المنتدى
[الزنازين المتجولة وأثر الدعاة]
عبد العزيز بن عبد الله الوايلي
الدعوة إلى الله عز وجل حقل يُزرع فيه أنواع من الأشجار والنباتات
والزهور، ليقطف المجتمع بعد ذلك ثماراً يانعة وأزاهير فواحة، وهذه الدعوة لا
تعرف مكاناً دون مكان ولا أشخاصاً دون أشخاص؛ فهي دعوة عامة للكبير
والصغير، وللذكر والأنثى، وللقوي والضعيف. وإن هناك مسلكاً دعوياً يفيد الدعاة
وهو إرشاد سجناء الزنازين المتجولة وتوجيههم، وهؤلاء يتشكلون من فئات: فمنها
فئة الحيارى الذين يبحثون عن الدين الحق والطريق المستقيم فأصبحوا في دوامة لم
يجدوا منها مخرجاً ولا محيصاً. ومنها فئة العصاة الذين انغمسوا في بحر المعاصي
فندموا على ذلك؛ بيد أن عندهم هواجس شيطانية لم يستطيعوا منها خلاصاً أو فكاكاً.
ومنها فئة الضعفاء الذين فيهم خير وصلاح؛ إلا أن هناك أناساً يتسلطون عليهم
ولا يرضون منهم السير في ركاب الصالحين. وهؤلاء جميعاً وغيرهم يعيشون في
زنازين ولكنها متجولة، وقد يُستغلون من قبل أولياء الشيطان ليصرفوهم عن الخير
الذي يتأجج في صدورهم، وعن فطرة الله التي فطر الناس عليها. ولو صنفهم
دعاة الهدى والصلاح ضمن خططهم الدعوية لوجدوا الإقبال من هؤلاء على كلامهم،
ولزالت عنهم هذه القيود بإذن الله.
فيا دعاة الحق! خذوا بأيدي هؤلاء ووضِّحوا لهم سبيل النجاة، وبيِّنوا لهم
سعة رحمة الله، ولا يغلبنكم أهل الباطل والضلال؛ فإنهم لا يملكون من وسائل
الإقناع إلا مثل فتات الخبز.