نص شعري
جغرافيا الّرقاب
د. صالح سعيد الزهراني
إلى صُنّاع الحياة، وإلى الأغبياء بدرجة كافية جدّاً:
باسمِ تحرير مواليكَ، يجيئون إليكْ!
في زُجاج العطر، يأتون إليكْ..
في نديف القطن، في علبة ديتولٍ
وفي خلطة كيكْ!
تجد العاشق مجذوباً، يغنّيكَ..
مواويل السّليكْ
يخطف البسمة من عينيك، يدعوكَ..
بأحلى ما لديكْ،
من تراتيل الهوى العذب، يناديكَ:
أنا بين يديكْ
أنا أحنى منك يا قلبي عليكْ
باسم كشف السرّ عن خارطة الأموات دي جاما
وماجلان، مدّا شهقة العاشقِ..
فافتح ساعديكْ!
وعلى الأشرعة البيضاء رأس السندبادْ
وابن ماجدْ..
يرسم الدائرة الأولى لبيت العنكبوتْ..
يرسمْ: المدخل، والمخرجَ، والأبعادَ، صوتَ الرّيِح، هزّاتِ المداراتِ،
المضيقاتِ، مراسي الحزنِ، وجهَ البحر، أمواجَ السكوتْ.
يقذفُ الحبلَ على هامة صيادٍ فقيرْ
فينادي: يا ابن ماجدْ..
كلّ ما أبغيه قوتْ!
فيُجيبُ البحر صمتاً ... لن تموتْ ...
يرتمي الموجُ سيوفاً، يستدير البحرُ في عين ابن ماجدْ..
أيها البّحارُ.. دوزن ناظريك
قف كما أنتَ ... / إليكْ
أيها الرّائد: أدرك قاتليكْ
قالها البّحارُ للبحر غناءً: لا عليكْ
قالها البحر، ودي جاما يغنّي هاشمياتِ الكُميتْ
أتيت إليك مِلءُ فمي سُؤالٌ ... وبين جوانحي كُتبَ الجوابُ
تضيق الأرض في نظر الحُبارى ... ويأبى أن تضيق به العُقابُ
مددتُ يديّ، مِلؤهُما اشتياقٌ ... ومن كفّيّ ينهمرُ السّحابُ
وتنكسر الرّياح على جبيني ... وتُنكر ضبَحها الخيلُ العِرابُ
هنا فوق الخريطة لُفّ حبلي ... وطُوّقت المآذن والرّقابُ
كشفت رؤى الفجيعة عن فتوحي ... وعن تشكيلتي كُشف النّقابُ
إذا لم يكتب العلماءُ مجداً ... لأمتهم، فعلمُهمُ سرابُُ