كلمة صغيرة
[تعظيم منهج السلف]
التفرق والاختلاف سنة ماضية كتبها الله تعالى على هذه الأمة كما كتبها على
الأمم السابقة؛ فظهر في هذه الأمة من الابتداع في الدين، والانحراف عن سنة سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم شيء كثير. وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم المخرج من هذا الضلال والتفرق، فقال: «فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها، وعضُّوا
عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة» [١] .
إن تعظيم النصوص الشرعية، والاستسلام لأوامرها، والوقوف عند حدودها،
والاهتداء بهدي السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم
بإحسان هو الطريق الصحيح للسلامة من الزيغ والانحراف. قال تعالى: [وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] (الأنعام: ١٥٣)
وإن من أوجب الواجبات على العلماء والدعاة وطلبة العلم والحركات
الإسلامية في المشرق أو المغرب: إحياء منهج السلف الصالح رضي الله عنهم في
العلم والعمل، وتربية الأمة على المنابع الكريمة والأصول العظيمة التي لم تكدِّرها
شوائب البدع والأهواء، خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه التفرق والاختلاف،
وقلّ فيه العلم، وتجارى فيه كثير من الناس وراء شهواتهم.
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(١) المسند، لأحمد، ٤/ ١٢٧.