(٢) يقول الأديب الإسلامي د نجيب الكيلاني، وهو يتحدث عن استقبال المحافل الأدبية، وبأنه شابه الكثير من الحذر لأنهم كانوا يعرفون هويتهم العقائدية، وأنه لم يكن كافياً أن ينظر إليه كمجرد أديب كعشرات الأدباء الذين تحفل بهم الساحة الأدبية ثم قال إن الناقد المعروف والمشهور آنذاك: أحمد عباس صالح، وهو معروف بميوله الماركسية عندما سأله الصديق - هارفي - لماذا لا تتناول كتابات نجيب الكيلاني بالنقد؟ رد ببساطة: (لأنه إسلامستان) ؟ ! ثم علق د الكيلاني قائلا: نفس الموقف الذي وقوه مع المرحوم الأستاذ على أحمد باكثير! ! (ج ٤ صلتي مع الأدب الإسلامي، للكيلاني) . (٣) مع الأسف لا أتذكر سنة الطبع، أو دار النشر التي أصدرته، لعدم توفر الكتاب لدي حال كتابة هذا المقال، ولكني ما زلت أتذكر أنني وبعض الزملاء في أواخر السبعينات كنا قد أجرينا مقارنة بين كتاب الأستاذ سيد قطب وكتاب الدكتور، فهالنا الجرأة التي يتمتع بها، والتطابق الكبير بين الكتابين ولكننا عندما سمعنا من الدكتور بعد ذلك ما يقوله عن الصحابة الكرام عامة والخليفة الراشد الثالث عثمان خاصة زال استغرابنا حيث زعم - وهو يدرسنا - مادة الأدب في العصر الإسلامي: (أن الصحابة رضي الله عنهم المهاجرين والأنصار الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يتصارعون على السلطة كما يتصارع عليها أي حزبين في الوقت الحاضر (ولا شك أن هذا تكرار لعبارات المستشرقين، ومخالف لمنطق الأحداث. (٤) كتب الدكتور أخيراً مقالاً طويلاً بعنوان: (جدلية الفكر والفن في الشعر العربي الحديث) خلاصته أن شعرنا العربي الحديث، ما هو إلا شعر، أمل دنقل، ونزار قباني، ومحمود درويش، وأدونيس، الذي قال عنه: (بأنه يحسن الظن بعلمه وفنه) وغيرهم من شعراء الحداثة، والخلاعة والمجون، واليسار، على اعتبار أنهم في نظره، (هم الشعراء الذين يعيشون هموم بيئتهم، ويعالجون قضايا وطنهم ومجتمعهم، وأنهم الشعراء المسئولون والمشغولون بالفكر الإنساني - يقصد الأممي - وأنهم الذين يرون في الشعر أداة نضال! ! في (معارك) (البناء، والحرية، والتقدم) ، انظر مجلة الفيصل عدد سبتمبر ١٩٨٨ ونحن لم نشر إلى ما في بحثه من مغالطات وأخطاء واستعراض يعوزه التحقيق العلمي والمنهجي التي طالما سئمنا سماعها منهم فذلك ما قد نتعرض له، يوماً ما ولكنا نشير إلى أن الدكتور قد مارس عملية التعتيم ضد الشعراء الإسلاميين المعاصرين بشكل مفضوح لا حياء فيه! ومع ذلك فلو أن الأمر وقف عند هذا الحد لقلنا: ناقد يساري حاقد لا يسعه الخروج على التعليمات! ! لكنه زعم أن غير الحداثيين ما هم (إلا متسكعون يرفضون وظيفة الشعر الإنسانية، متخاذلون يخشون مواجهة الواقع) ، فهل يصدق كلام الدكتور على الشعراء الإسلاميين أمثال: يوسف العظم، والأميري، والأعظمي وغيرهم. (٥) ذكر الأستاذ محمود شاكر في مقدمة كتابه (المتنبي) أنه تخرج من القسم العلمي الثانوي، وأن الدكتور طه هو الذي أقنعه على دراسة الأدب. (٦) انظر القصة بكاملها، في مقدسة كتاب الأستاذ شاكر (المتنبي) تحت عنوان: قصة هذا الكتاب وفي الشعر الجاهلي، لمحة من فساد حياتنا الأدبية، طبعة مطبعة المدني، عام١٩٧٣ م. (٧) وكذلك انظر قصته في كتاب (المتنبي) وأصله البحث الذي نشرته (المقتطف) سنة ١٩٣٦م. (٨) كان ذلك في أواخر عام١٩٦٤ م وقد استقال غير الزبيري من الوزارة احتجاجاً على النهج الذي كان يسبر عليه القادة العسكريون حينها، انظر كتاب (التاريخ العام لليمن) ، ٥ /٢٣٤-٢٣٥، للأستاذ محمد يحيى الحداد، الطبعة الأولى عام١٩٨٦ م، منشورات دار المدينة. (٩) وهو الأمر الذي كان يشغل الزبيري رحمه الله، لأنه كان يرى أن الشباب الواعي والمتعلم هم مفتاح التغيير في اليمن، لذلك كان لا يتولى إلا وزارة التربية والتعليم في كل الحكومات التي شارك فيها. (١٠) هو الأستاذ الشاعر والأديب أحمد محمد الشامي، انظر كتابه (من الأدب اليمني) ص ١٠٦. (١١) انظر القصيدة كاملة في كتاب: الزبيرى شاعر اليمن الثائر، ص١٠٤. (١٢) فعلوا ذلك معه بعد أن عانى طوال حياته من الإهمال والنسيان المتعمد، فلما رأوا إقبال جيل الصحوة الإسلامية على كتبه ومؤلفاته عمدوا إلى الأسلوب الآخر وهو تفسير أدبه من وجهة نظرهم!!. (١٣) -انظر ترجمته كاملة في الجزء الأول من كتاب، سلسلة شعراء الدعوة الإسلامية) للجدع، وجرار، طبعة ونشر مؤسسة الرسالة، عام١٩٧٨م حيث جعله على راس قائمة شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث. (١٤) وأظن أنه وضح أن عملهم هذا ما هو إلا تنفيذ وترجمة لتلك التعليمات التي يتلقونها من دوائر الاستعمار والتي أشرنا إليها فيما سبق! .