(٢) على الرغم من الهفوات الواضحة التي وقع فيها محمد بن تومرت مؤسس دعوة الموحدين فإن كثيراً من الكتاب القدامى والمحدثين قد انطلت عليهم حقيقة دعوة الموحدين فظنوا بها خيراً، فمن المؤرخين القدامى ابن خلدون، حيث حصر هفوات ابن تومرت بزلة واحدة هي موافقته للرافضة في القول بعصمة الإمام حيث قال: " ولم يحفظ عنه فلتة في البدعة إلا ما كان من وفاقه الإمامية من الشيعة في القول بالإمام المعصوم " (ابن خلدون: العبر ١١ / ٤٧١-٤٧٢) أما من الكتاب المحدثين فمحمد سعيد العريان، ومحمد العربي العلمي محققا كتاب المعجب للمراكشي حيث ذكرا أن كثيراً من المؤرخين المشارقة قد أنكروا ما جاء به ابن تومرت ونسبوه إلى الدجل والشعوذة، كما تعقبوا دعاويه بالتفنيد والإبطال وقد عزا الكاتبان هذا الموقف من قبل هؤلاء المؤرخين المشارقة إلى سبب رئيسي هو " لأن المغرب الإسلامي لم يكن يعترف بشيء من الولاء للخليفة العباسي في بغداد، ولم يدع له يوماً على منبر من منابر المغرب لا في الأندلس ولا في الشاطئ الأفريقي فما ملك يخلعون في سبيله طاعة الخليفة ويخرجون عن الولاء له؛ ومن ثم كان رأي مؤرخيهم في شيخ الموحدين على أن الرأي مهما يختلف في شأن محمد بن تومرت فمما لاشك فيه أنه رجل من أهل الإيمان والفطنة، كان له رأي في سياسة الدولة الإسلامية يستند إلى أساس من الدين " (المراكشي: المعجب ص ٢٧٦، حاشية رقم ٢) هكذا كانت نظرة هذين الكاتبين لدعوة ابن تومرت وهي بلا شك نظرة سطحية حيث فسراها تفسيراً سياسياً مع أنها كانت تستند إلى أسس عقدية بحتة. (٣) لما تولي في دولة بني مدرار محمد بن الفتح بن مدرار أعلن في سنة ٣٤٢ هـ اعتناقه للمذهب المالكي وقد انتهت هذه الدولة في عهده سنة ٣٤٩ هـ حينما قضى عليها العبيديون. (٤) انظر في تفصيلات هذا الخلاف كلاً من: المراكشي: المعجب / ٢٤٥، ابن الأثير: الكامل ١٠ / ٥٧٨، ابن خلكان: وفيات الأعيان ٥ / ٥٣، ابن السراج: الحلل السندسية ١ / ٩٨٥. (٥) من هؤلاء المؤرخين أبو بكر الصنهاجي المعروف بالبيذق في كتابة المقتبس من كتاب الأنساب، ص ١٢، ابن القطان: نظم الجمال، ص ٣٤، الزركشي: تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ص ١٢، ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٦. (٦) ممن قال بهذا الرأي ابن أبي زرع الفاسي في كتابه الأنيس المطرب، ص ١٧٢، ابن عذارى: البيان المغرب ٤ / ٦٨، ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ٤ / ٧٠. (٧) عصر المرابطين والموحدين / ١٦٠. (٨) المراكشي: المعجب / ١٧٩، الزركشي: تاريخ الدولتين / ٤. (٩) ابن خلكان: وفيات الأعيان ٥/ ٤٦، ابن الأثير: الكامل ١٠ / ٥٧٠. (١٠) عبد الله علام: الدولة الموحدية في عهد عبد المؤمن / ٥١، سعد زغلول عبد الحميد: محمد ابن تومرت / ١٣. (١١) الزركشي: تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية / ٤. (١٢) البيذق: هو أبو بكر بن علي الصنهاجي الشهير بالبيذق (ت ق ٦) أحد تلاميذ ابن تومرت وأنصار دعوته، ألف كتاب (أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين) وهذا الكتاب مهم في تاريخ الدولة الموحدية لأن مؤلفه شاهد عيان لكل ما كتب كما أن مؤلفه كشف جوانب غامضة في شخصية ابن تومرت ودعوته. (١٣) أخبار المهدي بن تومرت / ٢٢. (١٤) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / ١٧٤. (١٥) الزركشي: تاريخ الدولتين / ٥، ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٨، ابن قنفذ: الذهبي: العبر ٤ / ٥٩. (١٦) المراكشي: العجب / ١٨٧، محمد السلماني: اللسان المعرب / ١٨٣ (مخطوط) . (١٧) ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٨، ابن قنفذ: مبادئ الدولة الحفصية / ١٠٠، سعد زغلول عبد الحميد: محمد بن تومرت / ٢١. (١٨) ابن القطان: نظم الجمان / ٤٦. (١٩) الأنيس المطرب / ١٧٧. (٢٠) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / ١٧٦، المراكشي: المعجب / ٢٥٤. (٢١) المراكشي: المعجب / ٢٥٤. (٢٢) ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٨، سعد زغلول عبد الحميد: محمد بن تومرت / ٢٧. (٢٣) نظم الجمان / ٧٥. (٢٤) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / ١٧٦، ابن قنفذ: الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية /١٠٠. (٢٥) العبر ٦/ ٢٢٨. (٢٦) المراكشي: المعجب / ٢٥٤، ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / ١٧٦. (٢٧) ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٨، الزركشي: تاريخ الدولتين / ٦. (٢٨) نظم الجمان / ٧٥. (٢٩) ابن القطان: نظم الجمان / ٧٥، ابن خلدون: العبر ٦ / ٢٢٨. (٣٠) المصدرين السابقين. (*) يلاحظ هنا أن ابن تومرت قد حرف الأحاديث الواردة في الغربة فأضاف إلى نصوصها ما يرى أنه يخدم فكرته وسنعالج هذا الخطأ في آخر هذا البحث إن شاء الله. (٣١) المعجب / ٢٧٦-٢٧٧. (٣٢) المصدر السابق / ٢٧٧-٢٧٨. (٣٣) البيذق: أخبار المهدي ابن تومرت / ٤١، ابن قنفذ: الوافي بالوفيات / ٢٧٣.