قراءة في كتاب
الإسلام وخرافة المواجهة
الدين والسياسة في الشرق الأوسط
المؤلف: فريد هاليداي [*]
تلخيص: خليفة البلة إسماعيل
الاستشراق ونقاده:
تحدَّث كثير من الكتاب والباحثين الغربيين عن العالم الإسلامي ديناً وشعوباً
وفكراً من منطلقات مختلفة، ومن هذه الدراسات الأخيرة هذا الكتاب لمؤلفه:
(فريد هاليداي) الذي تطرق في فصله الأول إلى: الشرق الأوسط والسياسة الدولية
بعد الحرب العالمية الثانية، فأكد على أنه أكثر المناطق اضطراباً في العالم الثالث،
ودلل على ذلك بالأزمات التي حدثت بعد تلك الحرب حتى الآن، كما أكد على
خصوصيته، وذلك باعتباره منطقة يسودها الإسلام، وأن الطريقة الوحيدة لفهم
مجتمعاته هي تحليل الإسلام ومعرفته. وأكد على أن الديمقراطية بكل أشكالها ليست
ممكنة في بلدانه. واقترح حلاً لهذه المشكلة من خلال حجتين هما:
١ - أن المقولات المستخدمة لوصف هذه المجتمعات يجب أن تكون نوعية
منبثقة من هذه المنطقة.
٢ - لا يمكن فهم خصوصيات الشرق الأوسط المعاصر إلا على ضوء
التكوين التاريخي لمجتمعات المنطقة وسياساتها.
وتطرق للمحددات الخارجية والداخلية للنزاعات في الشرق الأوسط، فعزى
أسباب اندلاعها في رأيه إلى الإسلام و (النفوذ السوفييتي السابق) والإمبريالية،
أي أن أسباب النزاعات ترجع إلى عوامل داخلية وخارجية. وعادة ما يستبعد
العوامل الخارجية باعتبارها أسباباً رئيسة لاندلاع النزاعات في الشرق الأوسط. ثم
تطرق إلى التكوين التاريخي للشرق الأوسط من حيث عدد دوله وسكانه وموقعه
المتاخم لأوروبا، وهو ما جسد العداء بينهما منذ القدم؛ حيث اتخذ أشكالاً عدة:
عسكرية واقتصادية، وأيديولوجية، واستراتيجية. وفي هذا الإطار تحدث عن
الهجمة الاستعمارية على دول المنطقة وتقسيمها مستعمرات للدول الأوروبية؛ حيث
كانت الأهمية الاستراتيجية تلعب دوراً كبيراً في البداية ثم الأهمية الاقتصادية لدول
المنطقة، هذا الجو أدى إلى مقاومة شعوب المنطقة للاستعمار، وبخاصة بعد
الاستيطان اليهودي في فلسطين. وبدأت شعوب المنطقة تصارع المستعمر حتى
نالت استقلالها واحدة تلو الأخرى، ولكن مع ذلك ظل الصراع بعد الاستقلال،
وهو ما يمكن القول معه: إن الشرق الأوسط قد خضع لسيطرة الغرب الرأسمالي
المباشر وغير المباشر مما ولد سمات الكراهية للغرب. كما أكد على تشابه التكوين
التاريخي للمنطقة في فترة ما قبل الاستقلال وبعدها من حيث الهياكل السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والمشكلات التي تواجه دوله.
أما في الفصل الثاني: فقد تحدث عن الثورة الإيرانية من منظور مقارن،
وذلك لاختبار الحجة التي صاغها في الفصل الأول والتي تقول: إن تطور سياسات
المنطقة لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى الإسلام. ولاختبار ذلك أكد على إنجازات
تلك الثورة باسم الدين، إلا أنه قال برجعيتها لأنها ترفض الحداثة، أي أنها ترفض
حسبما ذكر التاريخ والتقدم وتحسين الظروف المادية والسيادة الديمقراطية. وأكد
على أنها أول ثورة معاصرة ذات اتجاه ديني. ثم تطرَّق إلى مسارها من المعارضة
حتى الاستيلاء على السلطة من الشاه، وإعلان إيران جمهورية إسلامية. وقد
عزى أسباب قيام الثورة إلى خمسة أسباب هي:
١ - تنمية اقتصادية سريعة وغير متوازنة.
٢ - ضعف الحكومة الشاهنشاهية السياسي.
٣ - الائتلاف الواسع لقوى المعارضة.
٤ - دور الدين الإسلامي التعبوي.
٥ - السياق الدولي المتناقض.
وبذلك يؤكد على أن الثورة لم تكن دينية لأن العوامل التي مكنت علماء الدين
من تحدي الشاه كانت كما ذكر عوامل علمانية، كما أكد كذلك على أن الثورة كان
لها أثر واضح في تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران، وأدت إلى الحرب مع
العراق. وأشار إلى أن الأبعاد الاقتصادية والسياسية والدولية شكلت قيوداً على
إقامة جمهورية إسلامية. وأكد على أن الثورة على الرغم من أنها كانت تنكر
وترفض الاعتبارات الاجتماعية المادية إلا أنها انهارت بسببها.
أما في الفصل الثالث: فقد تطرق إلى حرب الخليج الثانية؛ حيث اعتبرها
من أهم الأزمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أنه لم يكن للإسلام
دور كبير في أصول النزاع أو مساره أو حصيلته. ثم قدم استعراضاً تاريخياً
لسيناريو الحرب حتى تحرير الكويت بواسطة القوات الدولية، مشيراً إلى أهداف
الحرب، ومستبعداً صلة الحرب بالنظام العالمي الجديد وهو ما يعني اتفاق
المعسكرين على حل المنازعات الدولية التي كانت تشكل مثار خلاف بينهما. ولكنه
أكد على أن هذا المعنى لا يتسق مع خصائص النظام العالمي الجديد الذي سقط أحد
أقطابه الاتحاد السوفييتي ونفى الحكم العام الذي يؤكد على هيمنة الولايات المتحدة
على النظام العالمي الجديد، ودلل على ذلك برفض الرأي العام الأمريكي
والكونجرس للدور الأمريكي في الحرب. إلا أنه قد أشار إلى استخلاص عام طُرح
من بعض الكتاب تمثل في أن الحرب هي بداية نزاع عالمي جديد ومتجدد بين
الإسلام والغرب، ولكنه نفى ذلك الطرح. وأشار إلى أن الحرب ليست جديدة في
موضوعها، ولكنها جديدة فيما خلفته من ائتلاف بين دول عربية وأوروبية
وأمريكية في الحرب. ولكن هذه الحرب لم تحقق أهدافها؛ حيث لم يسقط صدام،
كما أنها لم تؤثر على مسار المفاوضات بين الفلسطينيين و «إسرائيل» بسبب
موقفهم مع صدام. وتطرق إلى تحليل الحرب وتقييمها؛ وذلك من خلال أربع
قضايا رئيسة وهي:
١ - أسباب التدخل العراقي.
٢ - قضية البدائل الدبلوماسية للحرب في فترة الشهور الخمسة الفاصلة.
٣ - طبيعة الحرب التي نشبت.
٤ - سياسة الحلفاء تجاه العراق بعد الحرب.
وقد أكد على أهم سمة لهذه الحرب تمثلت في شكل التدخل العسكري
والسياسي الذي فرض على العراق في أعقابها. وتطرق إلى قضايا في تحليل
العلاقات الدولية، فتحدث عن القضايا التحليلية والقضايا المعيارية أو الأخلاقية التي
تطرحها الحرب، وبيَّن أن الآراء اختلفت في هذه القضايا؛ حيث جاءت متمشية
مع المواقف الأخلاقية.
أما في الفصل الرابع: فقد تساءل: هل ثمة خطر للإسلام أم خطر على
الإسلام؟
وللإجابة على هذا السؤال حاول شرح النزاع بين العالم الإسلامي والعالم
الأوروبي النصراني؛ حيث يرى بعض الساسة الأوروبيين أن الإسلام يشكل خطراً
عليهم، ويرى بعض الإسلاميين أن الغرب يشكل خطراً على الإسلام منذ القدم،
كما أن انتهاء الحرب الباردة يستدعي النزاع بين الغرب والإسلام، وبرهنوا على
ذلك بحرب الخليج الأخيرة، وأكد على أن كون الإسلام يشكل خطراً على الغرب
فهذه خرافة؛ لأنه ليس في مقدوره ذلك لعدم توحده، كما أنه ترتبط بعض أجزائه
بمصالح بالغرب، لذلك كثيراً ما حاربت دوله بعضها بعضاً. ونفى أن يكون
الإسلام هو العدو للغرب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ولكنه مع ذلك أكد بأن
الغرب يمثل قوة توسعية تسعى للسيطرة على الآخرين وإجبارهم على اتباع
الديمقراطية الغربية، وذلك في نظرنا حتى تتحقق لهم مطالبهم التي يريدونها،
وأشار إلى أن الإسلام لا ينشأ عنه مجموعة واحدة من المبادئ السياسية أو
الاجتماعية وبخاصة في قضيتين رئيستين للجدال المعاصر هما:
١ - قضية الهوية والعرقية.
٢ - قضية الديمقراطية.
وقد أكد على أن عملية فصل الدين عن الدولة قد رفضها الإسلام بجميع
مذاهبه وأشكاله. وتطرق كذلك إلى الجاليات الإسلامية في العالم الغربي، وذكَّر
بأنها على الرغم من اختلافها في الأصل وبلد الإقامة إلا أنها تجمعها خصائص
مشتركة، وأشار إلى أن دراسة هذه الجاليات يجب أن لا تقوم على سوسيولوجيا
الدين وحدها، وإنما يجب أن تتضمن سوسيولوجيا التفاعل بين الدين والقوى
العرقية والثقافية والسياسية الأخرى. وتطرق إلى النزاع الذي تم حول كتاب
(آيات شيطانية) للكاتب البريطاني سلمان رشدي، والذي أثار غضب المسلمين في
بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم. وقد أكد على أن المشكلات بين الإسلام والغرب
على الرغم من إرجاعها إلى الدين إلا أنها ستستمر بدونه، ولكنها تجد تعبيراً أقوى
بالدين. ويرى أن الحل الوحيد هو تنافس العالم الإسلامي والعالم الغربي في المجال
الاقتصادي والعسكري الذي يشكل بصورة متزايدة أساس النزاع الدولي في أواخر
القرن العشرين، وبالإضافة إلى ذلك دعا أوروبا الغربية أن تضع سياسة متوازنة
ذات جانبين إزاء القضايا التي يلخصها تعبير الإسلام وهما:
١ - ينبغي أن يكون هناك وعي أكبر وعداء أكبر للعنصرية والتحيزات
العرقية والدينية العامة الموجهة ضد المهاجرين المسلمين في المجتمعات الأوروبية،
وتجاه البلدان الإسلامية في الخارج.
٢ - أن يرسم الغرب سياسة طويلة الأجل للتفاعل مع هذه البلدان ترمي إلى
مساعدتها في طريق التنمية.
أما في الفصل الخامس: فقد تطرق الكاتب إلى موضوع حقوق الإنسان
والشرق الأوسط؛ حيث أشار إلى أن الإسلام يتناول الحياة ومشكلاتها بصورة كلية.
واحتلت البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط في الجدال الدولي حول حقوق
الإنسان مكاناً عاماً وخاصاً؛ فهي من ناحية تعتنق أفكاراً تتقاسمها مع بلدان العالم
الأخرى، ومن ناحية خاصة حددت موقفاً من حقوق الإنسان مستمداً من الطابع
الديني الخاص لمجتمعاتها ومعتقداتها. وقد أورد الكاتب أنواعاً من التفسيرات
للعلاقة الصحيحة بين الإسلام بوصفه ديناً وقضية حقوق الإنسان، وحدد أربع
استجابات أو مواضيع متميزة من داخل (الخطاب الإسلامي) ، ونهجاً آخر خامساً
يمثل (الخطاب السياسي) وهي:
١ - الاستيعاب: والذي يعني إنكار النزاع الجوهري بين الإسلام والمفهوم
الدولي عن حقوق الإنسان. فالإسلام والقانون الإسلامي مستوفيان للمعايير الدولية،
بل إن القوانين الدولية جزء ضئيل من الإسلام.
٢ - التملك: ويقصد به أن الدول الإسلامية تحترم حقوق الإنسان وتطبقها
بدرجة أكبر من المجتمعات الأخرى.
٣ - الخصوصية: وتتمثل في النوعية الثقافية والتاريخية لهذه المجتمعات؛
فإن الدول الإسلامية لا تنكر حقاً مَّا إلا أنها تقول: إن هذا غير ملائم عندنا.
٤ - المواجهة: وقد حدثت مع الغرب وذلك برفض الإسلاميين مفاهيم
القانون العلماني الذي أرسته الدول الاستعمارية. وأكدوا على أن الشريعة هي
أساس كل تشريع في العالم المعاصر.
٥ - عدم التوافق بين التقاليد والقوانين الإسلامية مع القوانين المعترف بها
دولياً. وأشار إلى أن الحقوق لا يمكن أن تُرسى إلا في سياق يُستبعَد فيه الدين من
الحياة العامة.
ويؤكد الكاتب على أن الأساس الوحيد لمفهوم حقوق الإنسان هو الاستنباط
العلماني من القانون الطبيعي الذي يرتكز عليه (الخطاب الفرانكو أمريكي) في
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تبعه من صكوك. ويرى أن أي محاولة لتطوير
حقوق الإنسان في العالم الإسلامي محكوم عليها بالإخفاق، لذلك يقول: الرد الوحيد
على ذلك هو الانتظار لسنوات طويلة لكي تتحول المجتمعات المسلمة إلى العلمانية.
وعلى هذا الأساس يرى أن المدونات الدولية لحقوق الإنسان تعتبر كلية، أما
القوانين الإسلامية فما هي إلا جزء منها أي أنها نسبية، ولكن العكس صحيح. أما
العالم الإسلامي فإنه يرى أن هذه الدول على الرغم من أنها صاغت حقوق الإنسان
وحاولت إملاءها على الآخرين إلا أنها كثيراً ما انتهكتها هي نفسها، وذلك من
خلال تعاملها مع القضايا الدولية بمعايير مزدوجة، وبمعنى أدق: أن العالم
الإسلامي يرى أن الغرب يستغل عملية حقوق الإنسان لأغراض سياسية. وفي
ختام هذا الموضوع أكد الكاتب على أنه لا يمكن الوصول إلى صيغة دولية تلتزم بها
الدول الإسلامية بالنسبة لحقوق الإنسان، ولكن رغم التشاؤم فإنه دعا إلى التعامل
مع بعض الذين يقبلون الاتفاقات والممارسات الدولية عن حقوق الإنسان في العالم
المسلم؛ لأن ذلك سوف يعزز العلمانية، ولأنه يرى أن الإسلام لا يوفر في زعمه
قدراً كافياً لحقوق الإنسان.
أما في الفصل السادس: فقد تطرق إلى العداء للمسلمين والسياسة المعاصرة؛
حيث أكد على أن الغرب يرى أن الإسلام يشكل خطراً على المجتمع الأوروبي،
وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وانعكس ذلك على المسلمين الذين يعيشون
في المجتمعات الأوروبية. ومسألة العداء للمسلمين قديمة وتعود إلى القرن السابع،
ولكن لماذا ظهرت في الوقت الحاضر؟
فقد أشار في هذا الإطار إلى الاعتقاد الشائع بين المسلمين الذي يرى أن العداء
سمة قديمة ومستمرة. ويرى آخرون أن العالم الإسلامي هو العدواني، ومن ثَمَّ
يستحق ما أنتجه من معارضة. ولكنه أكد على نقطة مهمة وهي أن الدول الإسلامية
لم تمثل تهديداً استراتيجياً للغرب منذ القرن السابع عشر، ويرى أن القضايا الكامنة
خلف الاضطراب الحالي هي قضايا التنمية والتغيير السياسي. وقد عدد الكاتب
بعض الدول المعادية للإسلام قديماً وحديثاً، فذكر صربيا واليونان وبلغاريا
والهند وأوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، حيث ارتبط العداء بزعمه
بقضايا أخرى: كالإرهاب، وقهر المرأة، والعرقية واللون، والنزاعات بين
الطوائف، والفساد الإداري والنزاع بين الدول وغيرها. ويتوقف إلى حدٍ كبير
على تقدم هذه العمليات والنزاعات الأخرى.
أما في الفصل السابع: وهو الخاتمة: فتحدث عن الاستشراق ونقاده؛ حيث
اعتبره من أكثر القضايا إثارة للجدال في تحليل الشرق الأوسط المعاصر، إلا أنه
تحول إلى الجدال حول الإسلام، وخاصة في فترة الستينيات؛ حيث ظهرت كتابات
انتقدت الأفكار الأوروبية عن الشرق الأوسط من مفكرين يساريين أو ممن ينتمون
إلى الشرق الأوسط أمثال: مكسيم ردونسون، وإدوار سعيد الذي أصدر كتاباً عن
الاستشراق عام ١٩٧٨م قدم فيه نقداً شاملاً للكتابات الغربية عن الشرق الأوسط يمتد
من القرن الثامن عشر حتى الوقت الحالي، ويشمل جميع نواحي الحياة، وقد انتقد
سعيد كتابات ميشيل فوكو الذي أنكر ثقافة الشعوب الخاضعة وتاريخها، وتجاهل
عملية المقاومة التي قدمتها، ومن ثَمَّ يدعو مشروعه للسيطرة أو الإمبريالية. ومن
الكتَّاب الذين كتبوا عن المنطقة برنارد لويس الذي دعا إلى نهج يندرج في فئة
الاستشراق. وقد وجد كل من سعيد ولويس مناصرين لأفكارهما. وأشار المؤلف
أن هناك قضايا عامة تحثُّ الباحثين في الغرب على الكتابة عن الشرق الأوسط
وهي: (اللغة الدين الإسلامي التغير التاريخي على التوالي. أي: استحالة التغير
في اتجاه ليبرالي وعلماني بالنسبة للمنطقة) . وقام بنقد كتاب إدوار سعيد عن
(الاستشراق) ؛ حيث أكد أن هناك عدداً من المسائل عجز سعيد عن حلها، ولذلك
عدَّد أربع مسائل تسمح بوجه خاص بالاختلاف وهي:
١ - الاختلاف حول تعبير الاستشراق نفسه.
٢ - غموض مقولة الشرق.
٣ - الاختلاف فيما يطرحه سعيد من افتراض منهجي عن العلاقة بين منشأ
الأفكار وصحتها، فهو يوحي بأنها أُنتِجَتْ في سياق من السيطرة الغربية ولخدمتها.
٤ - أن سعيداً لم يحلل أفكار الشرق الأوسط ذاته وأيديولوجياته.
وقد أنهى الكاتب كتابه بنداء قال فيه: دعونا لنمضي إلى أبعد من هذا الجدال
المستقطب دون ضرورة والفقير منهجياً في بعض النواحي، ولنواصل مهمة دراسة
المجتمعات من خلال شعار يمكن السعي وراءه وهو قوله تعالى: [وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا] (الحجرات: ١٣) .
(*) ترجمة الأستاذ: محمد مستجير، دار النشر، مكتبة مدبولي، مصر، الطبعة الأولى، ١٩٩٧م، عدد صفحات الكتاب، ٢٦٠ صفحة.