ركن الأسرة
[رسالة إلى الأخت المسلمة]
أشرف شعبان
إليك يا أختى المسلمة أخط بضع كلمات هي إلى العظة والتذكير أقرب منها
إلى النصح فإن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فاعلمي أنك
على ثغر من ثغور الإسلام ألا وهو الأسرة المسلمة وتربية أطفالها فلا يصح أن
يُؤتَى من قِبلك، فارتداؤك الحجاب الإسلامي الفضفاض وغير الشفاف وما يتبعه من
خمار لا يعني نهاية الطريق بل هو بدايته، به تعلنين أمام الملأ انضمامك للصف
الإسلامي وتمسكك بتعاليم الإسلام وأوامره ونواهيه والتزامك به في سلوكياتك
وتصرفاتك أمام أهلك وأمام المجتمع.
ولتعلمي يا أختي أن المحن والابتلاءات ستدور عليك وحولك: ستخيَّرين بين
من يقدم لك متاع الدنيا وبين من لا يملك سوى دينه يريدك زوجة له، فتذكري
حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه» ولك في نساء الصحابة أسوة حسنة حين أتم رسول الله زواج إحداهن
بمهر وقدره خاتم من حديد أو بما حفظ من آيات القرآن الكريم.
وتُمتحنين في أقرب الناس إليك: زوجك أو ابنك، فقد يجبر أحدهما أو
كلاهما على الرحيل من بلده فراراً بدينه أو للجهاد في سبيله هنا وهناك، فلا
تحزني فالدنيا مهما طالت أيامها معدودة وقصيرة وستلتقين بهما لتنضموا سوياً إما
بالنصر أو النعيم في الجنة وهذا هو الإسلام وذروة سنامه، ستتذوقين شظف العيش
ويخلو بيتك من الملذات فتذكري أن بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان
يمضي عليه ثلاثة شهور دون أن تشعل فيه نار، فلا تترددي أو تضعفي يا أختي
أمام المحن والابتلاءات فكلما ازداد إيمان الفرد اشتد بلاؤه، وتذكري حديث رسول
الله «إن أشد الناس ابتلاءً هم الأنبياء ثم الصالحون» وكل ابتلاء يثاب عليه
المؤمن في جسده أو ماله أو ولده ليخرجه من الدنيا كما ولدته أمه بلا ذنوب واعلمي
أن حياتك الدنيا ما هي إلا دار ابتلاء وامتحان، فمن صبر وشكر فهو مع الذين أنعم
الله عليهم من الصديقين والشهداء في جنة الخلد عند مليك مقتدر. جعلنا الله وإياك
من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.