المسلمون والعالم
مجاهدو مورو لم يهزمهم الاستعمار
لكن هزمتهم مائدة المفاوضات
التحرير
وردنا البيان رقم (٢١) (٤١٤هـ، ١٩٩٣م) من لجنة الإعلام الخارجي
لجبهة تحرير مورو الإسلامية، وفيما يلي عرض لأهم ما تضمنه ذلك البيان:
أكد لنا التاريخ أن الاستعمار الصليبي - رغم جهوده - لم يهزم مسلمي مورو
في ميدان الحرب، ولكنه هزمهم في مائدة المفاوضات. لقد خاض مسلمو مورو
أطول حرب في التاريخ كما قاله المؤرخ الأمريكي فيك هارلي في كتابه (هسهسة
السيف) ، وفيما يلي مقتطفات وترجمة من الكتاب المذكور: «تعتبر بلاد بانجسا
مورو من أقدم ميادين الحرب في العالم، فقد خاض مسلمو مورو حروباً مريرة
استمرت ٣٧٧ عاما ضد الحملات الأسبانية المتتالية التي شهدتها الأجيال المتلاحقة، ولعل العالم لم يسجل حروبا دامية مريرة أطول من حروب مورو ضد الأسبان.
وقد فشلت محاولات المعتدين للسيطرة على شعب مورو الشجاع وفي عام ١٨٩٩ م
ألقى المعتدون سلاحهم وغادروا المنطقة خائبين ذليلين، وانتصر السيف على
البندقية، وبقي شعب مورو وبقيت عقيدته حيث انتصر الإسلام على الصليب في
أرض بانجسامورو» . هذه ترجمة ما قاله المؤرخ الأمريكي في كتابه المذكور.
ومضى قائلاً: «وفي غرة القرن العشرين جاء الأمريكيون، وحاولوا عبثاً أن
يخضعوا مسلمي مورو لحكمهم، وعندما أدرك الأمريكيون أن مسلمي مورو لا
يعرفون الاستسلام، بل يحبون الموت (الاستشهاد في سبيل الله) ، ولن يتوقفوا عن
الجهاد إلى آخر رجل منهم، عرض عليهم الأمريكيون وقف القتال والمفاوضات
معلنين أنهم لا يريدون السيطرة على البلاد، وإنما يريدون التعاون في المجالات
الاقتصادية والتعليمية والصحية، فوافق المسلمون، وبذلك نال الأمريكيون غرضهم، ولم يهزموا المسلمين في ميدان الحرب، ولكنهم هزموهم في مائدة المفاوضات،
ووقعت بلادهم تحت حكم الولايات المتحدة الأمريكية. وقد فشل الحديد والنار في
قهر شعب مورو المسلم وإخضاعه، وأصبحت بلاد مورو تحت الحكم الأمريكي عام
١٩٣٥ م؛ بسبب دخول شعب مورو في المفاوضات مع الأمريكان، ثم ضمتها
أمريكا إلى الفلبين عام ١٩٤٦ م حين منحت الأولى الثانية استقلالها في ذلك العام،
أي أن أمريكا أعطت شعب مورو للفلبين جزاء لمساعدتها لهم في حرق هذا
الشعب» .
هكذا لم يهزم شعبنا المسلم أمام القوات العسكرية التي فاقت قواتها مئات
المرات إمكانياته المادية، ولكنه انهزم عن طريق الحيلة والمكر وبواسطة
المفاوضات المقرونة بالخداع، وقد ذكرنا ما تقدم تنبيها لكل من يدفعون جبهة
مسواري الوطنية إلى المفاوضات ويشجعونها، وتذكيراً لهم بأن شعب مورو فقد
استقلاله بسبب المفاوضات. صحيح أننا لم نعارض مفاوضات مسواري إعلاميا
ولكن لم نشجعها ولن ندفعها إلى الأمام، فإن قيل: إن عدم المعارضة نوع من
التشجيع قلنا: عدم معارضتنا إعلامياً ليس تشجيعاً، ولكنه سياسة.
مفاوضات الاستسلام وقضية مسلمي مورو:
مفاوضات جبهة مسواري الوطنية العلمانية الحالية مع حكومة راموس
الصليبية هي سلسلة من المفاوضات التي استمرت أكثر من ثمانية عشر عاماً، لقد
تفاوض مسواري مع جميع حكومات الفلبين المتعاقبة ابتداء من حكومة الديكتاتور
ماركوس مروراً بحكومة زوجته إلى حكومة الثعلب المحتال راموس الحالية، التي
ليس لها هدف في مفاوضاتها معه سوى إقناعه بالاستسلام، وعرض منصب
حكومي عليه، ومبلغ من الأموال. والشيء المضحك أن حكومة الفلبين - التي
تعتبر من أفقر الحكومات في العالم - ما زالت قادرة على دفع الملايين من الأموال
للاحتيال والمكر والرشوة وشراء ضعاف الإيمان والنفوس كما فعلت أثناء
الانتخابات الأخيرة فيما يسمى الحكم الذاتي، فقد أنفقت الملايين من أجل إنجاح ذلك
المخطط، كما أنفقت أيضاً الملايين لشراء ضعاف النفوس من الثوار العلمانيين من
أتباع مسواري، وقد استسلم عدد من هؤلاء مقابل بعض المبالغ التي دفعت لهم،
فإلى الله المشتكى.
والله نسأل أن يوفق المجاهدين لقطف ثمار الجهاد، وأن يكفينا شر الراكبين
موجات الجهاد لمصالحهم.
والله المستعان.