للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

[التحالف المشبوه بين الهندوس واليهود]

أحمد بن عبد العزيز أبو عامر

عاشت بعض الأقطار العربية في عصورها الأخيرة تحت مظلات الحكومات

العربية العلمانية التي جعلت من صداقة (الهند الوثنية) واحدة من ثوابتها السياسية

العقيمة؛ تارة تحت عنوان (تجمع دول عدم الإنحياز) وتارة تحت عنوان (تجمع

دول العالم الثالث) وربما وقفت تلك الحكومات في صف حكومة الهند (الهندوسية)

ضد مصالح دول إسلامية كالباكستان، وضد مصالح شعوب إسلامية في جامو

وكشمير. وسكتت عن تدخلاتها في مصالح ذلك البلد وذلك الشعب المسلم وما

يعانيانه من حملات عنصرية وهمجية كما حصل عند اكتساح الهند لولاية (حيدر

أباد) ، و (جامو وكشمير) و (جوكانده) . بينما ميول حكومة الهند الهندوسية هي

العداء لكل ما هو إسلامي عامة وللشعب الباكستاني خاصة وبالرغم من ادعائها

(الحكم العلماني في الهند) إلا أن ميولها، وحكم الأحزاب الهندوسية لها يجعلها

تسكت، وربما ترعى كل المؤامرات التي يحركها الهندوس ضد المسلمين في الهند

من قتل وهدم وتشويه لتاريخ الإسلام، وهجوم على تعاليم الإسلام. في المقررات

المدرسية، وليس آخرها هدم (المسجد التاريخي المعروف بالبابري) وما تبعه من

هدم العديد من المساجد الأخرى، والقتل والتشريد للمسلمين هناك. وجل إخوانهم

المسلمين بعيدون كل البعد عن نجدتهم ونصرهم.

العلاقة بين اليهود والهندوس:

قل من يعلم بوجود حلف بين الهندوس واليهود، مهدت له بريطانيا رغم

تأليف العديد من الدراسات العلمية، والوثائقية التي تفضح ذلك الحلف الخطير،

وترجمت إلى اللغة العربية إلا أنه قل من يعرفها وبخاصة الصفوة المثقفة،

والمتنفذين من الساسة والإعلاميين العرب، وسأذكر ثلاثة مصادر في هذا

الموضوع وهي أهم مراجعي في هذه المقالة.

١- الحلف الدنس: التعاون الهندي الإسرائيلي ضد العالم الإسلامي: تأليف

الأستاذ محمد حامد [١] .

٢- مؤامرة الصهيونية والهندوكية على المسلمين لنفس المؤلف وهو أشبه ما

يكون بملخص للكتاب السابق.

٣- علمانية الهند: للأستاذ شريف المجاهد، عميد كلية الصحافة في

كراتشي [٢] ، وكل تلك الكتب نشرت بعناية وتقديم الأستاذ (إحسان حقي) وقبل ... بيان أوجه التحالف المشبوه بين الهندوس واليهود نرجع إلى تاريخ العلاقة القديمة كما سجلها كتاب الهندوس المقدس (منو سمرتي) [٣] لنعلم التشابه بين الديانتين، وسر التآلف والتحالف بينهما، وذلك الكتاب يعني (شريعة منو) أحد آلهة الهندوس المزعومة. وفيه يجد القارئ كل ما يجب أن يعرفه عن الديانة الهندوسية وزيفها وأحكامها وأهلها، وهذا الكتاب ترجمه العلامة (إحسان حقي) للعربية، ووضح: أنه عقد مقارنة بين هذا الكتاب والشرائع السماوية الثلاث (اليهودية والنصرانية والإسلام) وتبين له بجلاء أن الهندوسية هي صنو الديانة اليهودية في (توراتهم المحرفة) وكأنهما من أصل واحد مع اختلافات يسيرة لعلها نتيجة من نتائج تقادم الزمان، وتغير المكان، ومن أبرز سمات التشابه بين الهندوسية واليهودية ما يلي:

١ - اعتقاد الهندوس أنهم شعب الله المختار، والنظر لغيرهم - وخاصة

المسلمين - نظرة احتقار وإهانة، وهذه الدعوى معروفة عند اليهود.

٢- تقديسهم ليوم السبت فهم لا يعملون فيه ولا يطبخون إلا ما يعتبرونه

إنسانياً كقتل المسلم دون حرج. وتقديس اليهود للسبت معروف.

٣- تقديسهم (العجل -والبقر) معروف للجميع [*] .

٤- يشتركون مع اليهود في التجارة والمراباة، فالهندوسي يبيع السلعة للمسلم

ولغيره ولكنه لا يشتري منهما لأنهما نجسين في نظره، لكن الدراهم التي يأخذها

من البيع لهما ليست نجسة، ومعلوم أن بالهند يهوداً منذ الزمن القديم. (انظر

مؤامرة الصهيونية والهندوكية ص ١١٧، والحلف الدنس ص ١٩٧) .

ومن العجيب أن العقلية التوسعية بين هذين الشعبين واحدة، فاليهود يأملون

الوصول في حدودهم من الفرات إلى النيل، وطموحات الهندوس في مد حدودهم

من الفرات إلى (الميكونج) في فيتنام، ليدخل فيها كل بلد يبدأ بلفظ (هندو)

كإندونيسيا وبلاد (الهند الصينية) .

وهناك رابط واضح بين اليهود والهندوس وهو العداء للمسلمين، رغم العشرة

الطويلة التي جمعت بين المسلمين والهندوس في الهند لإثني عشر قرناً تحت الحكم

الإسلامي العادل آمنين على أرواحهم وممتلكاتهم وأديانهم. ولم يدخل الإسلام أحد

منهم إلا عن اقتناع وحب للإسلام.

كان من المفروض أن يثمنوا ذلك التاريخ المشرق تجاه مواقف المسلمين إبان

حكمهم للهند، لكنهم بعد الاستقلال، وبعد قرن من الاستعمار الإنجليزي كشروا عن

أنيابهم وهاجموا المسلمين بوحشية وهمجية لا يمكن أن تحصل من أمة متحضرة،

وما زالت هذه النظرة العنصرية الوحشية يسام بها المسلمون سوء العذاب قتلاً وهدماً

وتشريداً، وليس آخرها هدم المسجد (البابري) كما عرفنا، وما يؤكد تواطؤ

الحكومة الهندية الهندوسية في هدم البابري، أو على الأقل لا مبالاتها بما حصل هو

نشر الغسيل الهندوسي بين حكومة الهند وحزب (جاناتا) من نشرهما لكتابين سماه

كل منهما (الكتاب الأبيض) لشرح وجهة نظره حول الموضوع [٤] .

بداية العلاقة المعاصرة بين الهندوس واليهود:

عرفنا العلاقة الروحية المتمثلة في التشابه بين كتابيهما المقدسين، وتجدر

الإشارة هنا إلى دور بريطانيا في تاريخها الاستعماري وعدوانها على كل ما هو

إسلامي.

من إيجاد مراكز نفوذ له وإيجاد مناطق متنازع عليها طبقاً لسياستها المعروفة

(فرق تسد) فقد فكر الساسة الإنجليز مع بدايات أفول إمبراطوريتهم بإقامة قواعد لهم

في المناطق الإسلامية لتلعب دوراً مماثلاً لدورهم الاستعماري. وقد نجحوا في

التخطيط لإنشاء دولتين خطيرتين من أخطر الدول عداء للإسلام وأهله، الأولى

لليهود في (فلسطين) بدأت بوعد بلفور الذي أوجد دولتهم ككيان مستقل بعد ذلك عام

١٩٤٨، أما المؤامرة الثانية فهي إعطاء القارة الهندية للهندوس، غير أن توفيق الله

ثم صحوة رجال الدعوة الإسلامية آنذاك في الهند حال دون ذلك الخطط، واضطروا

للاتفاق مع المسلمين على أن تتمتع المناطق ذات الأغلبية المسلمة بالسيادة

والاستقلال، ومن هنا قامت دولة (باكستان) إلا أن الإنجليز كعادتهم نكثوا بوعدهم

باعطائهم بقاعاً شاسعة للمسلمين وسلمت للهندوس مثل (حيدر أباد الدكن) و (غالبية

جامو وكشمير) و (جوناكد) .. مع تهيئة الهنادكة تعليمياً وثقافياً وإدارياً وسياسياً،

والمساهمة بتأسيس (حزب المؤتمر الهندي) كما ساهم المؤرخون وعلماء الآثار

الإنجليز مع الهنادكة في البحث والتنقيب لاختراع تاريخ مزيف للهنادكة حتى

باللجوء إلى الأساطير والخرافات، وحولوا (غاندي) من محام بسيط إلى زعيم

لعموم الهند بواسطة (اللورد ريدنج) نائب الملك الإنجليزي في الهند، وساهمت

الزعيمة اليهودية لرابطة الحكم الذاتي (آني بيزانت) بمسرحية إنجليزية مكشوفة

بوضع غاندي في السجن مدة تعظيماً لشأنه، ثم مُكِّن من تخطي عقبات كثيرة في

سياق عمله السياسي مما جعله في عيون الشعب الهندي بطلاً.

عرف الهندوس خطر وحدة المسلمين وصحوتهم في الهند على مخططاتهم

فتعاونوا مع الإنجليز على نشر الآراء والمبادئ القومية والعنصرية الهندوسية التي

وضعها أحد زعمائهم في القرن الرابع قبل الميلاد والمدعو (كوتيليا) وهو يتفوق

على (ميكيافيلي) في المكر والدهاء. وهكذا استقلت دولة الهندوس، وبعد استقلال

باكستان أصبح المسلمون وهم أكثر من مائة مليون أقلية في بحر الهندوس والسيخ

وغيرهم. وتعرضوا للاضطهاد. ومع ذلك تَزْعم الهند أنها دولة علمانية، وتخدع

الدول العربية والإسلامية، وهي وثنية هندوسية مطلقة كما أوضحت ذلك الأيام

والأخبار، وساعدهم الإنجليز في النهضة والتقدم التقني مع أنها من أفقر دول العالم

ومن أضعفها في دخل الفرد.

عود على بدء: للعلاقات اليهودية الهندية المعاصرة

بعد ثلاثة أشهر من قيام دولة العدو الصهيوني عام ١٩٤٨م الذي كان انتهاكاً

صارخاً لكل شرائع العالم، وتحد واضح للمنظمات الدولية بسلب وطن وطرد شعب

من أرضه وجدنا (الزعيم الهندي المحبب لحكام العرب) (نهرو) ، آنذاك في

البرلمان الهندي يقول: (من البديهي أن نعترف بواقع قائم وهو أن إسرائيل دولة

قائمة) ، وبعد إعلان الاعتراف الرسمي أعلن ناطق رسمي هندي أن إسرائيل

موجودة وأنها خلقت لتبقى) ، وقد عملت الهند طوال السنتين الماضيتين بتعاون قائم

مع إسرائيل.. وأنشأ العدو الصهيوني (قنصليته في بومبي) فكانت حصناً قوياً

للتعاون بين الدولتين المعاديتين للعرب والإسلام.

يقول الأستاذ محمد حامد: (والحقيقة إنها لم تكن قنصلية بالمعنى المتعارف

عليه دولياً بل كانت مستعمرة كاملة الجهاز تضم أكثر من مائتي موظف، وكان لها

من الإمكانات والسيارات ما يفوق ما لدى السفارات العربية في الهند، ولها دور

ضخم في تغيير الرأي العام لصالح العدو الصهيوني، وقد بقي الهندوس يلعبون

لعبتهم السياسية بدعوى حيادهم بين العرب واليهود كذباً وبهتاناً حينما زعموا أن

اعترافهم بدولة العدو الصهيوني إنما كان اعترافاً بالأمر الواقع. لمعرفتهم بردود

الفعل العربية آنذاك لو كان الاعتراف كاملاً) .

موقف الهند من العدو الصهيوني في مؤتمر (باندونج)

كان الموقف الهندوسي واضحاً من العدو الصهيوني عام ١٩٥٥م حينما عقد

مؤتمر باندونج بإندونيسيا حيث دعا (نهرو) - نصير العدل والسلام المزعوم - إلى

إشراك العدو الصهيوني في ذلك المؤتمر بدعوى: أن دولتهم معترف بها من الأم

المتحدة وترتبط بها العديد من دول عدم الإنحياز بعلاقات ديبلوماسية، وحينما

علمت الدول العربية بذلك هددت بمقاطعة المؤتمر فألغي اقتراح نهرو.

التعاون العسكري بينهما:

بعد مراسم الاعتراف بين الدولتين زارت الهند وفود رسمية صهيونية لتوثيق

عرى التعاون بين البلدين وبخاصة في النواحي العسكرية، ومن أشهرها عام

١٩٦٢ م الوفد الذي كان برئاسة (الادان بركمان) العضو في وكالة الطاقة النووية

للتوقيع مع الهند على اتفاقية التعاون النووي بينهما، وتم التوقيع عام ١٩٦٣م بين

الوفد الصهيوني برئاسة (دافيد شفيل) ورئيس أركان الجيش الهندي على اتفاقية

سرية وكان موضوعها تزويد الهند بالأسلحة، وتدريب العسكريين في المؤسسات

والكليات العسكرية، وكان لهزيمة العرب سنة ١٩٦٧ م صداها باغتباط الهندوس

بانتصار العدوان الصهيوني، وقال وزير دفاع الهند: أننا حريصون على معرفة

كيف تمكنت إسرائيل من تعبئة جميع قواتها في غضون ٢٤ ساعة وبطريقة أدت

إلى نتائج إيجابية مؤكدة. ومن العجيب أن ينشر ضمن ما نشر من خفايا هزيمة ٦٧

دور عديمي الخبرة من الضباط الهندوس الذين كانوا يدربون الطيارين المصريين،

وكانوا عملاء للاستخبارات الصهيونية وقد وصل الخبر خطأ ونشر في غانا في ٢٠

أيار عام ١٩٧٠م مما كشف المستور. وما زال التعاون بينهما مستمراً وإن أخذ

صفة السرية غالباً.

التعاون النووي:

بريطانيا وضعت أساس البرنامج النووي للهند بعد الاستقلال وشجعت الكوادر

الهندية لدراسة ذلك التخصص، ولما أرادت الهند التوسع في برنامجها النووي

وجدت في اليهود ضالتها حيث أنشأت مفاعلاتها النووية في العديد من مدنها مثل

(كلكام) و (بهابها) .. ومعلوم أن العدو الصهيوني يمدها بالخصبات النووية، وكان

لكندا دور في دعم برامج الهند النووية ثم ادعت كندا أنها فوجئت بقيام الهند بالتفجير

النووي وكان (للاتحاد السوفييتي) السابق دور كبير أيضاً في دخول الهند (عالم

الفضاء) حينما ساعدها على إطلاق قمرها الصناعي الأول (آريا بهارتا) من

الأراضي السوفيتية آنذاك في ١٩ نيسان ١٩٧٤ م.

التعاون الاقتصادي بين اليهود والهندوس:

من صور التشابه بين هذين الشعبين عبادتهم للمال واستعمالهم الربا، ومن

خلال معاملة الهندوس للفقراء والفلاحين، وخاصة المسلمين لا تختلف عن معاملة

اليهود إذ كانوا يستولون على أراضي المسلمين، ويقرضونهم المال كلما ساءت

المحاصيل، ويرتهنون الأراضي حتى يتم الدفع، وكان القضاء الهندوسي ينقل

ملكية الأراضي للمرابين كلما عرضت لهم قضية مما أدى إلى استيلائهم على

مساحات شاسعة من أراضي المسلمين، ونشأ فيما بينهم ما سمي بالملف الصامت

القائم على إنشاء (الشركات المتعددة الجنسيات) حيث تستعمل كواسطة للعلاقات

المتبادلة بينهما وتستطيع أن تعمل لصالح الصهاينة. وأشار إلى فاعلية هذه

المؤسسات (مايلز كوبلاند) في كتابه (عالم التجسس الحقيقي) . وهناك بيانات

توضح الآثار الكبيرة للتعاون بين اليهود والهندوس، ودور القنصلية الصهيونية في

تدعيمها مما يضيق المجال عن بيانه، وبخاصة في كتاب (التحالف الدنس) الآنف

الذكر.

التعاون الاجتماعي:

معلوم أن للعدو الصهيوني دور بارز في توطيد العلاقات بين الصهاينة وبين

الشعوب التي لا تعرف حقيقتهم العدوانية ولا تعلم منطلقاتهم العنصرية، وهذا ما

فعلوه مع إخوانهم الهندوس ساعدهم على ذلك وجود جالية بل طائفة يهودية في الهند، إضافة إلى دور القنصلية الصهيونية في بومبي في دعم العلاقات بين البلدين،

وتوجيه الرأي العام الهندي غير المسلم لتأييد الصهاينة عن طريق إقامة الحفلات في

المناسبات واستدعاء صفوة المثقفين من كافة فئات الشعوب الهندية، وتارة تستغل

التسميات الساذجة مثل (مجلس المواطنين) للدعاية وتوثيق العلاقات الاجتماعية بين

أولئك المدعوين، وفي عام ١٩٦٢ م أسمت جمعيات (أصدقاء إسرائيل) والتي

تضاعفت بعد حرب ١٩٦٧م تحت مسمى (مؤسسات الصداقة الإسرائيلية الهندية)

في طول البلاد وعرضها تحت رعاية أعضاء البرلمان والشخصيات السياسية

ورجال الأعمال. ومن مهامها توثيق روابط التفاهم والأخوة وتبادل المنافع بين

الشعبين والحكومتين، ومن أشهر الأحزاب ذات العلاقة الوطيدة مع الصهاينة حزب

(جان سنغ) و (جناتا) الهندوسيين الإرهابيين. وكذلك مختلف الأحزاب العلمانية

حيث تقوم يبنهما زيارات متبادلة وليست الأحزاب الأخرى أقل اندفاعاً للولاء

للصهاينة مثل حزب (المؤتمر) والذي كثيراً ما يسمي أعضاؤه (العرب) بالمعتدين

ونجد حزب (سوانتا نترا) يندد بطلب العرب من الهند قطع علاقاتها مع الصهاينة،

وللصحافة الهندوسية في دعم العدو الصهيوني دور كبير وليس من المبالغة أنهم

صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم، وتتوالى الزيارات بينهم ومن خلال المتابعة

للصحافة الهندوسية نجد موالاة اليهود سمة بارزة من سمات الصحافة الهندوسية ومن

جانب آخر نجد العلاقة الثقافية والفكرية بين اليهود والهندوس بارزة أيضاً بالدعاية

للأدب الصهيوني وترجمتهم للأدب الهندي الوثني.

خطر اليهود والهندوس على المسلمين:

الخطر الصهيوني معروف وأساليبه مكشوفة، أما خطر الهندوس فهو القائم،

ولم يتم الكشف عن أبعاده التي تتمثل فيما يلي:

١- أن الحكومة الهندية بالرغم من إعلان علمانيتها إلا أنها تخضع للأحزاب

الهندوسية التي تملك مراكز قوى تؤثر في صنع القرار، وما موقفها غير المبالي

من هدم المسجد البابري عنا ببعيد، وتواطؤ الشرطة والجيش الهندي مع المتطرفين

الهندوس كالشمس في رابعة النهار. ومضايقتها للمسلمين في أرزاقهم ومدنهم

ومساجدهم وحتى تشريعاتهم لم تعد مجهولة، وبالرجوع إلى كتاب (المسلمون في

الهند بين خدعة الديموقراطية وأكذوبة العلمانية) نجد مصداق ذلك [**] .

٢- المسلم الهندي حين ينشأ في محيط وثني ولا يرى أثراً لمظاهر الإسلام

يتراخى رويداً رويداً وخاصة أمام الاضطهاد والجهل والجوع والمرض بدءاً بتغيير

الاسم وانتهاء بتغيير الدين، وهذا ما حدث بالفعل جراء ما يعانونه من مضايقات

تحت سمع وبصر الحكومة الهندية الوثنية.

٣- إن المسلم هناك أمام تلك الضغوط الكبيرة وإهمال إخوانه المسلمين له، لا

ينصرونه ولا يعملون لرفع الظلم عنه، يعاني ما يعاني من أخطار. فماذا صنعنا

لهم؟ وما هو واجبنا تجاه إخواننا المسلمين في الهند؟

يفترض فينا نحن المسلمين ألا نجهل عداء أولئك الكافرين لنا، وهذا أمر

صريح في القرآن الذي نقرؤه ليل نهار في أكثر من آية ومنها قوله تعالى:

[لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا] [التوبة ٨٢] .

يجب أن يفكر كل مسلم بالأطروحات المؤيدة للصلح مع اليهود. لأننا نعرف

من هم اليهود؟ وما هو العداء الذي يكتمونه لنا ولديننا، وما آثار السلام عليهم؟

ويجب على كل مسلم بشكل عام وكل مسؤول بشكل خاص أن يبذل كل ما في وسعه

لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأن يقوم المسلمون جميعاً كل فيما يستطيع بذله لنصرة هذا

الدين، وعلى كل الحكومات في البلاد الإسلامية أن تضغط على هؤلاء الأعداء

لرفع يد الضر عن إخواننا المسلمين المستضعفين في الهند وفي غيرها، وإتاحة

المجال لهم لأداء عباداتهم وحفظ مساجدهم واحترام تشريعاتهم، وألا يهاجم الإسلام

في وسائل إعلامهم ولا في مناهجهم الدراسية، وعلى المسؤولين أن يهددوا بكل ما

من شأنه تعكير العلاقات مع تلك الدول الظالمة. فهم المحتاجون لنا ولسنا بحاجة

لهم. وإذا وجدوا أننا صف واحد وقلب واحد رضخوا راغمين ورفعوا ظلمهم،

وحينها تعود لإخواننا مكانتهم رغم أنف الظالمين وإن أي تساهل في ذلك يبوء بإثمه

كل مفرط في نصرة هذا الدين، فإن من يرى الإسلام وأهله يهانون وهو قادر على

نصرتهم ولا يفعل شيئاً، لا شك أنه منافق معلوم النفاق. وأن أي تساهل في ذلك

هوان وأي هوان، وخيانة للواجب وانهزامية [إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وأَكِيدُ كَيْداً *

فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً] [الطارق ١٥-١٧] .


(*) ربما كان لعجل السامري علاقة بذلك.
(**) للشيخ أنور عالم أميني.
(١) نشر الكتاب (مجلس شؤون المسلمين في العالم) ، إسلام أباد، باكستان ص ١٩٨.
(٢) نشرته مؤسسة الصحافة - بيروت.
(٣) ترجمة الأستاذ إحسان حقي.
(٤) أنظر صحيفة الحياة العدد ١١٠٢٦ في ٢٩/١٠/١٤٣هـ.