بيان من الاتحاد الإسلامي الصومالي
محمد عبد الظاهر
الحمد لله في السراء والضراء ... الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
ونصلي ونسلم على خير خلقه وخاتم أنبيائه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعد:
فقد كانت المجاعة تعم الصومال، وكان الناس يهربون من استبداد الطاغية
زياد بري وينتشرون في أرض الله الواسعة بحثاً عن الحرية وفرص العمل.. وكان
الناس يتطلعون إلى المنقذ الذي يخلصهم من مصائبهم ومحنهم. وابتُلي شعبنا في
الصومال بما هو أشد من المجاعة.. ابتلي بحرب مدمرة بين المؤتمر الصومالي
الموحد - وهو أحد أكبر ثلاث حركات صومالية سياسية معارضة - وبين النظام
الحاكم - وهذه الحركات المعارضة ليست شيوعية ولا رأسمالية ولا غير ذلك من
الأفكار والاتجاهات وإنما هي قبائل مثل قبائل الجاهلية، وبينها ثارات مثل ثارات
الجاهلية، والنظام الحاكم كان يستمد قوته من القضية التي يمثلها. فالصراع في
الصومال إذاً لا يختلف عن البسوس وداحس والغبراء وغير ذلك من معارك العرب
في جاهليتهم. وقد نتج عن الحرب بين المؤتمر الصومالي الموحد والنظام الحكم
كوارث خطيرة: منها قطع ما تبقَّى من التيار الكهربائي في العاصمة - مقديشو -
وتدمير تمديدات المياه حيث تم قطع المياه عن السكان، ونهب المحلات التجارية.
والأهم من ذلك استباحة الدماء لأسباب قبلية جاهلية. وأمام هذا الصراع المدمر فإن
الاتحاد الإسلامي يرى أن الحل يتلخص في النقاط التالية:
١- لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار طاغية الصومال زياد بري في الحكم بعد
أن دمر اقتصاد البلد، ونشر الفساد فيها، وكان مطية لأعداء الإسلام من الإنكليز
والإيطاليين والسوفييت والأمريكان.
٢- يستنكر الاتحاد الإسلامي الصراع القبلي الجاهلي ويذكر المتحاربين بقول
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا التقى المسلمان بسيفَيْهما؛ فالقاتل
والمقتول في النار) ، ومما لا يخفى على أحد أن الصراعات القبلية يستحيل أن تتوقف.
٣- يرى الاتحاد الإسلامي بأن الحل الوحيد لمشاكل الصومال كلها هو
الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -
ولهذا فإننا نطالب الأطراف والجبهات كلها باحترام دين الأمة وعقيدتها والإذعان
لشريعة الله، ونبذ القوانين الأرضية الجائرة.
٤- يدعو الاتحاد الإسلامي المسلمين عامة وقادتهم خاصة إلى الوقوف مع
الصومال في محنته ومد يد العون له، والله في عون العبد ما دام العبد في عون
أخيه، ونسجل هنا عتبنا على إخواننا في كل مكان من العالم الإسلامي؛ لأنهم لا
يهتمون بما يحدث في الصومال، وما ذلك إلا لأنه بلد فقير في حين تشرق
المؤسسات الصليبية وتغرب في ربوع بلدنا. ونلفت انتباه إخواننا المسلمين إلى أن
المساعدات التي لا تقدم عن طريق العلماء والدعاة لا تصل لأصحاب الحق في بلدنا
وفي كل بلد.
٥- يمد الاتحاد الإسلامي الصومالي - وهو أكبر الجماعات الإسلامية في
الصومال - يده لكل عالم وداعية للقيام بالواجب الذي فرضه الله علينا والتعاون لكل
ما فيه خير أمتنا وبلدنا.
والله نسأل أن يفرج كربنا ويوحد صفنا ويجعل لنا من بعد عسرنا يسراً وهو
الهادي إلى سواء السبيل.
الناطق الرسمي
باسم الاتحاد الإسلامي الصومالي
... ... ... ... ... ... NOOR EL ISLAM MOSQUE
... ... ... ... ٨ MARIA ST,BUTETOWN,DOCKS,
... ... ... ... ... ... ... ... CARDIFF CF١٥HG