كلمة صغيرة
[نظرة في دمعة]
إن من دواعي سرور القائمين على البيان تفاعل قراؤها مع ما ينشر فيها
وتواصلهم مع مجلتهم، أيا كان هذا التفاعل والتواصل، بالإعجاب والتعضيد أم
بالنقض والتوجيه؛ فالكلمة الباردة وحدهها هي التي لا تلقى تفاعلا من قرائها،
وتمر على بصره ولا تحرك بصيرته.
ومن هذا التفاعل ما وصلنا من ردود أفعال حول ملف القبور والأضرحة الذي
نشر على صفحات العددين (١٣١، ١٣٢) ، ثم نشر موسعا لاحقا في كتاب من
إصدارات المنتدى الإسلامي بعنوان: (دمعة على التوحيد) ، وقد لاقى الكتاب
بحمد الله استحسانا وقبولا من كثير من القراء، كما استقبله بعضهم بشيء من
الفضول وأحيانا التوجس ليس اعتراضا على ما فيه وتفنيدا لما احتواه، لكن
لاعتبارات أخرى تتعلق بطبيعة الموضوع محل النقاش، وإلى هؤلاء الأخوة
العاتبين نقول بعد شكرهم على إيجابيتهم وتفاعلهم:
إن موضوع الكتاب لا يمس مشكلة تاريخية مضت وانقضت، بل ما زال لها
امتدادها وانتشارها في العالم الإسلامي، وكونهم لا يعايشون هذه المشكلة في واقعهم
فإن هذا لا ينفي وجودها المستفحل في أماكن عديدة على امتداد العالم الإسلامي.
إن موضوع الكتاب يعالج مسألة تمس أصل الدين الذي ينجو به المسلم، ولا
يستوي ذلك بالطبع مع مناقشة مسألة فرعية أو فضيلة من فضائل الأعمال، ونظن
أن المسلمين لا يختلفون على أن تحقيق التوحيد والبرءة من الشرك لا ينبغي تأجيله
أو التغاضي عنه.
والكتاب رغم كونه يركز على التعرض لقسم من أقسام التوحيد وما يضاده،
إلا أنه لم يغفل الإشارة إلى الأقسام الأخرى والتنبيه على الارتباط بين أقسام التوحيد
كله، كما أنه لا مانع من وجود نوع من التخصص العلمي والدعوي في تناول
بعض القضايا ضمن نظرة شاملة متكاملة.
صحيح أن كثير من العلماء تناول هذا الموضوع قديما وحديثا، ولكن هذا لا
يمنع تناوله مجددا، ولو لم تجد هيئة التحرير أن في الملف ثم الكتاب جديدا تقدمه
للقارئ لما أقدمت على نشره.
وأخيرا فإننا في حاجة إلى العمل المتكامل والجهود المتضافرة؛ حتى تكون
نهضتنا منقوصة أو مبتورة، وهذا ما تحاول البيان العمل على تحقيقه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى