للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفحة الأخيرة

[المطبوعات الإسلامية]

عبد القادر حامد

هناك صنفان رئيسيان للمطبوعات الإسلامية: قديم وجديد.

أما القديم، فمنه ما يتعلق بالنواحي العقائدية والفقهية البحتة ككتب التفسير

والفقه والحديث والأصول، ومنه ما يتعلق بمعالجة قضايا هي بنت تلك العصور

القديمة على ضوء الإسلام، وكلا النوعين مبذول ولا تشكو المكتبة الإسلامية من

قلته.

وأما الجديد: فمنه ما يدخل في الدائرة الأولى من القديم: وهو التفسير

ومحاولات تنزيل بعض الأحكام الفقهية على الوقائع المعاصرة، ودراسات تتعلق

بالحديث وأصوله، والدفاع عن حجية الحديث في مجال الإيمان والأحكام، وهذا

أيضاً موجود ولا حَجْر عليه.

ومن الجديد ما يقابل الثاني من القديم وهو معالجة ومناقشة القضايا المعاصرة

على ضوء من الأصول الإسلامية، وهذا ما تفتقر إليه المكتبة الإسلامية، بل تفتقر

إليه الأجيال المعاصرة من المسلمين وعلى الرغم من وجود مقدار لا بأس به من

المطبوعات التي تصدت وتتصدى لهذا المجال؛ لكن العوائق التي تعترض وصولها

إلى جماهير المسلمين كثيرة، وأكثر القضايا التي يجب أن يكون للإسلام فيها فكر

واضح مقترن بحدوثها لا يصل هذا الرأي والفكر إلى من يجب أن يصل إليه إلا

بعد مرورها وبعد أن تصبح حدثاً تاريخياً أعطى نتائجه وأصبح في ذمة الماضي،

ولهذا السبب يبدو الفكر الإسلامي متأخراً عن معالجة قضايا الساعة.

لكن الذي ينبغي التنبه له هو أن هذا التأخر ليس مبعثه الفكر الإسلامي،

وإنما مبعثه أسباب خارجية ومعوقات توضع قصداً، وتبذل في سبيلها أموال طائلة، وتسخر لها عقول جبارة لتحتكر تقديم وجهة النظر التي إن سمح للإسلام للمشاركة

فيها فلا يسمح له إلا بعد أخذ العهود والمواثيق عليه أن يكون ضمن الخط المرسوم!