نص شعري
[المسجد الأقصى]
شعر: جعفر محمود عكاشة
قَدْ كُنتُ أَشْربُ حَسْرتي ... مِنْ بَعد أَخْبارِ المَساءْ
وأسُوقُ أَحْلامي إلى ... رَتْلِ النّفايةِ والفَناءْ
هِيَ عادَتي في كُلِّ يَومٍ ... أَمْتَطي خَيْلَ الفَضاءْ
هَلْ يكْنُسُ الشّرفاءُ بعدَ ... اليَومِ أَذْيال الرّياءْ؟
وَهَلِ القَضيّةُ أَنْ نكونَ ... وبعدَها تَقَعُ السّماءْ؟
وَهَلِ الدّيانَةُ أَصْبَحتْ ... سِرّاً يُمارَسُ في الخَفاءْ
وَهَوَيْتُ مِنْ بُرْجٍ لِهامانٍ ... على صَوْتِ النّداءْ
أَبَتاهُ ما اسْمُ القِبْلةِ ... الأُولى ومَنْ سَكَنَ الفَضاءْ
فَنَظرْتُ صَوْبَ صَغيرتي ... والدّمْعُ حَرّق في الرِّداءْ
ماذا لَعلّي أنْ أُجيبَ ... وقَدْ تَلَجّمني الحَياءْ؟
سَرْجُ الجَبانِ سَلامَةٌ ... وسلاحُهُ فيها الرّخاءْ
لكنْ سَأوجِزُ قصّةَ ... الوَطنِ الذّبيحِ بِلا افْتراءْ
فَلَرُبّ مُنْتَصِبٍ يُعالجُ ... ما بِجَنْبيّ اكْتِواءْ
فالقِبْلَةُ الأُولى مَحَطّةُ ... ... مَهْبِطٍ للأَنْبياءْ
أمّا الفَضاءُ مُبارَكٌ ... والله يَفْعلُ ما يَشاءْ
والمْسجدُ الأَقْصى عَروسٌ ... غالَها مَهْرُ الإباءْ
والله أوْرثَهُ النَبيّ ... مُحمّداً حامي اللِواءْ
مُذْ عَهْدِ فاروقِ الصّحابَةِ ... كانَ يَمْنَعُهُ الفِداءْ
واليومَ يَرْزَحُ تحْتَ نَيْرِ ... الهَدْمِ طُوبى للبِناءْ
والعُهْدَةُ العُمريّةُ المُثْلى ... ... تُطالِبُ بالجَلاءْ
كُلّ الذين تهوّدُوا ... وبِنابِهمْ حُفِرَ البَلاءْ
جَعَلُوا مِنَ النّفَق ... المُريبِ شَرارَةً للإنْتهاءْ
ولَسَوْفَ يَعْلَمُ جَمْعُهم ... أَنّا صَناديدُ اللِقاءْ
لله دَرّ حجارَةٍ قَلَعتْ ... معَ القَيْدِ الغُثاءْ
تُلْقي بِأَيْدٍ بَرّةٍ تَهَبُ ... المنيّةَ دُونَ داءْ
والله أكْبرُ عنْدَما أَنْ ... يُخْلِصَ العَربُ الوَلاءْ
بِيَدٍ مُوحّدَةٍ وأَذِّنْ ... أَنّ نَصْرَ الله جَاءْ
ماذا دَهاكِ بُنَيّتي؟ ... هَتَفَتْ تَرانيمُ الحِداءْ
إنّ القّضيّةَ أَنْ نكونَ ... وبَعدَها تَقَعُ السّماءْ