للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قراءة في كتاب

[حرب المعلومات الحرب القادمة]

المؤلف: الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز المنيف.

عرض: حسن الرشيدي.

اسم الكتاب: حرب المعلومات الحرب القادمة الدليل الشامل لحرب المعلومات

المؤلف: الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز المنيف.

الناشر: المؤلف.

حجم الكتاب: ٣٣٨ صفحة.

مقاس: ١٧ X ٢٤.

«إن العالم لم يعد يُدار بالأسلحة بعد الآن أو الطاقة أو المال، إنه يدار

بالأرقام والأصفار الصغيرة ... إن هناك حرباً تحدث الآن.... إنها ليست من يملك

أكثر رصاصاً؛ إنها حول من يسيطر على المعلومات: ماذا نسمع أو نرى، كيف

نقوم بعملنا، كيف نفكر؟ إنها حول المعلومات» .

هذه مقولة صدرت في بيان خاص من اتحاد العلماء الأمريكيين يعلنون فيه أن

البشرية قد غدت في طور جديد ومرحلة لها طابعها الخاص وخصائصها المميزة.

وهذا الكلام لا يقال على سبيل المبالغة أو إعطاء موضع اهتمام لا يستحقه بل

أضحى حقيقة تتوالى فصولها بسرعة لاحقة.

وفي هذا السياق تأتي المواجهة الأخيرة بين الصين والولايات المتحدة لتدشن

في الواقع العملي عصراً جديداً من الحروب، ونوعية غير مألوفة من المواجهات.

هذه الحرب لا بد أن تأخذ الدراسة الكافية والبحث المعمق لكشف أبعادها وخلفياتها.

ويعتقد كثير من المحللين أننا دخلنا بهذه المواجهة نوعاً جديداً من حرب المعلومات:

فمن طائرة مزودة بأحدث ما وصلت إليه التقنية في مجال الاستطلاع والتجسس،

بداخلها فريق عمل له القدرة على التقاط هذه المعلومات أو بصورة أدق:

(البيانات) ثم تحليلها وغربلتها لاستنتاج الخطوط العريضة وتفاصيل دفاعات

الطرف الآخر.

ثم تندلع بعدها حرب الفيروسات واختراقات أنظمة المعلومات على الإنترنت

بين الطرفين التي لا زالت تتوالى فصولها حتى اليوم.

ويأتي كتاب «حرب المعلومات الحرب القادمة» ليعطي خلفية شبه كاملة

عن طبيعة تلك النوعية من الحروب ومراحلها وخصائصها.

ففي الفصل الأول تناول مفهوم حرب المعلومات بوصفه إطاراً نظرياً شاملاً

أنماط هذه الحرب المتعددة الأهداف، وفي الفصل الثاني ناقش هذه الحرب من

حيث نشأتها وتطورها، ولماذا وجدت هذه الحرب. والفصل الثالث نظر إلى حرب

المعلومات ومنطقة الشرق الأوسط بوصفها أحد أكثر مناطق العالم تأثراً بالصراعات

منذ مئات السنين. هذا وقد طرح في هذا الفصل سيناريو عملية العاصفة الرقمية

كأحد الاحتمالات التي قد تواجهها هذه المنطقة؛ بينما في الفصل الرابع تطرق إلى

حرب المعلومات والرؤيا الإدارية مع بعض المفاهيم الأساسية، وتناول في الفصل

الخامس أسلحة حرب المعلومات وتأثيراتها والمستويات المختلفة لهذه الحرب؛ وفي

الفصل السادس جاء باحتمالات من سيستخدم حرب المعلومات. وناقش في الفصل

السابع الأسس والقضايا الاستراتيجية ذات الصلة بصناع القرار والخطوات اللازمة

التي تنطوي تحت هذه القضايا الاستراتيجية. وفي الفصل الثامن ناقش بنية

المعلومات التحتية وأسس ومقومات الحماية والردع والتفادي، مع ذكر للأخطار

الكامنة والتهديدات اليومية لهذه البنية وقضايا الدفاع وكيفية الدفاع عن هذه البنية.

وفي الفصل التاسع تطرق إلى الجانب الاجتماعي وحرب المعلومات مع التأثيرات

والنتائج، إضافة إلى التقنية ومجتمعات العالم الثالث والعالم الرابع الآخذ في الظهور،

مع ذكر للجانب الأخلاقي لهذه الحرب. ويختتم الفصل العاشر بتناول النظرة

الاستراتيجية والإنترنت، والنشاطات السياسية الدولية في الإنترنت. هذا وقد

اشتمل هذا الفصل كذلك على رحلة حقيقية مع أحد قراصنة المعلومات.

وهكذا يبدو هذا الكتاب موسوعة حقيقية لحرب المعلومات.

مفهوم حرب المعلومات:

قبل أن نبدأ في تعريف هذه الحرب لا بد لنا من من الإحاطة بمصطلح

المعلومات نفسه. يقول الكاتب: إنه من الصعوبة التحدث عن حرب المعلومات

بدون تعريف المفهوم المركزي؛ ألا وهو المعلومات؛ فالمعلومات مشتقة من ظاهرة،

والظاهرة تعتبر حقائق أو أحداثاً يمكن مشاهدة كل شيء يحدث حولها. فالظاهرة

يجب أن يتم تلقيها وتفسيرها لتصبح معلومات. إذاً فالمعلومات هي نتاج شيئين هما:

ظاهرة تم تلقيها (بيانات) ، والتعليمات المطلوبة لتفسير تلك البيانات وإعطاؤها

معنى.

إن هذا التمييز مهم، وكثير من الباحثين يتجاوزونه في الكثير من التحليلات؛

إذاً فإن الظاهرة تصبح معلومات من خلال الملاحظة والتحليل، ولذا فإن

المعلومات تعتبر خلاصة مجردة للظاهرة ونتاجاً لمفهوم وتفسيرات البشر. وبغض

النظر عن ذلك فإن تعريف المعلومات يتطلب صفتين أساسيتين هما:

١ - المعلومات، بيانات وتعليمات.

وهنا فإن تعريف المعلومات يختلف تماماً عن تعريف التقنية. لكن ماذا نفعل

بهذه المعلومات؟ إن مدى سرعتها في ذلك يعتمد اعتماداً كلياً على هذه التقنية. هذه

التقنية وبشكل سريع طورت قدراتنا في الملاحظة مع قدرتها على التوسع والتركيز؛

في حيز التخزين مع السرعة في إجراء العمليات. لذا فإن الصفة الأساسية الثانية

تستخدم لاحتواء اعتماد التقنية على العناصر المرتبطة بالمعلومات.

٢- وظائف المعلومات:

أية نشاطات تتعلق بالحصول على المعلومات ونقلها وتخزينها أو تمويلها.

ثم ينتقل الكاتب بعد ذلك للبدء في إشكالية تعريف حرب المعلومات فيقول:

هناك العديد من التعريفات لحرب المعلومات، وأحد هذه التعريفات ينص على الآتي:

«الفصل أو إيجاد الحدث للوصول إلى التفوق المعلوماتي لإسناد

الاستراتيجية العسكرية من خلال التأثير على معلومات الخصم وأنظمة معلوماته

وفي نفس الوقت حماية المعلومات وأنظمة المعلومات لصاحب الحدث» .

تعريف آخر ينص على الآتي:

أي فعل لحجب واستغلال وتدمير معلومات العدو وأهدافه مع حماية صاحب

الفعل من ذلك الإجراء واستغلال جميع القدرات المعلوماتية المتوفرة لعمل ذلك.

إن الهدف من هذه التعريفات هو رؤية حرب المعلومات هذه من منظور فني

واجتماعي. لذا فإنه يجب النظر إلى العناصر التي تحتوي على البشر والتقنية

(أنظمة المعلومات) والمنشآت والثقافة أو الحضارة. هذا وعلى الرغم من أن ذلك

يعقِّد النظر في هذه المسائل إلا أنها تضفي أسساً غنية ليس فقط لتعريف حرب

المعلومات لكن لطبيعة أنواع هذه الحرب المختلفة.

وبذلك يحاول الكاتب تعريف هذه الحرب من خلال ذكر أنواعها فيقول:

لقد أشار الدكتور مارتن ليبيكي إلى سبعة أنواع لحرب المعلومات وهي:

١- حرب القيادة والسيطرة.

٢- الحرب الاستخبارية.

٣ - الحرب الإلكترونية.

٤ - حرب العمليات النفسية.

٥ - حرب قراصنة المعلومات.

٦ - حرب المعلومات الاقتصادية.

٧ - حرب المعلومات الافتراضية.

هذا وعلى الرغم من الكثير من الدراسات والأبحاث والمناقشات ذات الصلة

بمفهوم حرب المعلومات، إلا أنه توجد الكثير من التعقيدات والمشاكل للتفريق بين

ما هو حقيقي وما هو محض توقعات. لكن هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى

حقيقة ما أفرزته وستفرزه التقنية الحديثة. إن الوصول إلى تعريف جازم وصحيح

في هذه الفترة من تطور التقنية سيؤدي إلى صياغة سياسات غير مكتملة النمو لما

هو حرب معلومات وما هو غير حرب معلومات. على كل حال فإنه من الأهمية

وضع بعض التعريفات التي ستساعد في الوصول إلى تعريف أدق وأشمل. وهذا لا

يتأتى إلا بتفصيل كل نوع سابق فيكون التعريف الشامل الذي يتضمن جميع هذه

الأنواع:

حرب القيادة والسيطرة:

إن النشاطات المصاحبة لحرب المعلومات لا تقتصر على ما تقوم به

المؤسسات العسكرية في هذا المجال؛ لأن الأمر يتطلب نشاطات الكثير من

المؤسسات الحكومية وتعاونها؛ لأنه لا يمكن لمؤسسة واحدة أو قسم واحد أن يكون

قادراً على القيام بنشاطات حرب المعلومات. إن الإجراء الوحيد الذي سيحقق نجاح

هذا المفهوم هو إذا استطاعت أية دولة استخدام واستغلال جميع ما لديها وبتنسيق

متوافق ومتزامن من القيام بشن هذه الحرب على بلد معادٍ.

لذا فإن حرب القيادة والسيطرة تعكس محاولة استمرار السيطرة على مقدرات

أنظمة معلومات القيادة والسيطرة التابعة للعدو.

الحرب الاستخبارية:

إن حرب المعلومات تعتبر لعبة جديدة وفريدة من نوعها على البيئة

الاستخبارية، ويعزى هذا التفرد إلى قلة أو ندرة المعلومات التي يمكن الأخذ بها

لمعرفة أنماط نشاطات هذه الحرب. وقد أدى ذلك إلى بروز العديد من الصعوبات

بسبب تعدد المؤشرات حيال ذلك؛ ففي حرب المعلومات، وعلى أقل تقدير في نظم

المعلومات والشبكات، فإن أدلة هذه الحرب تصنف بأنها حرب عابرة على أفضل

تقدير، ومن الصعب ملاحظتها بالمفهوم المادي.

الحرب الإلكترونية:

إن البناء المادي لأنظمة المعلومات بما فيها الحاسبات الآلية الصغيرة

والمحمولة يعتمد في إدارة مهامه على الحقول الكهرومغناطيسية والاختلاف في

الطاقة والبيئة المقننة والجودة المصاحبة للأجهزة والبرامج. لذا فإن أحد مفاهيم

الحرب الإلكترونية في مجال حرب المعلومات يركز على تعديل أو تحريف بيئة

النظام الكهرومغناطيسية؛ حتى إن هناك بعض التقارير التي تحدثت عن استخدام

تلك النوعية من الحروب في حرب الخليج الثانية.

حرب العمليات النفسية:

نتيجة لاعتماد الكثير من المجتمعات على أنظمة معلومات معقدة كأحد إفرازات

عصر المعلومات، فقد بدأ التركيز على مناطق الضعف في هذه الأنظمة في مجال

جرائم الحاسب الآلي. ونظراً لطبيعة هذه الأنظمة المتطورة وما تتطلبه من خبرات

وقدرات فنية في مجال التطوير، فإنه من غير المستغرب أن يتم الانتباه بشكل قوي

لمناطق الضعف هذه والحلول المرادفة من قبل الكثير من الخبراء والمختصين في

مجال التقنية. إنهم البشر الذين استطاعوا تطوير هذه الأنظمة، وهم القادرون على

مهاجمتها بكافة أسلحة الحرب المعلوماتية.

لذا فإنه من المهم معرفة وفهم الوضع النفسي لمجرمي أنظمة المعلومات من

أجل حماية هذه الأنظمة.

هناك جانب آخر لحرب المعلومات النفسية يعني بمحاولة طمس الحقائق عن

أية مجتمع وتغليفها بأكاذيب أو التأثير على الخصم من أجل أن يقوم بعمليات

عدوانية. هناك العديد من حرب العمليات النفسية والتي منها على سبيل المثال

العمليات النفسية ضد الجنود، ضد القيادات، ضد إرادة المجتمع؛ وعمليات نفسية

صممت لفرض ثقافة معينة على دولة ما. لقد أتاحت شبكة الإنترنت مجالاً واسعاً

للكثير من الجماعات مثل جماعة السلام الأخضر والجيش الجمهوري الإيرلندي

وغيرهم لاستخدام الحرب النفسية للتأثير على المجتمعات بأهدافها ومبادئها.

حرب قراصنة المعلومات:

إن مجال قرصنة المعلومات يحمل العديد من التعريفات ووجهات النظر

المختلفة. ولو نظرنا بشيء من التبسيط لتعريف هذه القرصنة، فإنه يمكن القول

إنه يكمن في طرح الكثير من الأسئلة مع عدم الكف عن السؤال، ولهذا فإن أنظمة

المعلومات تعتبر مثالية لفضولية هؤلاء القراصنة.

ولكن هذه القرصنة تعتبر استخداماً لأنظمة المعلومات والشبكات بطرق غير

شرعية. فمصطلح قراصنة المعلومات كانت تعني في الأصل مبرمجين موهوبين،

لكن في السنوات الأخيرة ومع كثرة أنظمة المعلومات وسهولة الوصول إليها بدأ هذا

المصطلح يحمل طابعاً سلبياً.

حرب المعلومات الاقتصادية:

بسبب العديد من الخصائص المميزة، فإن الاقتصاد سيكون بلا شك هدفاً

لحرب المعلومات الاستراتيجية لأي بلد. إن المؤسسات المالية تعتمد على قاعدة

معلوماتية تقنية متطورة لا مركزية، يعتمد بعضها على بعض، وتدير منتجات

مالية غير محسوسة معتمدة على قيمتها الاقتصادية. هذه الخصائص تخلق من نفسها

هدفاً طبيعياً في مجال حرب المعلومات لما تملكه من أهمية سلامة الاقتصاد ونفعه

لأي مجتمع. ولذا فإن مهاجمة نظام دولة اقتصادية كبرى كالولايات المتحدة

الأمريكية قد يتيح مجالاً لحدوث أزمة داخلية ستكون عواقبها خطيرة بلا شك.

إنه عندما تتوقف أجهزة الصرف الآلي، وبطاقات الائتمان، والشيكات

وتحويل الأموال، فهذا يعني أن حركة الاقتصاد بكاملها قد توقفت.

حرب المعلومات الافتراضية:

إن حرب المعلومات الافتراضية تعني القيام بالعمليات العسكرية بناء على

مبادئ مرتبطة بالمعلومات. وهذا يعني تعطيل وإتلاف أنظمة المعلومات

والاتصالات، إنها تعني كذلك محاولة معرفة كل شيء عن الخصم مع إبعاد هذا

الخصم عن معرفة ما لديك. إنها تعني أيضاً قلب التوازن في مجال المعلومات

والمعرفة لصالحك خاصة إذا كانت موازين القوى العسكرية ليست في صالحك.

معنى آخر يعني استخدام المعرفة للتقليل من المصاريف المالية والقوة البشرية.

إن هذا النمط من الحروب قد يعني إدخال عناصر تقنية متنوعة خاصة في مجال

القيادة والسيطرة، وجمع ومعالجة وتوزيع المعلومات الاستخبارية بغرض

الاتصالات التكتيكية، وتحديد ومعرفة الأصدقاء من الأعداء وأنظمة الأسلحة الذكية.

وقد يعني كذلك إدخال عناصر التعتيم الإلكتروني على هيئة: تعطيل، خداع،

وتحميل، والتدخل في أنظمة المعلومات ودوائر الاتصالات الإلكترونية للخصم.

مجالات حرب المعلومات:

يقصد الكاتب بالمجالات: الجهات التي توجه والمستهدفة من هذه الحرب

وقسمها إلى ثلاثة مستويات:

١ - حرب المعلومات الشخصية.

٢ - حرب معلومات الشركات.

٣ - حرب المعلومات العالمية.

المستوى الأول: حرب المعلومات الشخصية:

هذا المستوى يصف الهجوم ضد الخصوصية الإلكترونية للفرد والذي يشمل

الإفصاح عن السجلات والمعلومات المخزنة في قواعد المعلومات. إن الفرد العادي

في الوقت الراهن لا يملك إلا القليل للحفاظ على سرية وسلامة معلوماته الشخصية

والمخزنة داخل جهازه الخاص إذا كان مرتبطاً بالشبكة الدولية. حتى إن هذا الفرد

لا يملك السيطرة على كمية المعلومات التي تخصه سواء كانت صحيحة أم خطأ.

في السابق كان التجسس على الإنسان يتطلب وضع أجهزة تجسس على تليفونه

واستخدام كاميرات تصوير صغيرة الحجم وميكروفون للحصول على المعلومات

المطلوبة. أما في هذه الأيام، فبالإضافة إلى استخدام أجهزة التجسس والكاميرات

والميكروفونات المتطورة، فإن المعلومات المطلوبة حول هذا الإنسان مخزنة في

قواعد المعلومات. ولابتزاز شخص ما، فإن الأمر لا يتطلب مراقبة لعدة أشهر،

وما على محاربي المعلومات أو قراصنة المعلومات للحصول على هذه المعلومات

سوى استخدام حاسب آلي وخط تليفون.

المستوى الثاني: حرب معلومات الشركات:

هذه الحرب توصف بحرب التنافس بين الشركات حول العالم. إنه لمن

السهل تخيل أن شركة ما تستثمر مليون دولار أمريكي لبناء نظام يستطيع كسر

الحواجز الأمنية والدخول على قاعدة معلومات الشركة المنافسة ونسخ نتائج الأبحاث

التي قيمتها خمسة عشر مليون دولار للتأكد من أن الشركة المنافسة لن تكون الشركة

الأولى في طرح إنتاجها في الأسواق. حتى إن الأمر قد يصل إلى تدمير قاعدة

المعلومات وإظهار ذلك على أنه حادث عرضي بفيروس على النظام الرئيسي.

إن هذا المشهد من هذه الحرب التنافسية ليس جديداً، هذا النوع من التجسس

معروف أيام الحرب الباردة ولا زال حتى وقتنا الحاضر؛ بل إن حرب معلومات

الشركات أخذت بعداً جديداً هذا البعد لا يقتصر على الحصول على المعلومات، بل

إنه قد يصل إلى نشر هذه المعلومات سواء كانت صحيحة أم لا. إن الاحتمالات

متوفرة فيما لو أقدمت شركة أدوية منافسة على نشر معلومات تفيد بأن الدواء (ح)

لمعالجة الربو والمستخدم على نطاق واسع يسبب سرطان الرئتين، فإن معظم

الأطباء سيوقفون استخدامه لمرضاهم حتى تتم دراسة هذا الموضوع، ونشر هذه

الدراسة قد تكون مزورة وجزءاً من حملة كبيرة ومصممة للكذب؛ إذاً فقد حصل

التأثير وملايين الدولارات ستخسرها الشركة حتى يتم إثبات العكس.

المستوى الثالث: حرب المعلومات العالمية:

هذا المستوى من حرب المعلومات يعمل ضد المؤسسات الصناعية، وضد

المؤسسات المصرفية وحتى ضد الدول، هذه الحرب لا تقتصر فقط على التسلل

(إلكترونياً) على معلومات الأبحاث للمنافسة، لكن لسرقة الأسرار وتمويل هذه

السرقة ضد أهلها.

في هذا المستوى بإمكانك أن تقوم بضرب المستوى الأول والمستوى الثاني

بعامل كبير، ولن تكون قادراً على تخيل الأضرار التي ستنجم عن حرب معلومات

على مستوى المسرح الدولي. وهنا؛ فإن المال والبشر لا يمثلون عاملاً مهماً. إن

الدول الصناعية ودول العالم الثالث ينفقون بلايين الدولارات الأمريكية على

الطائرات والقنابل والذخيرة؛ فماذا سيحدث لو أن أي بلد قرر أن ينفق مائتي مليون

دولار على أسلحة الموجة الثالثة (ثورة المعلومات) من ميزانية أسلحة الموجة

الثانية (الثورة الصناعية/ الأسلحة) . وكمثال على ذلك: لو قام أحد زعماء الدول

الني لا ترضى عنها أمريكا بإنفاق مبلغ مائتي مليون دولار في السنة على أسلحة

حرب المعلومات (الموجة الثالثة) ، فإنه قد يكون قادراً على إحداث أضرار بالغة

بالصناعة الأمريكية والأنظمة الفيدرالية لا يمكن تخيلها.

هذا المستوى الثالث من حرب المعلومات قادر على شن الهجمات من مسافات

تصل لآلاف الكيلو مترات وبتأثير قوي، وباستطاعة هذا الزعيم تحطيم أسواق

المال في نيويورك، والأنظمة المصرفية في أي بلد. والأبعد من ذلك أن آثار هذه

الهجمات ستجعل تحطيم وول ستريت شيئاً ثانوياً إذا ما قورن بنتائج ذلك على

المسرح الدولي.