كلمة صغيرة
[ها هم يتجرؤون!]
عندما كان الإسلاميون يقولون: إن الغرب يتحرك بدوافع صليبية كان
العلمانيون ينظرون إليهم نظرة استخفاف بهذا التفسير (المتخلف) و (المتعصب)
للأحداث. وعندما كان هؤلاء (الأصوليون) يقولون: إن أحد أهداف الغرب
زعزعة إيمان المسلمين بدينهم وعقيدتهم كان (المتنورون) يردون بأن الغرب يعيش
حالة من عدم المبالاة بالتدين، وأنه لا يأبه بأن يتحول المسلمون إلى نصارى.
ولكن الأحداث تتوالى لتصك العلمانيين والمتغربين على وجوههم، ولتثبت
للجميع أن الحروب الصليبية لم تنته بعد، وها هم أخيراً وليس آخراً يتجرؤون
ويرفعون رؤوسهم بالدعوة الصريحة إلى التنصير في دول الخليج العربي: فبعد
تنصيب أول قس كويتي، وبعد الكنائس المعلنة أو المستترة في البيوت؛ بُثَّتْ -
عن طريق الفاكس وعلى نطاق واسع - دعوات إلى متابعة أول محطة تنصيرية
تلفزيونية فضائية، تبث من قبرص باسم Sat-٧ ويغطي إرسالها الشرق الأوسط
وجنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية ومعظم أوروبا من خلال القمر Pan. Am
Sat-٤ واحتوت هذه الدعوات على: عنوان المحطة، وكيفية التقاطها، ودعوة
لمشاهدة فيلم (يسوع) يوم الجمعة ٩/٤/١٩٩٩م، إضافة إلى دعوة صريحة لاعتناق
نصرانيتهم المحرفة.
إننا نعتقد أنهم لم يتجرؤوا على خطوة كهذه إلا لاطمئنانهم بأن دفاعات كثيرة
أزيحت من أمامهم، واعتقادهم أنهم الآن من القوة التي تسمح لهم بذلك، وربما
كانت هذه الخطوة مجرد بالون اختبار لمعرفة ردود الأفعال وجس النبض، ومن ثَم؛ يأخذون خطوة أبعد.
ومع اعتقادنا بأن المسلمين لن يسمحوا لأفعى التنصير بأن تطل برأسها في
البلاد الإسلامية، ومع قناعتنا بأن مثل هذه القنوات يصعب منعها إن لم يكن
مستحيلاً، فإننا ندعو كل غيور على دينه وأمنه إلى السعي الحثيث إلى ترسيخ
العقيدة في نفوس أبنائه (وعشيرته ومجتمعه) وإحياء روح الاعتزاز بدين الإسلام
عقيدةً وشريعةً؛ لتتحطم عليها مكائد أعداء الإسلام.