[صهلة الإباء]
محمد الخزمري
يقول لي صاحب: أين الحبيب ...
... ... ... ... ... وهل هزت رياح الهوى في القلب أشجارا؟
أقبل إلى لذة طابت موائدها ...
... ... ... ... ... واكتب على صفحة الأشواق تذكارا
حطم قيودا وقم للحسن منطلقاً ...
... واعزف على رقصة الغزلان قيثارا
فقلت: كلا، ولن يسري الهوى بدمي
... ... ... ... ... شيدت بيني وبين الفحش أسوارا
وما أزال بدرع الدين متشحاً ...
ولم أكن في سماء الزيغ طيارا
ولم أكن راتعا في الوحل منتشياً
ولم أكن في ديار الفحش ديارا
ولم أبع لغرام زائف شرفا ...
ولم أكن بحكايا الحب ثرثارا
يا صاحبي! العشق أسقام وتهلكة ...
ولم يزل بصروح الطهر دمارا
وتسلب العقل بعد القلب نقمته ...
إني أخاف على العشاق أخطارا
طرقت باب الرزايا فانبرى قلمي ...
من حبره تصرخ الأوزان إنذارا
تبغي الهوى، أم تريد الرشد، أيهما؟
فلا تكن في اختيار الحق محتارا
مجنون ليلى رأى في العشق راحته ...
فراح يجمع فوق البيد أصفارا!
قارورة العشق سجن إن سقطت بها ...
غطاؤها لم يهب رمحا ومنقارا
وسوف ينفك إن وجهت قافلة ...
نحو الإله وسال الدمع مدرارا
بدل رماد الخنا للبر مزرعة ...
واحفر لسقيا حقول الخير آبارا
فهل تطيق مع الغسلين مسغبة ...
إذا التهمت على دنياك أوزارا
هذا الزمان عجوز قد فتنت بها ...
ونمت في لؤلؤ الأثواب شخارا
فافرد شراعاً وسافر في مدى ألق ...
من الصلاح ليغدو الشوك أزهارا