قضايا دعوية
[الحاجة إلى نشأة فرع جديد في علوم الدعوة]
د. جمال أحمد بادي [*]
مقدمة:
يلاحظ الدارس للعلوم الإسلامية المختلفة مرورها بمراحل متدرجة وتطورها
وتجدد فروعها بناءاً على الحاجة الداعية لتلك المراحل والتفريعات لتخدم آفاقاً جديدة
لفن من الفنون، أو لتعالج مشكلة، أو لتستجيب لتحد من التحديات الظرفية التي
يمر بها ذلك الفن. وقد يكون الفرع الجديد في الفن قد نشأ بوصفه مرحلة طبيعية
لتطور ذلك الفن. ومهما كانت الأسباب وتعددت فإننا لا نكاد نجد فناً من الفنون إلا
وقد تطور وتفرع ليلبي احتياجاته، وكلما ازدادت العناية بالفن وعظمت مكانته
وجدنا ظاهرة التخصصات الفرعية أو تفرع جزئيات ذلك الفن واضحة وبارزة.
انظر على سبيل المثال إلى: «علوم القرآن» كيف بدأت بمجموعة محددة
ومحصورة من القضايا والجزئيات إلى أن فاقت الثمانين فرعاً من العلوم
والدراسات , والأمر نفسه والظاهرة ذاتها تتكرر في داخل فروع الفن نفسه؛ خذ
على سبيل المثال أنواع التفاسير التي تتالت وتلاحقت وتجددت ليدخل فيها: التفسير
اللغوي، والفقهي، والتفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، والتفسير الإشاري،
والتفسير التحليلي، والتفسير الموضوعي، وغيرها.
وانظر إلى علوم الحديث التي فاقت المائة تفريعاً وتجديداً لخدمة هذا العلم
الجليل، وقارنها بمبتداها تبدُ لك الحاجة إلى تجديد كل فن من الفنون لخدمته
وتطويره وتحقيق أهدافه وطموحاته، وليواكب المستجدات والتحديات، وليكون
فاعلاً مؤثراً.
ومعلوم أنه كلما ازداد التخصص الدقيق في العلم الواحد بازدياد فروعه كان
تطوره نحو الأفضل والأحسن.
وإذا ما قارنا علم الدعوة الإسلامية بغيره من العلوم نلاحظ ضعف هذه
الظاهرة: أي ظاهرة التفريع في جزئيات هذا الفن. فرغم العناية الفائقة بالدعوة
التي أولاها العلماء والمفكرون المتأخرون عنايتهم إلا أن جزئياته بقيت محدودة
ومحصورة: تاريخ الدعوة، أصول الدعوة، مناهج الدعوة، طرق الدعوة،
أساليب الدعوة، ثقافة الداعية، فقه الدعوة، فقه التغيير، عوائق الدعوة، عالمية
الدعوة، الحسبة أو الاحتساب، فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعل
آخرها فيما أعلم علم النفس الدعوي.
توطئة للفرع الجديد من علوم الدعوة:
لقد قطعت الدعوة الإسلامية مراحل مباركة من مسيرتها تراوحت بين المد
والجزر، وبين الإيجاب والسلب، وبين الإنجاز والتقصير، وبين الإفراط
والتفريط، وبين التدارك والغفلة، وبين الإعداد والتخبط وغير ذلك من الأمور.
وفي أثناء هذه المسيرة واجهت عراقيل وتحديات داخلية وخارجية ولَّدت
مواقف متباينة، ونتج عنها تطورات مختلفة على مستوى: القرارات، والمفاهيم،
وردود الأفعال، والآراء.
هذه المواقف والتطورات في حاجة إلى الرصد والدراسة والتحليل والتعليل
والتقويم والمقارنة والحكم عليها ونقدها نقداً بنَّاءاً للخروج بالدروس والعبر من جهة،
ولدراسة الآثار المستقبلية لتلك الأمور الآنفة الذكر لتفادي سلبياتها وتكميل
إيجابياتها، وللتخطيط والبرمجة لتطوير مناهج الدعوة ووسائلها وأهدافها، ولهندسة
الحلول والخيارات الممكنة لتفادي ما يجب ويمكن تفاديه من تحدياتها وإشكالياتها أو
التواؤم والتكيف - في ما لا مفر منه - مع الأوضاع الجديدة التي فرضت عليها.
الإعلان عن نشأة «علل الدعوة» فرعاً جديداً من علوم الدعوة:
يتكون لدى أصحاب السبق العلمي والتربوي والتجربة والخبرة في مجال
الدعوة ما يمكن تسميته بـ «المقاييس» و «المعايير» الخاصة، لتقويم المواقف
والأحداث والآراء بناءاً على سبقهم المذكور وبوصفه تراكماً طبعياً ينشأ عن تفاعلهم
مع الدعوة وعيشهم بها ولها فكراً وإحساساً، وعملاً وتنظيراً، واهتماماً ومتابعة،
وغيرة وحباً، وتأثراً وتأثيراً. كل ذلك مما يوجب عليهم بمقتضى: [وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ] (العصر: ٣) أن ينبهوا إلى مواطن الخلل الدعوي،
ومواضع القصور، وزوايا النقص والاضطراب، وتحديد معالم الأدواء الظاهرة
والخفية فيما لهم فيه مقدرة بشرية وفق منهج منضبط، ونية مسبقة مرتكزة في عالم
الشعور والوعي.
المقصود بالعلل بوصفه مصطلحاً:
يقصد بمصطلح العلل هنا أمران هما:
١- الإشكاليات والتحديات التي تواجهها الدعوة الإسلامية على المستوى
الذاتي الداخلي، وكذا المستوى الخارجي.
٢ - مواطن الخلل والضعف في الدعوة.
أهداف هذا الفرع الجديد من علوم الدعوة:
بتعريف «العلل» تعريفاً اصطلاحياً يتبين أهم الأهداف التي يسعى هذا الفن
لتحقيقها وأهمها:
١ - إيجاد الحلول الممكنة لأهم المشاكل والإشكاليات التي تواجهها الدعوة
الإسلامية.
٢ - رسم وتصميم الاستراتيجيات الممكنة لتجاوز العقبات والتحديات
المعاصرة التي تعترض الدعوة الإسلامية.
٣ - وضع خطط الانطلاق للدعوة الإسلامية بعد نوع من المراوحة والتحرك
البطيء، وفتح آفاق جديدة للعمل الدعوي الناضج تتواءم مع المستجدات، وتتكافأ
مع متطلبات العصر.
الملامح المنهجية العامة للفن الجديد:
يجب أن يكون هذا الفن مؤسساً - كغيره من علوم الشريعة - على نصوص
الكتاب الكريم والسنة الصحيحة الثابتة، منضبطاً بأصول الشريعة وقواعدها الغراء،
محققاً لمقاصدها النبيلة، مراعياً اللغة التي جاءت بها. وحيث إن جزءاً من هذا
الفن يتعلق بالاجتهاد فإنه يستفيد من كل الأدلة المقررة في باب الاجتهاد التي نالت
القبول من الأئمة الفحول. هذا من حيث منهج الاستدلال، أما من حيث منهج
البحث فيمكن لهذا الفن أن يفيد من: المنهج التاريخي، المنهج الاستقرائي التحليلي،
والمنهج النقدي؛ كما يمكن الإفادة من دراسة الحالة، والدراسات الميدانية،
والمسحية، والاستبيان، والملاحظة العلمية، وغير ذلك بحسب ما يقتضيه
الموضوع.
القضايا والموضوعات التي يمكن أن يتناولها
هذا الفن الجديد من علم الدعوة:
١ - التأكد من التزام التوازن في الطرح الدعوي:
أ - من حيث أسلوب الخطاب وما يستدعيه من حكمة وتقدير لمآلات الأقوال
على المدعوين، وتغليب التفاؤل والأمل وإن كثرت جراح المسلمين ومشاكلهم في
خطاب الدعاة.
ب - من حيث التوازن بين التنظير والتطبيق.
ج - من حيث «المحتوى» فلا يكون التركيز على شيء سبباً في إهمال
غيره.
د - في ردود الأفعال من الأحداث، وفي المواقف المختلفة التي تواجهها
الدعوة في مسيرتها المتتابعة.
٢ - استظهار صور التحزب الجلي والخفي، والذي قد يتولد نتيجة الرتابة
والعمل، وقد ينتج عنه الوقوع في التفرق المذموم دون شعور أو قصد.
٣ - انحراف المفاهيم بسبب ظروف الزمان والمكان، ومن المفاهيم التي
تحتاج إلى «كشاف» هذا الفن:
أ - مفهوم الجماعة، حيث اصطبغ المفهوم الشرعي للمصطلح في أحيان
كثيرة بظروف مكان ما أو بلد ما أو «جماعة ما» نظرت إليه من خلال تجربتها
ثم أعادت صياغته في قالب التجربة، ثم أرادت حمل الآخرين عليه، وقسم
«مشفق» يريد لَمَّ الشمل ويحاول إرضاء جميع الأطراف، فجاء المفهوم تركيباً
أو تلفيقاً لكل ما هو موجود. ولا يعنينا هنا الذين كتبوا ضد المفهوم سلباً إما
إرضاء لطرف ما أو جهة ما، وإما أن يكون من حاقد على الإسلام لا يريد له
قائمة، وكذا الذين تأثروا بمواقف الجماعات السلبية.
ومما يتبع له أن مفهوم الجماعة قد اتخذ مفهوماً اصطلاحياً حادثاً في زماننا
هذا؛ حيث تعيش الأمة حالة استثناء. وهنا يأتي القياس ولكن هل يتم القياس على
الأصل؟ أو على استثناء مثله؟ وفي حالة الاختلاف حول علة الاستثناء؛ ما هو
مقياس أو معيار استنباط العلة وترجيحها؟ فقد لجأت بعض مدارس الدعوة إلى
القياس على إمارة السفر مع إعطاء أمير الجماعة حقوق الخليفة، وأخرى على
جماعة الحسبة، وثالثة على العهد المكي، والبعض قال ببدعية الجماعات نتيجة
الخلط بين أفراد المفهوم، ولجأ البعض إلى قاعدة ما لا يتم الواجب إلا به! فأي هذه
الأقيسة أقرب إلى الصواب؟ هل الجماعة منهج أم قيود؟ أم تجريد وهمي وانتساب
صوري؟ هل هي تميز؟ وما حد هذا التميز؟ وهل هو مطلق ودائم؟ وما هو
الموقف من الآخرين في حال التميز؟ هل الجماعة انتساب؟ وإلى من؟ وأي
الأسماء ينتسب إليها؟ وماذا عن الظلال السلبية وما ارتبط بالأسماء من تصورات؟
وماذا عن تعدد التفسير والفهم لتلك الأسماء؟ وهل هي غاية أم وسيلة؟ وماذا عن
التحديدات والقيود التي وضعت على المفهوم: الاسم، الأمير، البيعة، التعاليم
والأصول، ونحو ذلك؟
والحقيقة التي قد لا ينتبه إليها كثير من الدعاة أن مفهوم الجماعة الضيق كان
سبباً ولا يزال في حصول الخلافات والشقاقات بينهم، بل هو من أسباب الفرقة
ومانع من الألفة وتحقق الأخوة التي يتساءل المتسائلون عن أسباب صعوبة قيامها،
وبيان ذلك: هل المقصود بالجماعة جماعة المسلمين، ومن خرج عنها فقد خلع
ربقة الإسلام من عنقه؟ (حيث هناك جماعات تدعي لنفسها ذلك) ، أم هي جماعة
من المسلمين؟
وإذا كانت جماعة من المسلمين؛ فهل هي الجماعة الأم التي ينبغي للجماعات
التي تفرعت عنها أو تأثرت بها الرجوع إليها والانضواء تحت لوائها؟ فهناك من
الجماعات من تدعي هذا الحق لنفسها.
أم هي الجماعة الأصل وغيرها طارئ وحادث مبتدع؟
أم هي الجماعة التي وحدها تتبع الحق وتحمله، والتي فهمت الدين فهما سليماً
صحيحاً وهي بذلك الفرقة الناجية وما عداها فمبتدع ضال مضل، أو زنديق يتلبس
لبوس الإسلام؟
ونلاحظ في بعض الثنائيات السابقة الربط بين الجماعة بمفهومها الشرعي،
والجماعة بمفهومها الاصطلاحي العرفي الحادث.
ومن الثنائيات المطروحة على خلاف في وجهات النظر: هل الجماعة تعاون
شرعي، أم تجمع تنظيمي حزبي؟
هل التعدد في الجماعات مأذون به وأمر صحي؟ فهناك من يرى ذلك.
أم أنه ظاهرة مَرَضية سلبية لا يرتجى منها خير؟
ب - مفهوم (الهجر والتميز) ، أو غير ذلك مما له ارتباط به كالمفاصلة عند
بعض المدارس الدعوية؛ حيث تتأثر بالمواقف وردود الأفعال والنظرة الحزبية
الضيقة.
ج - هناك مفاهيم تحتاج إلى إعادة نظر في مدلولها من حيث التعميم
والتخصيص؛ وخذ على سبيل المثال مفهوم (داعية) نفسه؛ فالاتجاهات الدعوية
المعاصرة تميل إلى حصره وتضييقه وتخصيصه بفئة محددة، ونشأ تبعاً لتضييق
المفهوم تكاثر الظباء على خراش الداعي، أو بلغة الدعوة تكاثر الأعباء الدعوية
على الداعية الذي أصبح من مهماته المسؤولية عن كل شيء! !
هل يمكن توسيع دائرة هذا المفهوم ليشمل الأمة كلها؟ كل فرد حسب موقعه،
ويتحدد دور كل من خلال تخصصه أو وظيفته؟ مع بقاء بعض المهام الخاصة التي
تكون من شأن الدعاة أصحاب العلم والخبرة والكفاءة!
٤ - «الأَسْر» بصوره المختلفة والتي تربو على عشرين، ومن أهمها:
أ - المتابع لأدبيات الدعوة من خلال «المجلات» و «الكتيبات» ،
و «الأشرطة المسموعة» بشكل ما قد ينتج عنه «خارطة ذهنية معينة»
ينظر صاحبها إلى العالم والمواقف والناس من خلالها، ويفسر الأحداث وفق
تعاريجها وتموجاتها، بل ينظر إلى المستقبل خلف ظلالها وبانعكاس
ألوانها.
ب - قد يجتهد بعض الدعاة في وضع أصول للعمل الدعوي فيتابعه عليها
غيره ممن اقتنع بها مدة من الزمن، ثم تتحول تلك الأصول الاجتهادية إلى منهج
لازم يجب على جميع الدعاة التزامه. قارن هذه المسألة باعتقاد وجوب بعض السنن
غير اللازمة عند التزامها والمداومة عليها وإظهارها مما قد يوقع صاحبها في البدعة
الإضافية.
ج - الاجتهاد في وضع البرامج العلمية والتربوية بصورة ما فتلتزم مدة
طويلة من الزمن دون مراجعة أو إعادة نظر الأمر الذي قد ينتج عنه «صورة
ذهنية معينة للموضوعات المطروحة» وقد تكون خاطئة أو تحتوي على أخطاء
لكن دون تفطن لحصول «الأَسْر» .
ولا شك أن وضع أي حدود أو تحديدات على القضايا الشرعية والتي لم تثبت
بالوحي والنص، ولم يدل عليها دليل منه فهي مردودة. وهناك أنواع أخرى كثيرة
من الأَسْر نحو: أَسْر المصطلحات، أَسْر العوائد، أَسْر المواقف، وغيرها مما لا
يتسع المقام لبسطه.
٥ - التأكد والتثبت في الانتقال من مرحلة دعوية إلى غيرها، والتبين من
عدم الاستعجال في ذلك، فهناك «السراب الدعوي» ، وهناك التقديرات الخاطئة،
وهناك مثيرات الاستعجال من «الإشارات الخادعة» ، وهناك المحفزون
المتحمسون، وسوى ذلك من المعجلات.
٦ - هل يصلح «القياس الدعوي» ؟ وإذا نجحت وسيلة ما أو تجربة دعوية
ما في بلد ما أو زمان ما فهل يمكن تعميمها والقياس عليها؟ وما هي حدود إعماله؟
ومتى وكيف؟
فهناك القائلون بالقياس على تجربة إيران، بل محاولة ذلك، وهناك المانعون
وهناك القائلون بالقياس على تجربة أفغانستان، بل حصل بالفعل، ودفع الدعاة
والمسلمون عموماً الثمن باهظاً في عدة دول مسلمة. وهناك القائلون بالقياس على
تجربة السودان على تحفُّظ فيما تلا أحداث الانشقاق الأخيرة.
٧ - فقه المحن.. والذي يصلح أن يكون فرعاً لهذا الفن الجديد.
٨ - حصر مسائل الخلاف الدعوية المهمة، ثم دراستها والبت فيها نحو:
الوسائل الدعوية بين الاجتهاد والتوقف، الاشتراك في المؤسسات السياسية
المعاصرة.
٩ - تقويم التيارات الدعوية والفكرية المعاصرة وخاصة المنحرفة منها
والجانحة، وبيان الخلل فيها، وما لها وما عليها، ودحض شبهاتها، وتفنيد
مزاعمها.
١٠ - مقاييس نقد الدعوة.
١١ - فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد، وحيث إن هذا الموضوع نال
بعض الحظ على مستوى التنظير إلا أنه لم يحظ باهتمام كاف في جانبه العملي
التطبيقي المعاصر.
١٢ - تأصيل المفاهيم الدعوية الأساسية.
١٣ - قواعد الترجيح في المسائل الخلافية الدعوية.
١٤ - علم اجتماع الدعوة الذي يصلح أن يكون فرعاً آخر من علوم الدعوة.
إرهاصات الفرع الجديد:
لقد صدرت مجموعة من الدراسات والكتيبات في مجال الدعوة في العقدين
الأخيرين قد تؤخذ على أنها إرهاصات لنشأة هذا الفن وإن غلب عليها النظرة
الأحادية في الجملة، والتعميم في الطرح، وبعضها لا يخلو من صبغة ردود الأفعال ,
من هذه الدراسات:
* بعض كتابات عادل الخنساء أو الحسون، ومن مؤلفاته: نواقض الحركية.
* مشكلات الدعوة والداعية لفتحي يكن.
* أعذار المتقاعسين للشيخ يحيى اليحيى.
* نظرات في مسيرة الحركة الإسلامية للدكتور عمر عبيد حسنة.
* عنوان مماثل للدكتور عبد الله النفيسي وآخرين.
* مشكلات وحلول في حقل الدعوة الإسلامية لعبد الحميد البلالي.
* كتابات بعض أفراد الجماعات والاتجاهات الإسلامية في بيان عيوب
مخالفيهم يمكن أن يعتبر في هذا المقام، مع الأخذ في الاعتبار أنها قد تكون ردود
أفعال لا تخلو من المبالغة والتجاوزات والتعدي بل والتطاول والبغي؛ فيستفاد منها
بحذر.
يسَّر الله بفضله ومنِّه لدعاة الإسلام أن يقطعوا خطوات إلى الأمام؛ للتقدم
بسفينة دعوتهم الماخرة الزاخرة في بحر وإن تلاطمت أمواجه وكثرت شعبه
المرجانية إلا أن ساحل الأمان قد لاحت في الأفق أنواره الباهرة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
(*) دكتوراه في أصول الدين من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.