للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اضطرابات تركستان الصينية]

أخبر قادمون إلى بكين من أورومكي - عاصمة تركستان الشرقية - عن

حدوث اضطرابات قرب مدينة كشغر في أوائل شهر نيسان (إبريل) ، وأن قوات

الأمن الصينية قامت بقمع المتظاهرين بعد أن قتلت ما لا يقل عن (٦٥) مسلماً

تركستانياً، ومنعت المراسلين الصحفيين من دخول المنطقة، ولم يصدر عن أي

مسؤول صيني أي تعليق عن الأحداث. ومن المحتمل أن تكون الأحداث قد امتدت

الى مناطق أخرى من تركستان. وكانت هذه الاضطرابات قد بدأت عندما منعت

السلطات الصينية الأهالي من بناء مسجد جديد ومدرسة دينية في المنطقة. وتعكس

الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع الأحداث حساسيتها من الخطورة التي

تنطوي عليها، لاسيما وأن المنطقة تمثل حقلاً لبرنامج التجارب النووية، ومركزاً

هاماً لمحطات التنصت الأمريكية الموجهة نحو الاتحاد السوفييتي، كما أن قربها

الجغرافي من جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة يجعلها غير مستقرة، وكان رئيس

الوزراء الصيني قد دعا في شهر شباط (فبراير) الماضي إلى الاحتراس والحذر من

تلك الحفنة من الانفصاليين، وقال: «إن علينا استئصال جميع النشاطات

الانفصالية وهي في طور تشكلها» .

ويبلغ تعداد السكان في إقليم تركستان الشرقية - الذي تعادل مساحته ضعف

مساحة فرنسا - (١٤) مليون، منهم نسبة ٦٠% من المسلمين و ٣٠% من

الصينيين الذين كانوا قد نُقلوا من أماكن مختلفة من الصين لإحداث تغيير

ديموغرافي في الإقليم، ويحتكر هؤلاء جميع المناصب العليا هناك، لاسيما الحزب

والجيش.

وكانت تركستان الشرقية قد شهدت مظاهرات احتجاج واسعة النطاق في

عامي ١٩٨١م و١٩٨٨م، قام الجيش بقمعها في آنها، ويعتبر تاريخ تركستان

الشرقية منذ احتلال الصين له أول مرة في منتصف القرن الثامن عشر حافلاً

بالثورات والاحتجاجات التي كانت تقابل دائماً من قبل الصينيين بالبطش وسفك

الدماء.

فايننشيال تايمز ١١/٤/١٩٩٠

الأيكونوميست ١٤/٤/١٩٩٠

الإندبندنت ١٥/٤/١٩٩٠