقة الوجود اليهودي من خلال إظهار صورة برج داوود وإحدى
المستوطنات واليهودية التي أحاطت بالقدس.. ونلاحظ أن المؤلف أبرز صورة
الكنيس في قلب القدس كرمز يمثل جمع منتخب الأمة اليهودية القائم في أورشليم.
ويحرص المؤلف على فكر يبين مبدأ الاحتلال من خلال فكرة أنه منذ أن احتل
داوود أورشليم خصها وجعلها عاصمة لمملكة إسرائيل، وبنى فيها سليمان هيكله
المقدس وقصده. ويؤكد على ملكية اليهود للقدس دون غيرهم، ويتحدث المؤلف
عن تطور المدينة في عهد ملوك إسرائيل ويقدم لذلك بعض الاكتشافات الأثرية
الملفقة محاولاً إثبات حقهم في القدس. ويعتبر المؤلف أيضاً أن جبل الزيتون جبل
يهودي أطلق عليه اسم جبل المدافن والقبور اليهودية. ويعرض المؤلف العديد من
الصور والرسومات التي يقول إنها تعود لعهود يهودية وجدت في القدس، ويربط
ذلك بمفهوم العودة إلى أرض صهيون.
أما عن الوجود العربي فلم يخصص المؤلف سوى خمس صفحات لهذا
الوجود، ويرى فيها أن الفتح العربي كان احتلالاً لهذه المدينة، وأن الخليفة عمر
بن الخطاب كان قائداً لجيش المحتلين وأن المسلمين أقاموا مسجدهم الأقصى على
أنقاض الهيكل وخاصة مبناهم الرائع قبة الصخرة، وأنهم استخدموا العديد من بقايا
المباني اليهودية والمعابد لبناء هذه المعابد الإسلامية، وأن قصور الأمويين
الموجودة هناك بنيت على حساب معابد يهودية، وأن قدسية المدينة جاءت للمسلمين
تأثراً باليهود حتى الصخرة المقدسة هي عند اليهود قبل أن تكون عند المسلمين.
وفي الفصل السادس من الكتاب يتحدث الكاتب عن التطور الذي حصل للقدس
بفعل اليهود، ومدى الخدمات التي قدموها لهذه المدينة. ولا يغيب عن بال المؤلف
اتهام الجيش الأردني بأنه قام بهدم كنيسين لليهود في القدس هما «حورخوت يهودا
حيسر ونفئيرت يسرائيل» بهدف تشويه الحكم العربي، وأراد أن يثبت مدى
ديمقراطية اليهود وهمجية العرب بالنسبة للطالب الإسرائيلي. ويورد المؤلف العديد
من المنشآت التي وجدت بفضل الحكم الإسرائيلي للمدينة المقدسة، ويورد خاتمة
للتعداد السكاني يظهر فيها مدى التفوق السكاني اليهودي على العربي على مدى
العصور؛ فاليهود عام ١٩٤٨م كانوا يشكلون ثلثي عدد السكان، والعرب الثلث
الآخير.
وعن التطور في مدينة القدس يقول المؤلف إن القسم العربي لم يحصل عليه
تطور حتى بعد ١٩٦٧م؛ في حين تطور الجزء اليهودي بشكل ملحوظ إلى أن بلغ
هذا التطور أوجه بعدما يسمى عملية التوحيد للقدس، ويتناسى المؤلف عمليات
الطرد والترحيل التي عملتها الصهيونية ضد المواطنين العرب، وأن الجيش احتل
الأحياء العربية فلم يعد أمام السكان سبيل من التوسع العمراني، وكذلك المذابح التي
ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق السكان العرب مثل مذبحة دير ياسين ٩/٤/
١٩٤٨م، وأن الصهيونية دفعت السكان العرب للهجرة وأحلت محلهم المهاجرين
اليهود. ويقارن المؤلف بين القسم العربي واليهودي محاولاً إظهار وإبراز التفوق
اليهودي على العربي، وإثبات التخلف العربي. ويذكر لذلك العديد من المنشآت
اليهودية مثل الكنيست ورئاسة الوزراء والجامعة العبرية، ويعتبر المؤلف العرب
المسلمين محتلين ومخربين.
أما عند الحديث عن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة فقد أفرد المؤلف لذلك
أربعة فصول ليؤكد على مبدأ الاستيطان ويفصل فيه تطور الاستيطان ويركزه في
أذهان الطلاب علماً وعملاً، ولم يشر إلى العرب السكان الأصليين، ويعرض
العديد من الخرائط للمدن الفلسطينية موضحاً فيها التجمع اليهودي ليثبت بذلك تاريخ
الوجود اليهودي منذ القدم ويتجاهل المؤلف العرب ويطلق عليهم اسم غير اليهود،
ويعرض إلى العديد من المستوطنات المنتشرة في الضفة بشكل كبير، ويقارن عدد
السكان اليهود مع العرب ليظهر مدى التفوق اليهودي في ذلك.
أما عن الصهيونية ونعمة الاحتلال فهو يورد العديد من الأمثلة التي توضح
مدى التطور الذي حصل بسبب اليهود؛ ومنها ارتفاع الدخل للعائلة، وتزويد القرى
بالكهرباء والماء، وإيجاد الطرق المعبدة ونظم الزراعة الحديثة.
أما عن البدو العرب فيقول إنهم غزاة وبقايا الجيش المحتل الذي جاء مع عمر
بن الخطاب.
ويتحدث الكاتب في معرض حديثه عن السياسات الإسرائيلية في التعليم عن
كتب منهجية تنكر الحق العربي التاريخي والحضور العربي والإسلامي في فلسطين،
ويورد مثلاً على ذلك سلسلة من الكتب الأخرى لتحمل اسم «للمجموعة الرائعة
عن الأرض الطيبة» «يقط حميد على هآرتس هطوف» الصادر عن وزارة
المعارف والمخصص للمدارس الدينية اليهودية وصدر عام ١٩٨٦م، وهو بمثابة
التوجيهات الدينية والشعر والقصة اليهودية. ويورد في الكراس الأول من الكتاب
تحت عنوان «لمن تخص وتنتمي أرض إسرائيل؟» مناظرة بين الآباء الأوائل
لليهود وبين بعض الشعوب التي حاولت احتلال أرض إسرائيل، وهذه الشعوب هم
أبناء إسماعيل «الإسماعيليون» أي العرب ومعهم الكنعانيون والمصريون،
ولكن يتصدى لهم الأجداد من اليهود ويثبتون أحقية اليهود في أرض فلسطين بناءً
على عهد ووعد من الله لبني إسرائيل.
وفي قطعة نثرية أخرى يدور حوار بين تلميذ ومعلم حول سكان الأرض
فيجيب المعلم أن السكان هم اليهود، وعندما يسأله عن الفلسطينيين يجيبه بقوله:
«لا يوجد اليوم فلسطينيون؛ كل المدن سكانها يهود، وكلهم يتكلمون العبرية» .
وعندما يتحدث عن العرب يقول: إنهم قليلون ولا يأتون إلا يوم الخميس من
أجل السوق للشراء والبيع.
ويلاحظ القارئ لقصة هدية الحياة الصغيرة تأليف رفقا النيسور صفحة ١٤ أن
الكاتب يؤكد مرة أخرى على مبدأ الاحتلال، وكتب: عادت القدس ومعها حائط
المبكى واندفاع اليهود لحائط المبكى والقدس.
ومن الكتب المنهجية الأخرى سلسلة كتب أرض الوطن وهما عبارة عن
جزئين صادرين عن مركز التلفزيون التربوي التعليمي التابع لوزارة المعارف،
ويتحدث عن فلسطين قبل مؤتمر بال وغالبية التعداد اليهودي الموجود في الأرض،
وأن عددهم يفوق عدد العرب.