[الفرار إلى الله]
أمين فايز
أخبرني صديق أن شاباً اسمه خالد يسأل عني، فكرت ملياً، من يكون خالد
هذا؟ أهو ذاك الشاب السوري الذي قابلته في الجامعة منذ أكثر من ثلاث سنوات؟
نعم كان اسمه خالد، ولكن ما أحببته قط، كان لا يعرف ربه لا في صلاته ولا
صيامه، ولا أزال أذكره طويلاً، أشقر البشرة، تلمح في وجهه علامات الكبر،
فخوراً بعضلاته المفتولة، مخلصاً في تقليد الأمريكيين.
مرت هذه الذكريات سريعة في خاطري وأنا أدلف إلى المنزل عندما فوجئت
بذاك الشاب خالد، ولكنه الذي عرفت، ما هذه اللحية العظيمة، أين شعره الطويل، و (الشورت الأمريكي) ، لم أصدق ما أرى، قام إليَّ وعانقني عناق المحب الذي
يبحث عني من سنين، سألته عن أحواله ورغباته، فبادرني بلهجة جازمة وقال:
أريد أن أرحل عن هذا البلد، قررت الذهاب لأفغانستان، الحياة هنا بين الكفار لا
تطاق.
فهمت ما حدث، إنها الصحوة الإسلامية، لا تزال تجذب لها من هنا وهناك
شباباً هداهم الله وأعادهم إلى الصراط المستقيم، بعد ضياع أحمق، ونوم عميق.
أما قصة التزامه بدينه الحنيف فهي غريبة عجيبة، لقد تعرف على شاب
أمريكي مسلم، وراح هذا الأمريكي يحدثه عن الإسلام ويدعوه للرجوع إلى الله،
وإذا بخالد ينتفض ويفيء من غفلته ويقول لنفسه: أأمريكي لم يمض على إسلامه
سنوات قليلة يدعوني إلى التوبة، وقد كان الأحرى بي أن أدعوه للإسلام، إنه قدر
الله أن يكون هذا الأمريكي سبباً في هداية خالد، لقد نفض عن قلبه غبار الغفلة،
وبدأ حياة جديدة أراد فيها إرضاء الله، لقد تغيرت حياته بشكل جذري وطلق زوجته
اللاهية العابثة، التي بدأت تصفه بالجنون، وأبدله الله خيراً منها، وقرر أن يعيش
حياة إسلامية في هذه المدينة (سانتياغو) ، ولكن أنى له هذا في تلك البلاد، والفتن
فيها كقطع الليل المظلم، كيف يعيش هنا والمعاصي ترتكب أمام أعيننا، قال لي:
ماذا أفعل يا بني عندما تكبر في هذا المجتمع، لا بد أن أخرج إلى أفغانستان لقد
سمعت عن فضائل الجهاد في سبيل الله وقررت الخروج لأرض الجهاد.
سبحان الله كيف تتغير الأيام وتتغير الأهداف إنه الفرار إلى الله.